وصل حسن روحاني إلى السلطة منذ الجولة الأولى لانتخابات الرئاسية الإيرانية في 14 حزيران من هذا العام هو شخصية معتدلة عكس الرئيس السابق احمد نجاد المتشدد بموقفه تجاه أمريكا التي كان أساس خلافها مع إيران هو البرنامج النووي وليس على قضايا أخرى لان هذا البرنامج يهدد امن واستقرار إسرائيل , اهتم حسن روحاني منذ تسلمه السلطة بقضيتين مهمتين تعاني منهما إيران هما الوضع الاقتصادي المتردي والسياسة الخارجية فبالنسبة للوضع الاقتصادي فقد اثر الحصار الاقتصادي كثيرآ على الدولة رغم إن إيران لديها اكتفاء ذاتي في الجانب الزراعي والصناعي لكن عدم قدرتها على تصدير النفط اثر على اقتصادها خاص عملتها التي انهارت إمام العملات الأجنبية , إما سياستها الخارجية فتتلخص بخلافها مع أمريكا حول تخصيب اليورانيوم فبهذا التقارب تخلصت أمريكا من فشلها في حروب الماضي في أفغانستان والعراق لذلك اتفقوا بالنهاية على حل الأزمة .
اختار حسن روحاني احد أفضل المفاوضين وهو محمد جواد المعروف باتصالاته الواسعة مع الأمريكيين , تقبلت أمريكا المباحثات هذه المرة وكانت أكثر جديه وصدقآ من المباحثات السابقة فكانت المباحثات الانجح للطرفين عندما اعترفت أمريكا بحق إيران بما خصبت من اليورانيوم وإبقاء برنامجها النووي لإغراض السلمية لأنها تدرك تمامآ بأن إيران لها دور كبير في المنطقة خاصة في لبنان وسوريا والعراق لذلك استخدمت الحل الدبلوماسي معها لان الحصار والحرب الإعلامية لم يجدي نفعآ وضلت متماسكة وداعمة لكل حركات المقاومة في المنطقة خاصة في سوريا ولبنان .
تقارب أمريكي إيراني يخيف بعض الدول خاصة الخليجية التي دفعت الكثير لدعم فرض الحصار والعقوبات ألاقتصاديه علي إيران مثلما دعمت الحركات السلفية الوهابية في كل بقاع العالم ما عدا إسرائيل , إيران لم ترى يومآ بأن أمريكا وإسرائيل هما الذان يهددان أمنها واقتصادها وإنما نظرت إلى دول الخليج على أنها هي التي تمثل التهديد المباشر لها وعندما نعود بالذاكرة إلى فترة الثمانينات نجد بالفعل دول الخليج هي العدو الأكثر تهديدآ لإيران لأنها دعمت صدام بكل الإمكانيات في حربة ضد إيران كما تخلت عنه في حربة مع الكويت 1990 وحربة مع أمريكا 2003 , من جهة أخرى تؤكد دول الخليج بأن إيران العدو الوحيد لها وهذا ما أكده الأمير الوليد بن طلال عندما صرح بأن إيران العدو الوحيد لدول الخليج وليس إسرائيل وانأ أؤكد على إن دول الخليج ليست عدوآ لإيران فقط بل لكل الدول العربية وليست عدوآ لإسرائيل كون حكامهم يهود اصلآ فهل يحاربون أبناء جلدتهم من اليهود هل يعقل هذا .
بالأمس هزمت إسرائيل إمام المقاومة الشريفة لحزب الله واليوم هزمت أمريكا إمام إيران كما هزمت دول الخليج وبالخصوص السعودية إمام الجيش السوري إذن بدء الضعف والخوف يدب في أركان تلك الدول الغازية فلا أموالها ولا جبروتها أفادها لان قدرة وجبروت الله كان اكبر منها لذلك يعد قبول المفاوضات مع إيران نصر لإيران وهزيمة لأمريكا التي تفرض هيمنتها وشروطها على العالم وهزيمة للسلفيين الإرهابيين ونصر لسوريا وهزيمة للدول التي تدعم الإرهاب في العالم وإنذار لهم بأن الله غير غافل عن الظالمين وسيهز عروشهم بأي لحظة , اليوم سيقف العالم ليترقب عن قرب ماذا سيحصل بعد هذا التقارب وهل سيدوم التحالف بين دول الخليج العميلة وحلفائها من اليهود والأمريكان .
مقالات اخرى للكاتب