حينما يمر الوطن بظروف كالذي يشهده العراق، يبادر عقلاءه الى البحث عن سبل الخلاص من تلكم الازمات للوصول لبر الامان ،واحيانا كثيرة تتسارع وتيرة الاوضاع فتتشابك ببعضها فتتوالد بدلا من ان تنتهي،وهناك حلول لكن مؤرشفة لم يحن وقتها ولاتفي غرضها حسب مايراه البعض،ونحن اليوم نعيش عصر الازما ت المضحك المبكي فيه المواطن العراقي محاصر بين عبوات تستهدفه اينما تواجد ثم زلازل وهي حالة جديدة علينا والامطار السنوية التي تزورنا بالسنة مرة لتحيل شوارعنا الى انهار وبحيرات اصبحت ترعب العراقيين بعدما اعتاد اجدادنا على صلاة الاستسقاء لهطول المطر ،صرنا نبحث عن مضادات الامطار ،حتى صار العراقي حائرا بين خروجه من منزله او بقاءه فيه ومصيره المجهول ،واغلبية ممثلي الشعب وساسته يفكرون ومصيبتهم انهم يفكرون فقط ومنظرين بدرجة امتياز ،والشعب ينتظر ولكن طال الانتظار ولاشيء في الافق ،واتهامات وخلافات والجميع ابرياء ،فمن الجاني ومن هو المجني عليه صارت كالبيضة والدجاجة ،فيبدو ان الشعب قد اذنب بقبول من يمثله دون استحقاق او رغما عنه ،ولكن وسط كل هذا الذهول من الوضع الذي لايسر احدا، نرى شباب العراق قد بدأوا حراكا لتغيير وضع بلدهم بعدما عجز غيرهم ممن اتكلوا عليه وانتظروا ليصنع مستقبلهم ،ادركوا ان المسؤولية وقعت عليهم ،فبدأو طواعية من واعز الضمير الانساني والوطني ليعطوا دروسا مجانية لمن يكبرهم سنا، لاحبا وصنعوا من ادوات بسيطة ترجموا كيف يكون بناء الوطن فافترشوا ساحات مدنهم بعضهم رفع شعار النظافة ليحيلوا ركام النفايات الى حدائق يزرعونها ويسقوها بالحب واخرين حولوا جدار الصمت وخراسانات التي تفصل الازقة الى رسوم وحكايات بالوان تملاءها البهجة ، واسابيع منظمة للثقافة والبيئة وكل ما يتعلق بغد أجمل فكسروا الرتابة واحالوا المستقبل المجهول الى عناوين تبعث في النفس الامل ،دون ان يكون لهم شعارات وبرامج براقة فشعاراتهم الثقافة والنظافة وبيئة خالية من الفساد بكل انواعه التي جعلت العراق في ذيل جميع قوائم اهل الارض، وهم من سيصنعون مستقبل البلاد والمورد الحقيقي الذي لاينضب وهم ليسوا بحاجة للقسم لبيان ولاءهم وقد اجتمعوا باختلاف قومياتهم واديانهم ،وحب الوطن ليس بلقاح ليعالج به بعض من اغفلوا ضمائرهم ولادرس يحفظ ، فترى ابناء الجنوب وبغداد وديالى والانبار والموصل وكل مدن العراق نسيج بالوان زاهية تشعرك بان العراق مازال بخير فشبابه ادركوا ان المستقبل لايصنعه غيرهم وهم اولى به ،ونقول لمن لايريد ان يشارك في بناء الوطن أوظروفه لاتسمح ليتركه بيد ابناءه وليرحلوا لينعم بالسلام.