على سجيّتها تمشي الجميلة ُ ، مثلما سائرِ البشرِ
بينما هو إرتأى مشياً الى الخلفِ
كي يسيرانِ معاً وَجهاً لوجهْ
فيشبعَ ناظريهِ منها هاهنا على الطريقِ
وكأنه لم يرتوي في البيتِ ، وفي المقهى
في المطعمِ ، في الفنادقِ حيثُ غرفِ النومِ الوثيرةِ
فوق المصاطبِ ، في الحدائقِ ... وفي صالاتِ الإنتظار.
فجاء هنا وفي منتصف زحامِ الحسّادِ والسابلة .
يمشيان ببطئٍ كما الطواويسِ
وبطريقةٍ تتناغمُ ودقاتِ قلوبهم كعاشقـَين
ضاربين جمالات الطبيعةِ وبقيةِ الخلقِ طرا
يتعانقان كلّ عشرةِ أمتارِ
يبلعانِ رضابَهما ، وبطريقةٍ فاضحةٍ ...
يمتصّانِ اللسانَ بحميميةٍ لاتوصف ، أمامَ الحشرِ بلا مبالاة .
أنهُ الحب الذي خلقهُ الله
الحبُ وإبداعات ُجنونهِ
فوق الهديرِ الدانوبي أسفلِ الجسر .
......
......
قلتُ للنفسِ (الخطيّةِ) في هذا العالمِ الغريبِ
كم من الفتيةِ والفتياتِ في بلادي تقابلوا
لأجلِ غرسِ السكينِ في خاصرِها ، صوناً للعِرض
وكم من الفتيةِ في بلادي
تقابلوا وجهاً لوجه ، لأجلِ القتل الطائفي أو العشائري
.....
.....
ألا أيتها البلاد العنيفة في كلّ شئ
حتى في نواعمِ الجنسِ وأدائها
أما إكتفيتِ من عجائبنا ، وطرائقِ دنيانا المميتةِ
**الخطيّة... كلمة قالها بدر شاكر السياب في إحدى قصائده
هــاتف بشبوش/ بودابست2015/8/6