Sometimes it takes a long time. Please wait...
|
ابعدوا الطائفيين عن رياضتنا |
الجمعة, كانون الثاني 10, 2014
جعفر العلوجي
|
كنا نفاخر وحتى الأمس القريب بأن رياضتنا العراقية كانت وستبقى بعيدةً عن الطائفية والطائفيين، لا بل كنّا نراهن على ذلك ونقول لأهل السياسة في مرّاتٍ كثيرةٍ، يا ليتكم تتعلّمون من أهل الرياضة حبهم لبعضهم ونبذهم لكل عمل أو عملٍ طائفي صغر ذلك العمل أو كبر، وكان عنواننا الرئيسي الذي كنّا نستند به هو منتخبنا الوطني لكرة القدم والذي من خلاله كنّا نعمم روح الألفة والمحبّة التي سعينا لتنميتها في المجتمع الرياضي الذي يعدّ الأوسع بين قطاعات المجتمع العراقي. لكن هل بقي الحال على ما كان وسعينا إليه؟ هنا يجب أن نتوقّف قليلاً ونخبر من اهتزت قلوبهم وأصابها مرض الطائفية المقيت بأنّهم لن يفلحوا في تهديد اللحمة الوطنية التي وجدناها في رياضتنا العراقية لم تتزحزح أو يصيبها أي عارضٍ من أفكارهم السوداء التي يحملونها، سواء باحوا بها جهراً أو خلف الأستار المظلمة التي اعتقدوا أنّها ستحميهم من ملاحقتنا لهم وتعريتهم وكشف زيف أفكارهم التي يجهرون بقسمٍ منها ويبطنون كل ما هو (خبيث) ومؤذي للوطن ورياضة الوطن التي بقيت هي الوحيدة تقاوم في هذا الزمن (الأغبر) الذي راح يخرج علينا فيه أصحاب الأفكار السوداء ليقولوا للآخرين نحن أوصياء عليكم لأننا منكم وأنتم منّا.. ألا بئساً لهم ولأفكارهم المقيتة والمريضة التي آن الأوان لنحاربها ونقبرها في مهدها، لكي لا تنتقل إلى ما يخططون له هم.. معروف أن خطر الطائفية يفوق خطر مرض السرطان، لأنّ السرطان ممكن يفتك بحامله، لكن مرض الطائفية ممكن يؤذي مجتمعاً بأسره ونحن بعد أن وجدنا تحرّكات يقوم بها من امتلكوا النفس الطائفي وهم الذين نعرفهم كما نعرف الحروف التي أمامكم، حقّ علينا ونحن أصحاب رسالة وحدة الوطن أن نحذّركم من الوقوع بين براثن هؤلاء الذين يعلمون علم اليقين أننا نراقبهم وأمثالهم ولن نسكت عنهم أبداً، وحتى يعلموا أننا نعرفهم وسنتصدّى لهم نشير إلى قسمٍ منهم ومن أفعالهم من دون أن نشير إلى أسمائهم الحقيقية، لأننا وكما اعتاد من وثقوا بنا، نحذّر مرّة وأخرى ومن ثم نضعهم وأعمالهم بأسمائهم الصريحة على طاولة الرياضة العراقية التي لم ولن تتمكّن منها الطائفية أو يتسلل إليها أي نفسٍ من هذا النوع. الحالة الأولى كان بطلها صحفي يحتل منصباً ومكاناً شبه مرموقٍ يتيح له التعامل مع الشرائح الرياضية، حيث قام هذا بالتحرّك على أمين عام أحد الاتحادات من التي تلقي تلقى شعبية كبيرة وطالبه أن يتنحى عن تواجده في ذلك الاتحاد أسوة باثنين من طائفته.. أما ماذا كان بقية النقاش فإننا لن نكشف عنه، لأنّه لا يستحق أن نتوقّف عنده. والحالة الأخرى هي لذلك الرئيس الذي فاز بقيادة أحد الاتحادات التي تعنى بفعالية فردية وفي أحيان متباعدة (جماعية)، عندما قال لصاحبه حرام عليك أن تعطي صوتك ل فلان لأنّه من الطائفة الفلانية وأنّك ستجعلنا عبيداً عندهم. نحن لم نسمّ أي طائفة تم قصدها هنا أو هناك، لأننا نمقت من يتاجرون بأسماء الطوائف والديانات والقوميات التي يجب أن تغادرنا أعمالنا ووحدتنا ولا تبقى إلا في قلوبنا، لأن من أحب دينه وطائفته، عليه أن يسير ويرتقي بها من دون التأثير على الآخرين، كون الذي بين العبد وربه هو الذي سيتم الأخذ به. احذروا من الطائفيين والقوميين وبكافة أسمائهم وأشكالهم وعناوينهم وتذكّروا لوهلةٍ كيف توحّدنا في أصعب الظروف التي كان يمرّ بها البلد حين زرع منتخب العام (2007) المتعدد الطوائف والقوميات الفرحة على شفاهنا وساهم بتقليل نسبة حالات العنف التي وصلت إلى أدنى مستوياتها، وهو ما تفعله اليوم كافة المنتخبات العراقية التي لا يسأل أفرادها عن قومياتهم أو دياناتهم أو طوائفهم، وإنما السؤال الذي يأتيهم دائماً وهو.. من تكونون ومن أين؟ ليأتي الجواب موحّداً وليس منفرداً.. نحن من العراق وكلّنا عراقيون.. هل وصلتكم رسالتنا أيها الطائفيّون؟
مقالات اخرى للكاتب
|