مَضَت ثَمانْ سَنواتٍ عجافٍ على العراق,تروي أيامها قصصاً مريرةً عن العراقيين ومعاناتهم,وشواهدها شاخصةً في العقول والقلوب,لتسجل تاريخاً أسوداً يدين من يدعي أنه يخدم الشعب العراقي والبينة على من أدعى.
كثيراً مايظهر السياسيون في وسائل الأعلام ويطلقون تصريحات رنانة عن عن المنجزات والخدمات والأمن الذي يزعمون أنه تحقق في السنوات المنصرمة,وكأنهم يتحدثون عن بلدٍ آخر لم نسمع عنه أو نراه,ويصفون الجنة ونعيمها,لكن الواقع مختلفٌ تماما عن مايصفون,وهذه قائمة عن ما أنجزه الحاكم الخارق والمصفقين له: 5 ملايين متشرد و6 ملايين يتيم حسب العمل والشؤون الأجتماعية,مليوني أرملة حسب وزارة المرأة,أكثر من 2 مليون ونصف من الشهداء,ومليون معاق حسب وزارة الصحة,أكثر من مليون ونصف مهجرين داخل العراق,ومايقارب 4 ملايين خارج العراق حسب احصائيات وزارة الهجرة,40% من المجتمع العراقي تحت خط الفقرحسب وزارة التخطيط, 400 مليار مسروقة حسب هيئة النزاهة,هذه هي قائمة المنجزات والأحصائيات لمدة سبع سنوات فقط علماً أن الثامنة لم تدخل ضمن الإحصائيات المذكورة,أنها أرقام من وزارتٍ عراقية,ليست عميلة أو مدسوسة,أو تهدف الى تخريب العملية السياسية,بل ربما أنها أقل من الحقيقة بكثير,أرقامٌ تروي مدى نجاح خطط الإنجاز والتقدم! الذي تتحدث عنه فضائياتهم المأجورة,التي تتحدث عن بلد آخر وليس العراق,فعلى مايبدو أن أفضل الحلول للمشاكل المتراكمة بالنسبة للساسة هو صنع عالم من الخيال عسى أن يشعر الناس أن العالم وردي,وحال البلد على أفضل مايرام,أو ربما أجواء المنطقة الخضراء قد فصلت صناع القرار السياسي عن الواقع الذي يعيشه الشعب؟ فهم لايعلمون بالمعاناة التي يكابدها الناس خارج أسوار الخضراء,أو ربما قد فقد ساستنا الخجل لدرجة أنهم أمتهنوا الكذب الى جانب السياسة؟وليس هذا بغريب عليهم فمن يسرق شعبه ويخون الأمانة,لن يصعب عليه شيء بعد الآن ولاتوجد لديه خطوط حمراء,فمتى يعلم هؤلاء أن الأستخاف بعقول الناس دليلُ على غباء صاحبه؟فمن يسعى لخداع شعبٍ كامل لايخدع في نهاية المطاف ألا نفسه,وسيأتي عليه يومٌ ما ويقف داخل قفص الأتهام,أذ أنه المكان الطبيعي لأمثاله من الطغاة .
شكراً على منجزاتكم القيمة,التي أتحفتمونا بها طوال هذه السنوات,هذا جزءٌ من الحقيقة وما خفي كان أعظم,ولايسعنا إلا أن نعتذر منكم لأننا لن نحتمل المزيد,فلا نقبل أن يحكمنا الحمقى بعد الآن.
مقالات اخرى للكاتب