لا تهزأ من غريب الاطوار لانه يوما ما سيصبح رئيسك في العمل .. ينسب هذا القول لـ ستيف غوبز ، اتوافقونه الرأي ؟ انا شخصيا ابصم بالعشرة ، وخير مثال على ذلك كابينتنا الحكومية ، فهي تعج بغريبي الاطوار .
لم يكن نجل وزير النقل المحترم مضطرا على فعلته الاخيره باعادة الطائرة اللبنانية الى نقطة انطلاقها بعد اقلاعها ب20 دقيقة ، ولم يكن عليه ان يضع والده المحترم والحكومة العراقية وسلطة الطيران المدني في موقف محرج ، وكان بامكانه استئجار طائرة اخرى او البقاء في بيروت عشر ساعات اخرى في احد فنادق النجوم الخمسة المنتشرة في العاصمة اللبنانية مع موظفة مساج وعشاء فاخر لحين موعد الطائرة اللاحقة ، الا انه فضّل ان لا تمر الطائرة التي لم تقله الى الاجواء العراقية ولو كلفه ذلك سمعته وسمعة والده وسمعة العراق .
تصرفات وسلوكيات لا تندرج الا ضمن مسمى او في خانة غريبي الاطوار ، ثم ان الوزير المحترم حاول لملمة الموضوع فزاد في الطين بللا ، اذ يقول سوف اقدم ولدي للمحاكمة اذا ثبت تورطه ، والحقيقة الدامغة انه بعد ثبوت تورط ولدك يا سيادة الوزير لن تكون مضطرا الى تسليمه الا اذا كنت تنوي تهريبه مثلا ، فالقانون يجبر من كان متورطا بتهمة ما الى المثول امام القضاء سواء كان نجلك او نجل فلاح او نجل عاطل عن العمل ، اي انك لسست بمتفضل علينا بان تسلم ولدك للقضاء ففعلته كانت كفيلة بذلك ، ثم يقول انه سوف يدفع التعويضات ، وهذا هو المضحك المبكي ، الوزير يدفع التعويضات من راتبه الشهري ، الذي يكفي لدفع تعويضات ويغطي نفقات سفرات الولد والوالد ومستشار الوالد والولد وسفريات اخرى لا نعملها الله يعلمها .
السؤال الكبير هنا ، نجل الوزير استهتر بهذه الطريقة وهو يعلم ان هذا السلوك سوف يسوق اعلاميا وسوف يكشف عنه عاجلا ام اجلا ، فما الذي يفعله ابن الوزير في السر ، اعني في الامور التي لا يمكن كشفها او التي اجتهد على ان لا تظهر للعامة ؟ ، اعتقد ان اولاد الوزراء يحكمون وزارات آبائهم اكثر من الوزير نفسه .. واذا كان كذلك فعلى سلطة الطيران المدني وعلى العراق السلام .
مقالات اخرى للكاتب