في مقالنا هذا نركز على من يستثمرون في الجنس ممن يدعون التدين ، الكثير من العرب والمسلمين اتخذوا من بعض الدول الخليجية مركزا لعمليات المتاجرة بالجنس عبر شبكات دعارة دولية ، الغريب ان قادة تلك الدول يسهمون بشكل فعال في إذكاء روح التطرف والفتنة ، فهم يستثمرون في الدعارة بحجة السياحية ، ويدعمون المتطرفين ويعملون على إشعال فتيل حروب طائفية .
من سبايا بوكو حرام في نيجيريا إلى سبايا سنجار مرورا بسبايا سوريا وتلعفر وقرية البشير والسبايا المسيحيات من الموصل وغيرهن من السبايا الفاعل واحد والضحايا كثر.
حالة من التجهيل والضحك على الذقون تعمم ، حينما توزع الاتهامات على جهات عدة والفاعل واحد ، وهو الفكر الوهابي التكفيري ، الذي نهلت منه كل الحركات والتنظيمات والأحزاب التكفيرية أفكارها . عملية حرف بوصلة الاتهام لغير الفكر الوهابي يسهم بالتعمية المقصودة وضياع حق الضحايا.
الفكر الوهابي والتكفيريون وظفوا ما توارثوه من "سلفهم الصالح" ليستمدوا منه فتاواهم في عمليات سبي المسلمات وغير المسلمات، واستندوا على حوادث حصلت في صدر الإسلام .أول سبيه مسلمة كانت ليلى زوجة الصحابي الجليل مالك بن نويره ، أحلها خالد بن الوليد لنفسه بعد يوم واحد من مقتل زوجها على يد أتباع خالد بن الوليد وبأمر منه !.
هل من احد ينكر أو يكّذب هذا الإرث ؟
بعد هذا الحادث لأول سبي لمسلمات في الإسلام ، امتد هذا الإرث السيئ إلى دول الخلافة الإسلامية بدء من الدولة الأموية انتهاء بالدولة العثمانية – دول الجواري والغلمان- منذ ذلك الزمن والسبي والسبايا مستمران !.
أول من استثمر في الجنس ووظفه لخدمة أهدافه هو صدام ، بدأ حملته الإيمانية بنحر من سماهن بغايا وذبح معهن الكثير من المعارضات لحكمه. واحدة من مبررات غزوه للكويت هو ما قاله :"انتقاما لشرف الماجدات وحرائر العراق".
لم يقل إعلام صدام: من المسبب لبيع الحرائر شرفهن مقابل ملاليم ؟.
تواصل استثمار الجنس والحرائر في الأزمة العراقية ما بعد إطاحة صدام. قصة اغتصاب العاهرة صابرين الجنابي قصة مفبركة أعدها واستثمرها طارق الهاشمي، بسببها أعدم أكثر من أربعين شرطيا في ديالي في اليوم التالي لبث مقابلتها.
الاستثمار الإعلامي الكاذب بالجنس لم يتوقف للحظة ، بعدما أصبح مادة فعالة لتشويه وجه العراق الجديد والدولة العراقية . سمعناه من المعتصمين والمتظاهرين وسمعناه من برلمانيين وساسة ورجال دين ، حتى أنهم استخدموا تسميات صدام ذاتها "شرف الماجدات و حرائر العراق " !.
ابرع من استثمر في الجنس هم الدواعش ، بعدما جعلوا من "جهاد النكاح" كابوسا هربت بسببه الكثير من الأسر في مناطق لم يصلها الدواعش مما سهل على الدواعش احتلالها . لقد استغلوا الجنس والنساء تحديدا في محاربة خصومهم حتى من السنة. قبل أيام أصدروا فتوى أباحوا فيها سبي نساء الجيش والشرطة ، الذين لم يبايعوهم ، وهكذا استمر استثمار الجنس والكذب لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية!.
لقد نجح الثنائي الدواعش والبعثيين نجاحا باهرا في استغلال الإعلام وشبكات التواصل لإنجاح مخططاتهم معتمدين على خبراء في الحرب النفسية أشاعوا الخوف والذعر وسقطت مناطق واسعة بأياديهم دون قتال.
لقد اخفق إعلام الدولة عن مجاراتهم وظل هذا الإعلام يعتمد على ردة الفعل وتكذيب البيانات ، عاد الإعلام الحكومي وغيره إلى سنة صدام في حروبه ، في استحضار الشعراء وأغاني الردح ، التي تذكرنا بحروب صدام وغاب عن اغلب القنوات التوثيق والتحليل المهني المحايد.
لقد تدحرج الإعلام الرسمي في شعاراته ، بدء بشعار "ثأر القائد محمد" وشعارات أخرى إلى أن وصلنا إلى شعار "تصفية الحساب" انتهاء ب "النازحون مسؤوليتنا"، دون ان يعطونا جرعة أمل كأن يكون شعارهم : تحرير العراق من الإرهابيين هدفنا وإعادة النازحين مسؤوليتنا.
العملية التي نفذتها حماس مؤخرا على موقع عسكري في مستوطنة "نحال عوز" الموثقة بالصوت الصورة أسهمت بشكل فعال بصمود أهل غزة وأصابت الجيش الإسرائيلي وقادته في مقتل وأربكت حساباتهم .
أشهر خلت ونحن نسمع ونقرأ عن قتلى بالعشرات وفي بعض الأيام بالمئات من الإرهابيين في عموم المناطق ، التي دنسها الإرهاب في العراق. وصلت أعداد قتلى الإرهابيين حسب الإعلام الحكومي إلى ألاف القتلى ، لكن لم نر إلا النزر القليل من الأفلام ، التي توثق بعض ما جاء في البيانات.
نحن بحاجة إلى سماع الحقيقة وبالتفصيل وتصوير الأعداد الحقيقية من قتلاهم وتصوير الشواخص الثابتة للمناطق التي حررها الجيش. هذا الفعل يعطي للمتلقي العراقي نوع من الاطمئنان النفسي ويدعم وجهة نظر الحكومة ، كما انه يسهم بردع حملة الدواعش والبعثيين من الاتجار بالجنس والكذب.
الاستثمار بالصدق وقول الحقيقة هو وحده كفيل بردع المتاجرين بالجنس والكذب.
"ليس للكذب أرجل لكن للفضيحة أجنحة"
مقالات اخرى للكاتب