مهما كانت الظروف والصعاب، فعندما تولد في مكان ما وتكبر وتترعرع فيه وتعزز من نفسك وقدرك، بلا شك فإنك مُدين لهذا المكان بالوفاء والإعزاز والتضحية من أجل هذا المكان، بل أيضاً تريد أن تفتخر بهذا المكان وتريده علوٍ شامخاً، تضرب به المثل هنا وهناك. ما بالك بالوطن، فهو مثل الأم تماماً تدين له بالفضل مهما طال بك الوقت والزمان.
إن الإنسان الذي يموت من أجل وطنه والدفاع عنه في المحن، فهذا قدره وحبه لوطنه ووطنيته، وما بالنا بالأجمل في الإنسان الذي يحيا من أجل أن يعيش الوطن بأمن وأمان.
تمر مصر في بعض الأحيان بالمحن والأزمات، لكنها بلد قوي البنيان والإيمان، فهو بلد يقف على قدميه، لا تهزه المحن والصعاب في مختلف الأزمات والأوقات. فمصر تجمع ولا تفرق، مثل القومية تماماً فهي توحد الصفوف واللغات والقيم والعادات والتقاليد والمفاهيم. لكن لابد أن يكون هناك أناس تختلف سلوكياتهم وتصرفاتهم ويعبرون عن هذه الأشياء بأبشع الصور في قتل الأبرياء في الوطن مثل ما نلاحظه الآن للعبوات الناسفة وقتل الجنود الذين يحموننا بالليل والنهار. وأسأل أصحاب العبوات الناسفة ماذا بعد أنتم فاعلون بهذا الوطن؟ فمهما كانت ظروفكم وآلامكم، فلا يجوز أن تلقي بعبوة ناسفة أو تقتل برئ يحميني ويحميك، فهذا مخالف لشريعة الله ورسوله والقانون. ألم تسألوا أنفسكم ما هو ضميركم؟ ماهي الوطنية، ألاّ تعلموا أن الوطن إذا شُك (بضربة دبوس)، فالجميع يتألم وليست فئة على فئة، فالجميع مُصاب.
أصحاب العبوات الناسفة، راجعوا أنفسكم نحن جميعاً مصريون، لا يجوز أن نؤذي بعضنا البعض، أو نؤذي الأخرين.
أصحاب العبوات الناسفة روضوا أنفسكم على الكمال والخير، ربما قد تحتاج إلى رقابة نفسك وضميرك ووطنيتك إلى وقت وطول حساب. فلابد من الحساب الدقيق والاعتماد على يقظة نفسك، فالإفادة من ماضيك بل حياتك كلها. فاضبط أحوالك وأنت تتعهد مع نفسك لنفسك والأخرين، ولا تؤذي وطنك بعدم الجري وراء هذه التصرفات والأفعال الإرهابية الغير مقبولة شكلاً وموضعاً، فحاولوا أن تراجعوا أنفسكم.
إن الشعوب التي تعرف الوفاء والتضحية لوطنها، فإنها شعوب تتقدم وتزدهر، وهذا طبعاً من شيمة وعزيمة الرجال، أما الغدر بالوطن والمواطنين فهو من أصحاب النفوس اللئام.
أعلموا أن حب الوطن من الإيمان، وراجعوا بصيرتكم وأفعالكم ووعيكم، فيما أنتم فاعلون من خطأ وصواب.
أعلموا أن الوطنية هي خدمة الوطن والتضحية من أجله، وليست أشعار وكلمات رنانة فقط، فعندما تنتمي لوطنك بإخلاص فهو تماماً مثل إخلاصك لأمك. فهل هناك فرق؟
مقالات اخرى للكاتب