إنضمام مستشار المرشد الاعلى للنظام الايراني للشؤون الخارجية علي أکبر ولايتي الى رئيس البرلمان علي لاريجاني في التحدث بمايشبه توجيه رسائل"ذات مغزى"الى الرئيس حسن روحاني، وهو يعني أن ثمة مشوار مهم في مرحلة سياسية جديدة من عمر النظام الايراني قد بدأ فعلا.
ولايتي قال وکأنه ينتقي الکلمات بکل دقة إن وصول الرئيس روحاني الى سدة الرئاسة، يجعل الفرصة متاحة أمام القوى العالمية للتوصل الى تفاهمات مع إيران حول برنامجها النووي، منوها بأن طهران لن تعلق نشاطاتها النووية مجددا، مؤکدا بأن إنتخاب روحاني هو اختبار فعلي لنوايا الغرب، وأن على الدول الغربية استغلال هذه الفرصة، وهذا الکلام يعني بأن روحاني يمتلك مجالا مساحة محددة للتحرك و المناورة و لن يسمح له بالمضي أکثر من ذلك خصوصا عندما يشير ولايتي الى الملف النووي و يؤکد بکل صراحة:" القرار النهائي في ما يتعلق بالبرنامج النووي والسياسة الخارجية يرجع إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، لا الى الرئيس حسن روحاني وحده."، لکن الذي يمکن إستشفافه أيضا من کلام ولايتي أن المرشد يطمح الى ثمة حل مع الغرب شريطة أن تکون وفق الشروط التي و المقايسات التي يريدها النظام.
مجئ روحاني الى سدة الحکم بعد إنتخابات شهر حزيران المنصرم و ماأثير و يثار حوله و حول الذي يمکن أن يفعله و الذي ليس بمقدوره أن يفعله، يکاد أن يختلف بالمرة عن مجئ سلفه خاتمي، حيث لم يتم الاحتفاء و الاحتفال به کما جرى معه من قبل النظام، ولئن صاحب مب مجيئه عاصفة قوية من التصريحات المضادة له و لما قيل عن إعتداله و نهجه الاصلاحي، لکن وفي نفس الوقت بدأت وسائل اعلام ذات علاقة مع النظام الايراني بالتهويل من أمر روحاني و الايحاء وکأنه المنقذ المطلوب الذي يحمل مشروعا سياسيا فريدا من نوعه بإمکانه حل کافة المشاکل العويصة و العالقة بين النظام و المجتمع الدولي، لکن تصريحات ولايتي الاخيرة تعطي ثمة إنطباع يدفع للإعتقاد بأن روحاني يسير ضمن برنامج معين مرسوم له سلفا لکنه خاص جدا.
المهمة الخاصة المناطة بروحاني هي غير تلك التي کانت مناطة بخاتمي، لأن النظام الايراني يمر الان بواحد من أسوأ مراحله وهو أحوج مايکون الى ثمة هدنة او تفاهم ما کي يلتقط أنفاسه و يرتب اوراقه من جديد، وبالطبع فإن النظام لايتجاهل حقيقة مهمة وهي أن المجتمع الدولي قد بدأ بالفعل بإنتهاج سياسة تعمد بعض الشئ الى الالتفات لقوى المعارضة في إيران من خارج النظام، وان السياسة الحالية المتبعة حيال المقاومة الايرانية تثير غيض و حنق النظام و تدفعه لکي يسلك مختلف الطرق التي تقود الى نسف تلك السياسة، وان مجئ
روحاني هو بالاساس من أجل تحقيق تلك الغايتين و أهداف أخرى أما مايشاع عن صراع بينه و بين اجنحة من داخل النظام فإنه أمر بعيد عن المنطق و الواقع خصوصا في الوقت الحاضر.
مقالات اخرى للكاتب