Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الكذب السياسي المغلوّن
الأربعاء, أيار 11, 2016
احمد ابو ماجن

 

الكذب في السياسة العراقية من اشد مايمكن ان يحط من قيمة الوطن والمواطن فهو المسؤول عن فك الرباط الروحي الفطري بين الفرد وارضه وجعل الفرد يشمئز من كل شي وعلى هذا الاساس ابتدأ بهذا الموضوع المثير للدهشة كون ما يثيره المثقفون في العراق ومن ورائهم الاعلاميون (الصحافة الصادقة) من مسائل وقضايا تتصل باستقصاء عدد الحقائق المناقضة في معطياتها واحداثها وأرقامها ، يدعون وبلا اي مجال للتهاون الى تسليط الضوء على ظاهرة الكذب في السياسة والمجتمع  حتى لاتعود باشكال جديدة في اطار لعبة التداول على السلطات ولاستجابة لنفس شروطها وتجاذباتها المصلحية.وما أحوج واقعنا الوطني الجديد الذي ينتصر للشفافية ويعلي قيمة الحق والحقيقة إلى تصفية الميراث الخطابي السياسي والمجتمعي الثقافي والاعلامي على حد سواء من رواسب الخوف والانحياز والقمع الذاتي وثنائية الموافقة والنفاق ، فكلّ سياسي هو ديكتاتور في نهجه ورؤاه وخطه السياسي ما يقطع مع الكذب في مختلف تجلياته. ذلك أن هذه الآلية الخفية التي يتسلح بها غالبيّة السياسيين في الخفاء ويتبرؤون منها في العلن هي مقدمة الاستبداد وعنوان خداع الجماهير. ان تفكيك الديكتاتوريات الفردية رغم كونها ضمن حدود مايسمى بالديموقراطية بصورة جذرية لا يكون الا من طريق  واحد هو فضح الكذب السياسي لدى كافة الفرق التي تنزل الى ساحات المنافسة السياسية والانتخابية.

صفة الخاسرين

الكذب ليس صفة القدامى والخاسرين في اللعب السياسية بل هي أيضا أداة صعود اللاعبين السياسيين الجدد كما كان الحال في عديد البلدان الثائرة على مرّ العصور من ذلك نستحضر قصص نابليون بونابرت في فرنسا ولينين وستالين بروسيا وهتلر بالمانيا وموسليني بايطاليا وفرانكو باسبانيا وغيرهم من الزعامات المعروفة واخرها واخطرها رجالات السياسة العراقية بعد انهيار الحكم البعثي .

الغالبية تستعمل مكر العقل السياسي للقبض على مكامن الضعف في الجماهير… والقليل من يسير في ركاب العقل الاخلاقي.. ان رفع الشعارات التي تداعب احلام الناس وطموحاتهم الانية والقاء الخطابات الرنانة وتقديم الوعود الكبرى غير القابلة للانجاز ليست الا من قبيل الجرائم الصامتة التي تتنزل في إطار خداع الشعوب والسير بها في سبيل تحقيق احلام مجنونة لقادة مرضى بحبّ الأمجاد التاريخية والاحساس بالعظمة او التفوق او في اتجاه مطامع شخصية لمتحيلين سياسيين يتخذون من الكذب ومن الشعوب مصعدا للارتقاء السياسي ومدخلا للاثراء المالي والبقاء أكثر ما يمكن في دائرة السلطة.فالكذب أكبر خطر في المجتمعات الديمقراطية منها في المجتمعات الرازحة تحت نير الأنظمة الديكتاتورية لانه يكون في هذه الوضعية بالغ التطور اي مجهريا ومتلونا وفي مفردات حداثية وأشكال وهياكل عصرية… المنجز الضعيف في السلطة الاستبدادية وكذلك العنف المفرط والممنهج يفضح الكذب السياسي أما في واقع التعدديات المفتوحة فإن وجوه الكذب تضيف في زحمة الاختلاف وسوق المزايدات التي تربك المتلقي.

لهذا كان هرقليطس يقول:

دافعوا عن عقولكم كما لو كنتم تدافعون عن حصون مدنكم».

