اسمحوا لي في البداية أن أعتذر من أليس التي اقحمتها في عالمنا الغريب وزمننا العجيب وتكرار القصة التي اخترعها عالم الرياضيات الانجليزي تشارلز والذي كان يكتب روايات للاطفال في قريته ليرويها للفتيات الصغار وبالصدفة كتب قصة والصق بها اسم اليس وهي صغرى الفتيات اللائي كان يروي لهن قصصه، والتي تحكي عن فتاة سقطت في عالم خيالي يدعى بلاد العجائب بعد ان سقطت في جحر أرنب لتنتقل الى ذلك العالم ،وتعدت بعد ذلك اسوارالقرية لتصل كل بلاد المعمورة ونحن منهم طبعا ،ووطالما امتعتنا تلك القصة مذ كنا صغارا حتى كبرنا ،ثم رأينا العجب العجاب في زمن اختلط فيه كل شيء الغث والسمين العاقل والمجنون فاشتبكت فيه الاشياء ،واسمحوا لي بدعوتكم والانسة الصغيرة (أليس) لترى عالمنا الذي نعيشه وليسا ضربا من خيال ،وسنبدأ من حيث انتهى بنا المطاف من سنوات عجاف مليئة بالظلم والاضطهاد وطوينا تلك الصفحة ،لنبدأ عصرا جديدا من التغيير والديمقراطية وحقوق الانسان ووعود لاحصر لها حتى بدأنا نخشى على انفسنا من أعين الحساد للنعيم الذي سنعيشه بدأ من ميزانيات لم نشهدها من ارقام خيالية من المليارات تقارن بميزانيات خمس الى سبع دول،اضف الى ذلك وعود من بلاد العم سام بالرفاهية و..والخ،ثم صدمنا بالشركاء الذين كانوا ينتظرون العودة لتعويض شعبهم عن تلكم السنوات،فكانت النتائج ان اختلف الشركاء في تقسيم الكعكعة ،وجاؤنا ببعض الوزراء والساسة المتفنيين في سرقة شعوبهم التي اعياها مرارة السنين،فسرقوا الجمل بما حمل،واخرين لم يكتفوا فظلوا على صدورنا جاثمين ،يختلفون فيما بينهم والضحايا من ابناء الشعب المساكين فخلفوا لنا اطفال ايتام واخوة لهم التحقوا بالرفيق الاعلى وامهات ثكلى وارامل وجياع وشباب افترشوا الطرقات بحثا عن لقمة عيش تطاردهم اشباح تفتك بهم كل صباح ومساء ،واقول ياأليس اسمعت ببلد ميزانته تعدت المئة واربعون مليارا من الدولارت وشعبه جياع مشردين في الاكواخ وتلامذته في مدارس طينية ،اسمعت بشعب انتهى فيه عهد الطغيان والمقابر الجماعية ،ليصحوا مرة اخرى على احصائية بنصف مليون قتيل في زمن الديمقراطية ولنكون دولة المليون ارملة وثلاث مليون يتيم،اسمعت ببلد توزع فيه المناصب بين الاقارب والحبايب وسلطات تدار بالوكالات وخريجين ينتظرون المنة بالتعيين بعد ان يدفعوا الآف الدولارت ،ومتقاعدين بحت اصواتهم من الدعوات بعد ان افنوا حياتهم في خدمة البلاد ليقفوا بطوابيرينتظرون الفتات من حكومة الازمات ،ولم نرى من التغيير الذي كنا نحلم به غير كلمات ،والخدمات متفضلة فيه علينا وعبارات ..برعاية وتوجيه واشراف ووو،ونصيحتي الى اليس ابقي في عالم الارنب الخيالي فارانبنا اكلت الجزر ودمرت الزرع والبلاد .
مقالات اخرى للكاتب