الدعوة التي أطلقها وزير الخارجية الايراني الجديد محمد جواد ظريف من أجل تدخل منظمة التعاون الاسلامي لإيجاد حل سلمي للأزمة المصرية، يمکن تسميتها بکلمة حق يراد بها باطل، ذلك أن النظام الايراني إذا کان يريد أمن و استقرار الشعب المصري، فعليه أن يفکر أيضا بأمن و استقرار الشعبين العراقي و السوري و اللذين يکتويان بنار تدخله السافر و المفرط في الشؤون الداخلية لهما.
ظريف عندما يندد ب"المجزرة بحق السكان العزل في مصر طالبا وقف اعمال العنف"، و يدعو الى"تدخل منظمة التعاون الاسلامي في اسرع وقت لمنع تفاقم التوتر و إيجاد حل سلمي"، واجب عليه أن يندد قبل ذلك بکل تلك المجازر و المذابح الفظيعة التي وقعت في العراق و سوريا بسبب تدخل نظامه و دوره الاستثنائي في البلدين، وان التصريح الاخير لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بشأن إنخفاض شحنات الاسلحة المرسلة جوا الى سوريا مضيفا بأن العراق لايمکنه وقفها تماما و يجب أن لايعامل على أنه"کبش فداء"، يؤکد و بشکل جلي مانقوله و نؤکده في مقالتنا هذه، وان نظاما يلعب هکذا دور خطير عندما ينتهك سيادة دولة و يهدد أمن دولة أخرى، ليس جدير بتوجيه النصائح و الارشادات للآخرين وانما الافضل له أن يدخر تلك النصائح لنفسه و يحاول إصلاح أوضاع شعبه المتفاقمة بسبب من سياساته غير السديدة و القويمة.
الذين يأمرون غيرهم بالبر و الاحسان و التقوى، حري بهم أن يکونوا في مستوى النصيحة، ويجب أن لايکونوا کما قال الشاعر:
لاتنه عن خلق و تأت مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
ومع حرصنا و ألمنا على الاوضاع المؤسفة في مصر، فإن على ظريف و نظامه أن يتذکرا جيرانيهما الاقرب منهما أي العراق و سوريا اللذين يکتويان بنار تدخله الفظيع في شأنيهما الداخليين و يشهدان إرتکاب إنتهاکات واسعة جدا في مجال حقوق الانسان والتي يندى لها الجبين الانساني، إلا أننا وعلى الرغم من کل شئ نحب أن نؤکد لظريف و من يلف لفه بأن "الايام دول"، وان الذي يسبب عدم الامن و الاستقرار لغيره و يزرع أسباب الفوضى و القلق لجيرانه، يجب أن يعلم بأن العدالة السماوية بالمرصاد وسيذوق حتما من نفس الکأس التي أذاقها لغيره!
مقالات اخرى للكاتب