كما ظل سقراط رسول الفكر الحرّ وامام العقل الثائر رابط الجأش امام تأثير السفسطائيين على افراد شعبه خاصة انهم سحرة اللغة والمتلاعبون بالعقول وكبار المحتالين في ميادين الفكر وعرض الحقائق والقناعات وكان دائم التمسك بالمبادئ الكبرى والأساسية حتى لا تجرفه الأوهام وتغالطه الاكاذيب وهي نصيحته لتلاميذه وعامة الناس وهو يتصدى للكذب الفلسفي ومغالطة الفكر السياسي فانه مثل من يتمسك بالصخرة الثابتة الصماء في وجه العواصف التي تقلع البشر والشجر.وفي ثقافتنا الاسلامية فضح الرسول الكريم عليه صلاة الله وسلامه الكذابين في الحديث الشريف «آية المنافق ثلاث: اذا حدّث كذب واذا وعد اخلف واذا أؤتمن خان».فالمسألة اذن مرتبطة النتائج والأفعال فالسياسي الكاذب هو منافق واذا انعقدت له صفة الكذب فلن يرجى منه اي خير طالما انه يبطن خلاف ما يظهر وهو مخلف وعده لا محالة فضلا عن أنه خائن أمانة بما يجعل وجوده في الحقل السياسي شبيها بوجود الذئب في زريبة الأغنام… أنه حليف الشيطان وبئر الشر الخادعة.ويقول سبحانه وتعالى في صورة النحل «انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون».

إن التعامي عن كنز الصدق وهو في متناول الجميع كفيل بقيادة رواده هذا العمى الى تلوين الحقيقة ورسم الواقع على غير صورته الحقيقية بمعنى ركوب فرس الكذب الجامح الذي لا يُمسك له عنان ، وفي هذا المعنى الذي يرفع فيه الكذب السياسي درجات الغليان في مرجل الغضب الشعبي يسوق النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحكمة الخالدة:«إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق ان نسي ذكره وإن ذكر أعانه وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكره وإن ذكر لم يعنه. ومن فرط كراهية الاسلام للكذب باعتبار مخاطره التي لا تحصى على المجتمع فما بالك اذا التصق بأولي الأمر أنه يعدّ أصل المعاصي وباب الذنوب وطريق جهنم … إنه آفة إجتماعية تهدّ أركان المجتمع واستقراره وتفتح فيه جيوب الفساد لذلك يقول المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم (لن يدخل الجنة من في قلبه ذرّة من كذب) كثيرا ما يتكئ رجال السياسة في مخادعتهم لشعوبهم على الخطابات الكاذبة قياسا على القاعدة النقدية الواسعة الرواج في ديوان العرب وهي «أعذب الشعر أكذبه» وكذلك قياسا على القاعدة الفقهية «الضرورات تبيح المحظورات» مع ما في هذا القياس من مخادعة طالما أنّه كما يقال (هذا حقّ أريد به باطلا). وكأنّ لسان الحال يقول في جمهورية العراق (لا يدخلنّ علينا من كان صادقا) فما معنى حضور الصادق في ميدان احترفت أطرافه فنون الكذب وامتهنت أرقى أشكال صناعته. كما ان التكنولوجيا الصانع الماهر لمنتوج الكذب بوسيلة الاقناع بما هو غير صحيح وجد سبيله الجديد في وسائل الاتصال وتكنولوجيات المعلومات الحديثة لقد أصبح الكذب (خبزا يوميا) يمرّر بلا محاسبة أو رقيب ويصيب منه مختلف المواطنين بكامل البراءة وإن كان فيه الكثير من السموم تجسيدا لمقولة (السم في الدسم أو في العسل).

