في قرار مهم لتطوير المهارات والمعارف للطلبة اعلنت وزارة التربية استحداث وظيفة مشرف تربوي لمرحلة الصف الاول الابتدائي.واوضحت وزارة التربية انها اختارت 80 مشرفاً لجميع المحافظات بواقع اربعة مشرفين لكل محافظة.. وان هؤلاء المشرفين تلقوا في دورة تدريبية طرق التعامل مع الاطفال لمدة شهر كامل.
الواقع ان الخطوة مهمة وتحتاج الى المزيد من المتابعة والملاحقة كي تؤدي الغرض الكبير منها، فصف الاول الابتدائي يعد الاساس الذي تبنى عليه عملية تعليم الاطفال، وعلى ضوء هذا يتحدد مستوى التلاميذ العلمي وحبهم للتعليم وتلقيهم وتقبلهم للمعارف والمهارات.. فهو المنطلق لبناء عملية تربوية سليمة وصحيحة، كما انه من خلال سنته الاولى يتحدد الى حد كبير تعلقه بالمدرسة وحبه لها. ولكن اعداد المشرفين قليلة ولا يستطيعون ملاحقة ومتابعة الصفوف الاولى في كل المدارس التي تعد بالالاف، صحيح انها البداية غير ان الضرورة تقتضي ان تكون الخطوة الاولى قوية ومؤدية للغرض منها، فالثمانون مشرفاً لا يكفون لتغطية جميع المدارس الابتدائية في كل العراق ومشاهدة الصفوف الاولى فيها وتوجيه معلمي هذه المدارس.
دائماً اسناد مسؤولية التدريس في الصف الاول مشكلة لادارات الابتدائية ليس كل المعلمين يصلحون الى ذلك، لابد من ان تتوفر بالمعلم مواصفات خاصة وشروط محددة كي يستطيع ان يعلم هؤلاء الصغار الخام، ولا يجعلهم ينفرون من المدرسة.. حتى ان ادارات المدارس والتربية تقدم المغريات لمعلم الصف الاول باعطائه حصص اقل من الاخرين.
المسألة شاقة، وفي معاهد المعلمين لا يوجد تخصص مثل هذا، لذلك من المفيد والضروري ان تقوم مديريات التربية مادامت هي بصدد اعداد مشرفين لهذه المهمة ان تعد معلمين ايضاً يكون اختصاصهم الصف الاول. من خلال زجهم بدورات تأهيلية لمدة ستة اشهر او اقل.
لدينا اعداد غفيرة من الخريجين الذين لم يتم تعيينهم يمكن استيعاب بعضهم في هذه الدورات وتحديد المنهج الملائم لهم، وبالتالي خلال مدة قصيرة نوفر ملاكات مؤهلة لهذه القضية وبسرعة تتكامل وتنسق مع الاشراف التربوي المتخصص بالصف الاول، لتكون لدينا اللبنة الاساس لاصلاح التعليم وتطويره وفقاً لخطة ومنهج علمي ينعكس ايجاباً على العملية التربوية.
ان الاهتمام بتلاميذ الصف الاول يساعد على نشأة جيل سليم ومتميز يعطي ثماره الطيبة للمدرسة والمجتمع في آن واحد.
مقالات اخرى للكاتب