العراق تايمز. كتب نجاح الزهراوي، الوقت يسير بسرعة و الامور کلها تتجه نحو مفترقات حساسة تتسم بخطورة خاصة، والجميع يستعدون لأخذ إحتياطاتهم قبل الاوان، وأن الرئيس السابع للنظام الايراني حسن روحاني يعلم هذه الحقيقة جيدا لکنه يعمل جاهدا في سبيل إيجاد ثمة مخرج او ممر توافقي يمنح لنظامه الامان کي يجتاز هذه المرحلة بالصورة المطلوبة من دون أن يلحق بالبرنامج النووي أي ضرر ممکن.
الرئيس الجديد الذي کان لفترة 16 عاما مسؤولا عن السياسات الخارجية و الامنية و الوطنية للنظام، وکان لعدة أعوام أيضا کبير المفاوضي النوويين، من الواضح بأن مهمته اليوم ليست کالبارحة، فهناك فرق شاسع و کبير جدا، إذ أن الصورة قد صارت واضحة ولم يعد بإمکان النظام أن يتصرف کسابق عهده عندما کان يفاوض و يتفق مع البلدان الغربية في الظاهر على شئ، لکنه يعمل في السر عکس ذلك تماما، ولاسيما وان المعارضة الايرانية الفعالة المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية تقف بالمرصاد لمختلف محاولات النظام التضليلية بصورة عامة و للأساليب و المناورات الجديدة لروحاني في سبيل إنقاذ النظام بصورة خاصة، والحق أن المقاومة الايرانية التي حاول النظام الايراني دائما التقليل من شأنها و الزعم بأنها غير موجودة أو انتهت تماما، تشکل سکينة خاصرة للنظام بتحذيراتها و نشاطاتها الاعلامية ضد النظام، وان روحاني يحاول من خلال برنامجه السياسي الذي تم وضعه اساسا في دهليز الولي الفقيه، أن يثبط عزم المقاومة و يدفع العالم للتشکيك بها تماما کما فعل النظام قبل 15 عاما، عندما خدعوا الادارة الامريکية في واحدة من أسوأ و أردأ الصفقات السياسية البائسة بإدراج منظمة مجاهدي خلق"أکبر و أهم فصيل إيراني معارض على الساحتين الداخلية و الخارجية" ضمن قائمة الارهاب، ظنا منهم بأن ذلك سوف يعمل على إعادة تأهيل النظام الايراني و إنخراطه في اللعبة الدولية، لکن الذي تأکد فيما بعد أن الملالي قد أخذوا اللحمة و لم يرموا حتى بالعظمة للأمريکيين.
النظام الايراني الذي يعاني اليوم من سلسلة واسعة من الازمات و المشاکل المختلفة و يشهد تراجعا و ضعفا في موقف و مکانة مرشده، يجابه واحدة من أسوأ المراحل التي مرت به منذ تأسيسه قبل ثلاثة عقود، وان انطواء النظام على نفسه و ممارسته لسياسة الانکماش حفاظا على نفسه و مصيره، يثبت بأن هناك تهديدات أکثر من جدية تواجه النظام، وفي هذا الخضم و في هذا اليم العاتي و الامواج التي تضرب کالجبال، يبرز روحاني کربان للسفينة الخرقاء للنظام وان کل من يقدم يد العون و المساعدة لهذا الربان فإنه سيساهم في إيصال هذه السفينة مجددا الى شاطئ الامن و عودة قراصنة الارهاب و التفرقة الطائفية للعمل ضد أمن و استقرار المنطقة و العالم.