فالتكنولوجيات الحديثة أتاحت للأحزاب والسياسيين المتطلعين الى السلطة فنّ إدارة الكذب وانتاجه بل وإعادة انتاجه وتوزيعه في المعلقات والأخبار والخربشات والشعارات والخطابات الرسمية والمسرّبة بآسم الشعب في المظاهرات. وكأنّ السياسة ليست مشاريع تنمية للمجتمعات بل مشاريع (ضحك على الذقون) للصعود الى منصّة الحكم وحال بلوغ هذا الهدف وتحويل دفة الكذب الى أداة لتكريس العزوف عن المشاركة السياسية وتحطيم الخصوم السياسيين بكامل البراعة وقول الشيء وإتيان ضدّه خاصة باعتماد الكذب المؤسس أي بناء مؤسسات كذب.وقد يتخذ الكذب لبوس المحارب الذي يهدّم صورة المنجز ويقلب الحقائق ويدمّر حياة المتنافسين بغير أخلاق نزيهة… إنّه التحطيم النفسي والرمزي للأفراد والشعوب… فالعالم يخوض اليوم ثورة عظمى في تاريخ صناعة الكذب بحيث لم يعد ممكنا معها تمحيص الصدق ومراجعة المغالطات ومراقبة مرور الأراجيف والأباطيل عبر حدود الأسر والمجتمعات.فكلّما كبر الكذب يسهل تصديقه هذه حقيقة خداع  وإنّ تعميق التسلّط وانتهاج سياسة الكذب على أوسع نطاق لاخفاء النوايا الحقيقية والاهداف المرسومة لكن غير المعلنة لم يعد حالة محليّة بل منظومة عالمية تعبر بأهدافها المراوغة القارات.تبرير الاستبداد الوطني والدولي يكون عادة تحت غطاء قيم نبيلة وشعارات رنّانة وغايات شعبية نبيلة أما في الباطن وعلى صعيد (المطبخ السياسي والداخلي) فيقال (إنّ الكذب آلية ضرورية لنجاح العمل السياسي وترويض الأفراد والجماعات).ورغم ما شهده العلم من بحوث واختراعات لتفكيك مهارات الكذب وكسبها أو تعريتها خاصة في عالم الجريمة أو دنيا التجسس والتجسس المضاد أو في حالة المؤامرات السياسية والمنافسات الاقتصادية الكبيرة الحجم فإنّ طمس الحقيقة يظلّ في الأنظمة الديكتاتورية كما في الأنظمة الديمقراطية نوعا من الكذب الذي يشكّل وبحق جريمة فظيعة لكن صامتة عندما يتم اللجوء الى خلق حالة اجماع مجتمعي حول عدم وجود هذه الحقيقة أو تلك لا سيما أنّ هذا الصنيع هو أفضل حلّ لمحو آثار الحقائق المروّعة.وكما هو معروف ان الكذب يتسلّل في كثير من الأحيان عبر الفنّ من سينما ومسرح وأدب ورسم أو عبر وسائل الاعلام المختلفة خاصة منها الحرّة فيختلط حابل الصواب والصدق بنابل الزيف والكتمان والتبرير والمخادعة والتسلّط والتملّص من العقاب.

الكذب هو مظلاّت طائرة تغطي على العنف إنّه نقاب اللاعنف الذي يتحالف مع اللامعقول في إطار حجب الحقائق وقلبها والتقدّم المعقّد لبلوغ مآرب شخصية وتحقيق مصالح فئوية واعتماد تقنية الاستغفال وتخطي مدارات المراقبة والمحاسبة، ولا يمكن مقاربة الحقيقة الا من عديد الزوايا التي تشكل مرايا متباينة تمحص الكذب والخطأ خاصة أنّ (البداهة خادعة باستمرار) ولعل أفضل من قارب الحقيقة في مفهومها الملموس والمجرد الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ في روايته (ميرامار) ولتسليط الضوء على النمط المريع من الكذب الممنهج والمعقلن والمؤسساتي. ولهذا عمد بعض حكماء الانسانية منذ بعض السنوات الى الدعوة الى بعث يوم عالمي للأكاذيب السياسية يكون يوم 20 مارس من كل سنة وأشهر المنادين بهذا اليوم نذكر الكاتب الأمريكي الشهير بول أوستر والكاتب البريطاني هارولد بيتر الحائز على جائزة نوبل للسلام علما أنّ الهيكل الذي تبنّى هذا اليوم هو المؤسسة الألمانية المؤسسة لمهرجان برلين السنوي للأدب ، لكن على الساحة العراقية يجب جعل كل يوم يمر في حياة الفرد العراقي من بعد عام 2003 وحتى الان يوما للكذب بأعتبار الكذب السياسي في العراق لايمكن ايقافه بأي وسيلة حتى وان تعدد الوسائل بكونها اخلاقية او ثقافية او دينية ، وخير مثال على ذلك هو عملية الاصلاح السياسي التي اضحكت المحزونين واحزنت الضاحكين بجدارة وربما اشابت الأطفال كونها كذبة من اعظم كذبات العصر والتي لايمكن تصديقها على الرغم من كونها نافذة !!!

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47113
Total : 101