أنْ تضحك على شيء مضحك فهذا ليس بغريب، لكن أنْ تضحك على شيء يفترض انه خطير جدا فهذا شيء غريب.. وأنْ تضحك على شيء يفترض انه خطير جدا من شخص يفترض انه سياسي مسؤول واعٍ ومدرك لما يقول فهو الاغرب من الاثنين !!.
هي مقدمة قد تكون مملة بعض الشيء وسمجة وغريبة لكن ماذا نفعل في زمن أضحت فيه السماجة والسخافة والعجيب والغريب.. و(التشريب) هو عنوانه !!!.
سادتي الكرام اسوق مقدمتي المزعجة هذه بعدما شاهدت في احدى البرامج التلفازية بأم عينيَّ.. وخالة أذنيَّ تصريحات في قمة الكوميديا لأحدهم أقصد (النائم) السابق في (البار.. لمان).. وبما انه كان نائباً فهو اذن (نهيبي) وهو الشهير (بمروياته) التاريخية العبقرية وأكتشافاته المدهشة و(المحششة) التي يتحفنا بها بين الحين والآخر وهي تقطر بالسُمّ الزعاف للطائفية القبيحة المقيتة. فقد سبق وأن صرّح في ليلة ذاتَ غباء طاعناً بعراقية وعروبة ابناء الجنوب ونفاها عنهم كأي طاغية معتوه ينفي كل معارض وطني شريف الى جزيرة نائية موحشة، ذاكراً بأنهم من أصول هندية وجاءوا قديما من هناك ليستوطنوا الاهوار والجنوب !!. وعلى هذا الاكتشاف الخطير يستحق فعلا جائزة (نوفل) بالغباء !!. فالذي نعرفه اننا فرس وصفويون!!.. اما ان نكون هنود فهذه جديدة حقا.. و(قوية) !!!. وعلى هذا وُجِبَ علينا من الآن فصاعداً التكلم بلغتنا الام الهندية الاصيلة.. لا العربية الدخيلة بعد أن عرّفنا وحيد وفريد.. اطرش عصره وزمانه بأصولنا مشكورا مأجورا. فإذا اردنا مثلا أن نسأل عن مكان مرآب ما نقول للمستطرق : (آججاجا… آججاجا…. بعد روهي مين نِسعد للكَراجا ؟!!). وبالتأكيد فإنَّ هذه التصريحات المضحكة والآراء الطائفية الغبية السمجة لا تمثل سوى صاحبها هذا دون عشيرته الكريمة التي قاتلت مع أُخياتها من العشائر العربية الاصيلة الابيّة في صلاح الدين والانبار بضراوة وبطولة قلَّ نظيرهما خفافيش الظلام من الارهابيين، ومنها عشيرة الجبور الكريمة البطلة التي قدمت العشرات من الشهداء قرباناً للوطن، وعلى رأسهم.. لا بل فوق رؤوسنا جميعا تقبع الشهيدة العظيمة الخالدة (امية الجبوري) التي أُلقّبها شخصياً بلقب (عروس الفردوس). علما بأنَّ شيخ عشيرة (اللهيب) كان قد ادانَ هذه التصريحات بشدة وقال الرجل بوضوح بأنها لا تمثل سوى رأي صاحبها.
أما تصريحه العبقري الآخر.. والاخير وليس بآخِر الذي نتحدث عنه هنا حينما يقول لمحاوره في البرنامج : أحطتُ بما لم يَحُط به أحد من العالمين.. من الإنس والجن اجمعين.. فجئتكم من امريكا بنبأ يقين.. وهو من باراك بن حسين.. وانه بسم الله الرحمن الرحيم.. ألاّ تعلوا عليَّ وأتوني (مستشيعين) !!!!. اجل هو هكذا، فقد اكتشف صاحبنا (الفلتة) لوحده.. ومن وحده في الاخير.. وبعد طول تفكير وتدبير بأنَّ باراك اوباما (شيعي) !!!… وكيف ؟ (يسأله المقدم). فيجيبه : لأنَّ اسمه الكامل هو باراك ” حسين ” اوباما فقُتلَ كيف فكر.. ثمَّ قُتلَ كيف فكر. واخذ يسترسل ويستبسل بالدفاع عن (نظريته) بتحليلاته السياسية الستراتيجية المبنية على هذا الاكتشاف الخطير.. (الفطير)، وكيف تحالف اوباما مع الشيعة في العراق وايران ضد السنة الى آخره من هذا (الخرط) !!. و(بتحليل) مصيب.. مصيبة فاقَ تحليل الإدرار والخروج في مختبرات الباب الشرقي. وبصراحة بحثت من فوري في (اليوتيوب) علّي اجد ما يؤكد صدق نظريته وللامانة (ام قاط.. ورباط) فوجئت بما رأيت، فلقد وجدت في احد مقاطع الفيديو (الحاج اوباما) جالسا في احدى الحسينيات في نيويورك مرتديا (دشداشة وعرقجين) اسودين وهو يجهش بالبكاء مستمعا لأحد (الرواديد) لاطما الخدود والصدور.. ناثرا الشعور، صارخا بحرقة مع الصارخين : ((Wa husseinahO Wa habeebahوفي مقطع آخر يظهر اوباما وهو يطبّر هامته تارة ويلسع ظهره بالزنجيل تارة اخرى. بل في مقطع ثالث شاهدته وقد نصب سرادقا كبيرا يوزع فيه مع وزرائِه ومساعديه الشاي والكعك على الناس وقد وضعت لافتة كبيرة اعلى السرادق وفي مقطع آخر ظهر فيه وهو يوزع (التمن والقيمة) على جيران البيت الابيض بقصد الثواب وقضاء الحاجة !!!. هذا وقد ذكرت وكالة (بوس الواوا) نيوز الاخبارية بأنَّ الحاج اوباما (ابو ماليا) كان ناويا التوجه مشيا من البيت الابيض الى الديار العراقية إلا إنَّ مستشاريه وبالاخص مستشار الامن القومي اشار عليه بأنَّ في ذلك خطورة كبيرة على حياته ناهيك عن إنَّ ذلك المشي سيستغرق ما يقرب من (3) سنوات الامر الذي سيزيد عن مدة حكمه المتبقية والتي تنتهي في عام (2017) !!. لذا فنحن ننصح هذا (النهيبي) صدقاً فنقول : طه… ما أعطيناك البرلمان لتشقى!!!.
على اي حال وعودا لما إبتدأناه عن الحلقة التاريخية.. (الفخفخية) تلك نقول، بعد أن تم الالحاح من قبل مقدم البرنامج على صاحبنا لمعرفة مصدر نقل السر الخطير (تشيّع اوباما) باعتبار أنَّ ناقل الكفر ليس بكافر.. ولا بحافر، اكتفى الرجل بوصفه تلميحاً لا تصريحاً فقال بحرج وارتباك : (ابو خد مشمشة) !!!!.
مقالات اخرى للكاتب