اذا كان محافظ ميسان ( السيد علي دواي ) تسبب في اِحراج أقرانه بنوعية الأداء , فذاك ضوء نافذةِ واحدة , وهو لايمنع ضياء النوافذ المتعددة , صعوداً الى أعلى مستويات المناصب ونزولاً الى أدناها , من الرئاسات الى أدنى درجة وظيفية في هياكل الدولة العراقية . المفروض في أبجديات الاختيار للمناصب القيادية في دولة المؤسسات ( الاستقامة ) , وهي عنوانٌ عام ومعروف ولايحتاج الى خصوصيةِ مكان أو زمان , والعراق أحوج له لأِعادة البناء بعد الخراب الذي ورثناه من عقود البعث القاسية . لم يَدُر في خُلد الرجل أن تكون ( استقامته ) فضيحة لهياكل تنفيذية ينتسب لها في الدولة العراقية , فقد أضحت بدلته الزرقاء كابوساً لزبائن ( الشركات التركية !) التي أعتمٌدت ( لترميم الذوات !) من غير القادرين على ملئ فضاءاتهم , وكانت أنشطته وأسلوبه في تنفيذها مثار اِعجابِ وأحترام ليس للعراقيين فقط , بل للمراقبين لأوضاع العراق الذي يتموضع في أعلى قوائم الدول المنكوبة بالفساد , في ظاهرةِ تسمح للرجل أن يكون منسلخاً عن منظومة فساد دولته وهو يعمل بقوانينها !. أفترض أن الرجل ( يعاني الغربة ) من قياداته , بين مٌباركِ له وحاسد , لكنني أقول له ولمحبيه وأنا منهم , أن تأريخ العراق سعيدُ به , لكنه غير ضامنِ لحياته , لأن الشرفاء الحقيقيون مستهدفون ليس في العراق فقط بل في كل العالم . محافظ ميسان , نموذج عراقي يحترمُ منصبه , في مرحلةِ عنوانها ( اِهانة المناصب ) , وهو في هذا الزمان الذي كنا ننتظر فيه رداً جلياً على أربعة عقود ِ من ( اِهانة البعثيين الأجلاف ) لمفهوم اِدارة الدولة , من حقه علينا أن نقول له ( شكراً لك ) , لأنك قدمت البديل الذي نحتاجه ليس فقط لبناء العراق , ولكن لفضح المدعيين من الذين فوضهم الشعب بالأنتخابات التي دفع أثمانها بدماء أبنائه , ولازالوا يرددون أسطوانتهم المشروخة ( المنصب تكليف وليس تشريف ) , وهم في كل مناسبة يسلكون طريقاً في الأداء السياسي يخالف ذاك الادعاء .
مقالات اخرى للكاتب