بصراحة كلما نظرت في موضوع الفساد المالي وحجمه المخيف الذي حدث بعد 2003 وأبان الاعلان عن الديموقراطية في الحكم كلما خانتني التصورات وافزعني الحديث عنه وخاصة بعد ان اصبح الموضوع معروضا علنا واعترفت به حكومة العبادي وتصريحات الساسة بهذا الصدد في حرب اعلامية بينهم ولجوء الحكومة الى الاصلاحات المزعومة التي كانت مفروضة عليهم بسبب حراك الشعب والجماهير انها بصراحة لخيانة عظمى مارسها الساسة بحق الوطن والناس واستغلوا سكوتهم كل هذه المدة التي مضت والتي مارسوا بها اعلاما مزيفا ووعودا كاذبة يخجل منها حتى عرقوب مليارات من الدولارات هذه العملة الصعبة بأمكانها ان تحدث ثورة اقتصادية لشعب محروم مظلوم بامكانها ان تصنع وطنا تهاجر اليه الطيور والبشر بل تصنع منه كوكبا ككوكب اليابان ضاعت كلها و اصبحت ثروة شخصية في جيوب كانت تحن الى الدينار صنعت من بعضهم اسماء في القوائم الخاصة برجال الاعمال العالمية ومع كل هذا الخراب الاقتصادي الهائل الذي لم تحدثه حتى قنبلة هيروتشيما الهائجة ومع كل هذا التبذير الذي لم يمارسه حتى شياطين الارض اجمعهم لا زالوا يدعون انهم رجال الاصلاح الموعود بهم أهل الارض ولازال للاسف المؤلم الناس يصدقون وينتظرون ولازالت مؤسسات الدين الحاكمة تأمل منهم ان يوفروا للفقراء والمحرومين خبزا او قمحا او تمرا مع علمهم وبأختصاصهم طبعا ان السارق تقطع يده هذا هو امر السماء وعدالتها وهم طالما رددوا قول نبي الامة ص لو ان فاطمة سرقت لقطعت يدها السارق فاقد لثقة السماء ولثقة الانبياء فكيف لا يكون فاقدا لثقة الشعب ورجال الدين فالشعوب التي تنتظر هي الشعوب التي تحتضر ان لم تبادر تلك المؤسسة الدينية التي يثق بها الناس الان الى اعادة صياغة الخطاب الجمعوي بصورة تتلائم مع حجم الكارثة وايجاد حلول اخرى بعيدة عن هذا النظام واحزابه ورجالاته عندها سيندم الجميع وستتحول هذه الكارثة الاقتصادية الى كارثة اخلاقية اخرى
مقالات اخرى للكاتب