قد يتبادر الى الذهن ما العلاقة بين الرياضة وراتب الزعيم في هذه الأيام الصعبة التي يمر بها العراق وهناك من لا يريد أن "يطيها"لكن أحداث العراق اليومية تدل وبدون أي شك إن هناك علاقة بين الاثنين لان الكراسي بدأت تهتز لأكثر من"زعيم"جديد.
1: الرياضة
الحقيقة التي لا يمكن أن تحجب هي إن وزير الرياضة تخبط ويتخبط في مهام وزارته ولولا انتمائه الى فرقة رئيس الوزراء لما بقيَ يوما واحدا في وزارة تسمى وزارة الرياضة والشباب.الجميع يتذكر ما دار حول المدينة الرياضية في البصرة وردود الأفعال من نقل بطولة الخليج مرتين من البصرة بسبب التلكؤ في إتمام المدينة الرياضية مع ملحقاتها وقد لا تعقد أصلا في العراق لاسباب سياسية وفنية.والتظاهرة التي أقيمت في افتتاح المدينة كانت انتخابية أكثر منها رياضية لمنجز كبير وإن لم يكتمل وفي البصرة. لكن ما يزيد من تخبطات الوزير هو ما أعلن عنه في غلق ملعب الشعب أمام مباريات نادي الزوراء والجوية وحسب ما ذكر لاسباب مالية حيث الخلافات مع اتحاد الكرة واللجنة الاولمبية.خرجت تظاهرة أمام الملعب وتطالب بإقالة الوزير وحل الخلافات مع الاتحاد بعيدا عن المباريات.لا أحد يعلم من دفع الوزير على هذا التصرف لخلق أزمة جديدة في بغداد,حيث ألازمات تتلاطم وتتجدد يوميا ومع بعضها.لكن الحل جاء وبسرعة من السيد رئيس الوزراء حيث أمر بفتح الملعب أمام المباريات لابل أكثر تبرع الوزير التابع والمُسيّر بدخول الملعب مجانا للمباريات القادمة.اذا كان الدخول مجانا للعبة في الدوري إذا أين الخلافات المالية مع الاتحاد واللجنة الاولمبية؟أم يُراد من ذلك الظهور بمظهر الحريص على اللعبة ومحبيها لان الانتخابات قادمة.نعم كل عمل غير مدروس ويثير ضجة ويحل وبسرعة يعتبر دعاية انتخابية!
2:راتب الزعيم الشهيد
كثر القول حول الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم,هل هو شهيد أم لا؟هل مات "بالسكتة القلبية" أم اعدم بكل خِسّة من قبل فاشيست 1963؟مرة يعتبرونه شهيد ومن ثم يأتي قرار من أعلى يسحب هذا اللقب منه.ويأتي "الفرج"بعد أن ارتفعت أصوات الجماهير ضد قرار المحكمة,الفرج من قبل المالكي أيضا,يالها من التفاتة كبيرة وموقوتة:انه شهيد.وهذه ليست منّة من أحد ,نعم هو شهيد وبكل المقاييس والاعتبارات,لأنه وطني ونزيه ومات من أجل شعبه وحيث انهمرت رصاصات الغدر عليه وهو يهتف باسم الشعب. واليوم يعلن مجلس الوزراء بأن راتب الزعيم عبدالكريم قاسم محمد بكر هو 6و300 مليون دينار عراقي.وهذا أقل ما يقدم لعائلته,لكن لماذا كل هذه التوقيتات ونحن أمام انتخابات قادمة قد بدأت سخونتها المتصاعدة بالتسقيط السياسي وتوجيه الاتهامات وصرف المال العام عليها دون حساب ورقيب. اليوم يقول المالكي في محافظة واسط حيث تخرجت وجبة من ضباط الأمن,لا مكان للميليشيات والعصابات والجميع يخضع للقانون.وأين كان القانون ومسيريه من قبل هذا اليوم؟ومن شجع الميليشيات ومن يقف ورائها,ومن سلحها؟وأين سلاحها أصلا؟ومن دمج الميليشيات في الجيش والشرطة؟فكيف تأتي هذه الميليشيات المؤدلجة في هذين المؤسستين لتكون بعيدة عن التجاذبات الطائفية والعراقية والدينية؟
بعد أن تزايدت التكهنات بعدم قبول شخص المالكي لدورة ثالثة في رئاسة الوزراء من قبل معظم ائتلافه في التحالف الوطني تأتي الالتفاتات الكثيرة وربما سوف نرى أكثر منها مع قرب موعد الانتخابات.
يبقى الخيار للناخب هذه المرة أيضا إذا أراد نواب ذو كفاءة ونزاهة وينتمون للعراق.وأن لا تغريهم "التفاتات" الفرصة الأخيرة.
مقالات اخرى للكاتب