يخطأ من كان يعتقد انه سيجني انجازات باهرة او حتى متواضعه من برلمان لا يختلف عن سابقه في التكوين والتشكيل، فالاساس واحد وهو المحاصصة والطائفية والعرقية الذميمة ، فماذا يمكن ان يعطينا ويحقق لنا هذا المسخ اكثر مما اجاد به علينا البرلمان السابق من خيبة وفشل وتخاذل وانحطاط في خلق التعامل والتعاطي مع احداث غاية في الخطورة والانحدار نحو المجهول والهاوية السحيقة التي يمر بها شعبنا ووطننا الجريح المهدد بالتشرذم والتقسيم، وماذا ننتظر من برلمان طائفي منقسم على نفسه ان يحقق للشعب المكبل والمأسور والمحروم والذي كتبت عليه الاقدار ان تستولي على مقدراته زمر تقوده من حرب الى حرب ومن محنة الى اخرى ، وكل ذلك يحصل بفضل حكامه الطائفيون الفاشلون المتشبثون بالسلطة على حساب مصالح الشعب وقيمه وتراثه ورفاهه ووجوده .
عجبي على من لا يخجل من التحدث وبشكل استفزازي عن المحاصصة الطائفية السياسية عندما يؤكدون ان هذا المنصب من حصة المكون الشيعي وذاك من حصة المكون السني والاخر من حصة المكون الكردي ومع ذلك يصفون الطائفية بالمقيته ويتهمون بعضهم بعضا في الانغماس فيها والواقع كلهم على حد سواء في ذلك، فهل هناك عهر في السياسة اكثر من هذا العهر؟ ولكن لا بد من ان نطرح سؤالا على انفسنا، من يا ترى يتحمل مسؤولية وصول هؤلاء السياسيين الى دفة الحكم وتنصيبهم على مقدرات الشعب العراقي ؟ هذا السؤال يجب الاجابة عليه بدون تحفظ او مواربه او خجل .. المسؤول الاول والاخير هو الناخب العراقي المغرر به ..الجاهل .. المغفّل .. والذي راح يركض ويلهث وراء الشعارات الطائفية والعشائرية والجهوية وهو يلون اصبعه متباهيا باللون البنفسجي ويبصم لولاية المذهب والطائفة والعشيرة وهو لا يدري انما هو وقع وبصم على ضياع الشعب والوطن .. ويأتيك احدهم ليقول لك ( ان الشعب العراقي واعي وامفتح باللبن ) لا يا سادة يا كرام ، شعبنا ومع الاسف الشديد فقد بوصلته في تحديد الصالح من الطالح وذلك بسبب تخديره وتسميمه بالتعصب المذهبي والطائفي والاثني والعرقي والجهوي .. ولكن لابد من الاشارة ان العيب ليس في الدين ولا المذهب ولا القومية ولا الطائفة ولكن العيب كل العيب في من يوظف كل ذلك من اجل خدمة مصالحه الانانية الضيقة وهذا يخص ويشمل الاحزاب التي تشكلت وتكونت على اسس طائفية عرقية وجهوية .. ان هذه الاحزاب يجب ان يتقدم بها بلاغا الى المحاكم المختصة والمطالبة بحجبها وتحريمها بأعتبارها السبب الاساس في شرذمة الشعب العراقي وتفتيت وحدته ولحمته الوطنية ووجوده. ناهيك عن كون الاحزاب الطائفية هي خاضعة ومرتهنة للاجنبي وتنفذ مصالحه ومخططاته .
وعلى ضوء ما تقدم لماذا كل هذا الاستغراب من فشل البرلمان في الالتآم ،واتخاذ ما يلزم من اجراءات وقرارات على وفق السياقات الدستورية .. والجواب على كل ذلك ان ما بني على باطل فهو باطل .. فبرلماننا طائفي مذهبي محاصصاتي اثني عشائري .. وعليه فهو باطل .
مقالات اخرى للكاتب