لقياس اخلاق ومنزلة وهيبة اية حكومة كانت . يتوقفف على نمط سلوكها تجاه شعبها , ومدى العلاقة والصلة , ومدى احترامها لصوته , سوى يعبر عن احتجاج او مناصرة , ودائما تكون اراء الشعب بوصلة الحكومة , في التعامل اليومي والسياسي , مدى احترامها لارادة الشعب , فبلا شك ان هذه الحكومة التي تحترم هذه المقاييس , تكون حكومة صاحبة مسؤولية وحرص في خدمة الشعب , وتكون ذو منزلة عالية من الاحترام في الداخل والخارج , وتمثل الديموقراطية الحقة , بان تكون اذان صاغية لطموحات وتطلعات الشعب , وهذا اساس التعامل الديموقراطي حكم الشعب للشعب , اما تكون بالضد من هذه المعايير , فانها تتجه الى الحكم الاستبداد , الذي ينكر ويتنكر حقوق الشعب المشروعة , وتضع نفسها في خانة الحكام الطغاة والفاسدين . ونتوقع منها اسوأ الاحتمالات في التعامل مع افراد الشعب , بما فيها الاستهانة والاستخفاف , في قدرات الشعب وفي مسائل عدم احترامها للكفاءة والخبرة وتقدير المسؤولية بحرص واخلاص , ان الاستخفاف بعقول الشعب , ودفن الحقائق وعدم المصارحة والمكاشفة , وانعدام التواصل الديموقراطي , بتزييف الحقائق , واستخدام نهج المماطلة وتسوييف وتشبث بثوب الكذب والدجل والنفاق , وهذا يعني ان هذه الحكومة بدون اخلاق وقيم سامية , وبدون مشاعر انسانية , وغياب في سلوكها روح الحرص والمسؤولية , وغير مهتمة بمصير ومستقبل شعبها , بقدر اهتمامها المجنون بمنافعها الذاتية والشخصية , وسرقة قوت الشعب وخيرات البلاد , وهذا ما ابتلى به الشعب العراقي بحكومات ووزارات العهد الجديد , التي صارت مرتع خصب للفساد المالي , الذي فاق دول المعمورة , وياتي بهذا الصدد المثال الصارخ والمعيب للحكومة ووزارة التجارة , التي اعلنت عن البشرى العظيمة , التي سيكتبها التاريخ بماء الذهب , لهذه المنحة والهدية , التي سيزيد من قامتها ومكانتها العالية , في قلوب المواطنين , بمنح ربع كيلو من العدس لكل مواطن , في شهر رمضان المبارك , وداعية المواطنين التحكم بربع كيلو عدس , حتى يكفيهم طيلة شهر رمضان المبارك , ان هذا الاستخفاف ولاسفاف والاستهتار بالشعب , الذي تعدى حدود العقل السليم . كأن وزارة التجارة تتعامل مع شعب جاهل وغبي وامي ولا يفهم ولايدرك الامور , سوى مجابهته باسلوب الزجر والاهانة والذل والمهانة , والخضوع لامر الواقع دون تذمر , او كأنه يعيش في اسطبل الحيونات , وهي توجه صفعة قوية الى كرامته وكبريائه وعزة النفس , وتعامله بالتصغير والتحقير , وكيف يفسر اصحاب العقول النيرة والرشيدة , في وزارة التجارة , ان يكفي ربع كيلو عدس طوال ثلاثين يوما ؟ , ومن صاحب هذه الفكرة النيرة ؟ فبدلا من زيادة مفردات الحصة التموينية لهذا الشهر الكريم , تزف هذه البشرى السخيفة والسقيمة, التي توجه سهام الاهانة لشعب عرف بامجاده الثرية , فبدلا من تعمل وزارة التجارة في تقليص نهبها الشرس لاموال الوطن , وتتحكم بضمير حي للبطاقة التموينية , ان تكف في توزيع المفردات الفاسدة والمسرنطة خوفا على صحة المواطن . او تكف عن توزيع المواد التي تصلح للعلف الحيواني , ان هذا التعامل اللانساني واللاخلاقي , هو رد الجميل للشعب الذي اعطى ثقته ومنح صوته الانتخابي لها . حقا قيل , اذا لم تستحي فافعل بما شئت.