بعد ان ملئ الدنيا بحديث الديمقراطية وكرامة الإنسان، ولا يخلوا كلامه من حرية الشعوب واستقلالها، وعمل كل شي من اجل نيل عضويه الاتحاد الأوربي، وحتى وصل به الأمر ان يبيح المنكرات ويخلع حجاب شعبة ويحلل ما حرم الله، انتقد الحكام العرب بشتى الأساليب وساند الحركات المتطرفة بشماعة الربيع العربي، بكي بدموع التماسيح في الليل والنهار على أطفال ونساء العرب. ان تركيا حظها العاثر وقعت جغرافيتها بين شعوب ذات مصالح خاصة وأواصر مشتركه ومصيرها واحد، حيث يحدها من الجنوب سوريا ونظام بشار الأسد وعلاقة حزب الله، ذلك الحزب الذي أبكى إسرائيل مرتين وصار الصداع المزمن في السياسة العثمانية والحكومات العربية، وأيضا من الجنوب يحدها العراق وجبال قنديل التي يقطنها المجموعات المسلحة (البككه ) وهي ألحمه السارية في جسد الأتراك منذ أمد طويل، ومن الشرق يحدها إيران الداء القاتل وحين التفكير بها يتبادر إلى الأذهان النووي، واليورانيوم، والتكنولوجيا ألحديثه، وإذ فكر يرجع بالأذهان الى الثورة التي قادها الإمام الخميني (قدس) وبعدها الحرب الذي امتد عمرها ثمان سنوات وتصدت لها حيث شارك فيها أكثر من 35 دولة، ومن الشمال البحر الأسود الذي انقلب لونه الى اكبر ترسانة بحرية روسيا، وهي الحليف الإستراتيجي والأخوين الحميمين والأذرع الحديدية لإيران، أراد العثمانيين ان يعيدوا بطولات إسلافهم وان يقتلوا جيرانهم بسكين الطائفية والحزبية بغطاء الديمقراطية، وأينما نجد حراك شعبي من اجل خدمات او حاله معيشية نجد اليد العثمانية لها الدور الكبير، وخير دليل على ذلك عندما تظاهر أبناء المحافظات الغربية من العراق مطالبين بخدمات صحية، وسرعان ما تسلقت لها الشعارات الطائفية والحزبية ورفع صور اوردكانية ومطالب غير شرعية، وهذا دليل واضح على نوايا القيادة التركية بحرق الشعوب وجعلها حلبة للصراع الطائفي والمذهبي، من اجل ان تظهر بالوجه الحسن إمام للأوربيين وكلامها المعسول بالديمقراطية حتى تنال عضوية الاتحاد الأوربي. إما اليوم ما يسمى بالربيع العربي لا يختصر على الدول العربية والإسلامية بل امتد ليشمل دول أخرى، وشرارته جلبتها الرياح لتلتف في أروقة اسطنبول حيث تظاهر مئات الآلاف من الأتراك مطالبين بحقوقهم الشرعية والقانونية، وتحسين حالتهم المعيشية وكثرت البطالة وارتفاع كبير في الأسواق التركية، وهذا ما دفع المواطنين من الطبقة المتدنية للخروج بمطالبه السلطة الحاكمة التي صعقت إسماعهم من حديثها بالديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث رد على مطالب المتظاهرين السلميين النظام الحاكم بقيادة رئيس الوزراء( رجب طيب اوردكان) بأحدث أسلوب الديمقراطية وحقوق الشعب وحرية الفرد، واستخدم معهم الغازات السامة، والرصاص الحي، وقتل العشرات، وجرح المئات، وكشر عن أنيابة بتصريحاته عقب فعلته الشنيعة ضد أبناء شعبة، وهذا مصداق للمثل العراقي (شيخ يعلم على الصلاة وما يصلي)...
مقالات اخرى للكاتب