في تاريخ العراق المعاصركانت هناك ثلاث تيارات ايديولوجية شمولية متطرفة جدا وهي ( اليسار الشيوعي – القومي البعثي- الديني الطائفي ) وجميعها صدى مشوه للفكر النازي والفاشي واليساري العالمي واستخدمت بصورة بشعة وقذرة اثناء ( الحرب الباردة )وهذه التيارات الثلاثة في العراق كانت متصارعة وتكفيرية ولم تقم باجتثاث الخصم من الحياة السياسية فقط بل تقوم اجتثاثه من الحياة ايضا عندما تمسك بالسلطة بحجة انه خائن وعميل وجاسوس ومجرم ومتامر والدليل ماحدث عام 1957و1968و2003 .. لا تولد هذه التيارات الشمولية التكفيرية الا في البيئات الرثة التي لاتصلح الا لمعيشة الجرذان ويوجد في كل تيار منها ثلاث انواع من البشرالمسحوقيين وهم ( الحالمون ) المؤسسون ويشكلون الخط الاول ويشكلون الاقلية و( النفعيون الطفليون )الخط الثاني و( المجرمون ) الخط الثالث ..هذه التيارات الثلاثة في المعارضة تعمل بسرية تحت الارض وتقتل باسم المقدس من اجل الوصول الى السلطة وعندما وعنما يستولون على السلطة فعلا يقومون بهدر كل ثروات البلاد المادية والبشرية لتحقيق اهدافهم ( الغير العقلانية ) والدليل الشيوعيون كانوا يناضلون لتوحيد الكرة الارضية بقيادة العمال والفلاحين والبعثيين كانوا يناضلون لتوحيد واحد وعشرون دولة عربية والاحزاب الدينية الطائفية الشيعية التي بيدها السلطة في العراق الان تناضل لتوحيد واحد وخمسون دوله اسلامية بقيادة الولي الفقيه نائب الامام الغائب والسنه يشكلون ثمانون بالمئة من المسلمين هم كفار سيرميهم الله في جهنم لانهم لايؤمنون بولايه الامام علي حسب الفقه الشيعي وفقه الولي الفقية .. وبمرور الزمن يزداد الهدر بشروات الشعب وعندما يفشلون بتطبيق افكارهم الشمولية الغير العقلانية على ارض الواقع سيقولون ان الخلل ليس في النظرية التي صاغها النبي الماركسي او القائد المفكر البعثي او فيلسوف العصرالديني الطائفي وانما الخلل بالذي يقوم بالتطبيق وبعدها تتفجر الصراعات والاتهامات بالانحراف عن النظرية او سوء التطبيق بين الحالمين في الصف الاول من التيار وتحدث الانشقاقات والتصفيات بينهم وبعدهاتحصر كل السلطات بيد الاقوى فيهم ويستمر بالسير لتطبيق نظريته الميتافيزيقية وبعد ان يغرق الشعب في دمائة ويبدا بالتململ يخرج القائد الضرورة البعثي القومي الدكتاتوري او مختار العصر الطائفي المنتخب ديمقراطيا يخطب بالرفاق او الدعاة بان ثورته المجيدة او تجربته الديمقراطية النموذج تتعرض لمأمرة من الطابور الخامس او اتباع النظام السابق او من الامبريالية العالمية واسرائيل او الشركاء بالعملية السياسية وانه سوف يقبر كل هذه الدسائس والمؤمرات بتضحيات شعبه الصابر وقياته الحكيمه وحتى تحقيق كل اهدافه العظيمة بامه عربية واحدة او امة اسلامية واحدة ذات رسالة خالدة— وعندما يبدء القائد الضرورة او مختار العصر يشعر بالعزلة وعدم اليقين والشك من كل شيء لايجد من يثق به غير المنتفعين والقتلة من الذين يشكلون الصف الثاني والثالث من تيارة الفكري العقائدي الغير العقلاني ويبدأ هؤلاء بالتسرب لمراكز اتخاذ القرار مثلما يقول ابو المثل ( سلم البزون شحمة ) وتقديم مواقف مظلله له لانه يخاف ان يمشي بالشارع ليعرف الحقيقة رغم ادعائه بانه محبوب الشعب اوان قائمته فازت الاولى بالانتخابات الحرة والنزيهه جدا. وحينما يبدا الشعب بالتسائل عن ضحاياه وثرواته التي ضاعت سيقولون له ( ذهبت من اجل هذا البناء الشامخ العظيم )مع سيارة برازيلي او يقولون له (الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة )مع مفتاح الجنة ...
مقالات اخرى للكاتب