ماهي الحكمة المتوخاة بأن نجد الفاشلين والانتهازيين في كل مرحلة من بناء الحكومة ؟،أم أنهم كذبوا عندما قالولكل زماناً دولة ورجال .
وماذا ننتظر من الفاشلين الذين لايمتلكون أي مقوم للنجاح فهم لديهم العقد التي يصدرونها للآخرين .
يتبنون مواقف مريضة جداً يتخذونها في سبيل تحقيق مصالح آنية ومرحلية مؤقتة ولوكان على حساب رقاب اقرب الناس أليهم،ولو وضعت رؤيتهم ومشاريعهم في المختبر لأصابته بالتلف .
يشكل النظام الدكتاتوري حجرعثر ومنعطف مظلم في حكمه المستبد،ولعل استهداف شريحة المفكرين والعلماء والمبدعين هو نتاج دوامة فشل لاتنتهي من أشخاص ليس لديهم مؤهلات القيادة وزمام الأمور.
لأكثر من (أربعة عقود ) من الزمن والعراق يديره الفشل والفاشلين والسؤال يطرح نفسه هل عجز رحم البلد أن ينجب الناجحين ؟وترك الأمور تؤول للمردة ليعبثوا بأول بقعة على الأرض علمت البشرية القراءة والكتابة وحياة المدنية والاستقرار.
ولماذا يستهدف المبدع من قبل النظام الشمولي ودوره المشرق في صنع نظام تسوده قيم القانون وعدالته،لأنه يؤمن بتحرير الإنسان من رق الإنسان وكسر القيود التي تسجن ذاته وتكبل قدراته ومواهبه .
فقد عمد النظام البعثي طيلة حكمه الى فرض قيود ورقابة صارمة على المفكرين الذين رفضوا الانضواء والقبول بمنهج أيدلوجيته المقيتة،والمجيء بفاشلين يمارسون الاضطهاد بأبشع الصور بحق العلماء،فكانت الإعدامات على قدماً وساق وأحواض التيزاب هي الفيصل للهروب من ذكرى الأجرام التي تزيد من عقد فشله ليصبها على الناجحين،والبعض الأخر اضطر للمغادرة والاستقرار في دول تحترمه وتوقره وتوفرله كافة سبل العيش النعيم،والاهم من هذا كله أنها تشعره بقيمة علمه وإبداعه،انه الثروة التي تنجب الثروة والاستثمار الذي ليس له حدود من جني الأرباح، البلد يقاس بعلماؤه ولا يقاس بمتخلفيه ،نحن في الألفية الثالثة والأمم تتسابق مع بعضها لتحقيق التقدم والازدهار.
لقد تعمد النظام الشمولي الدكتاتوري السابق أن يضع أرآذل القوم في مواقع المسؤولية والوزارة،وأتساءل كيف ننجح والفاشل يصنع قرارات ما انزل الله بها من سلطان،وأي قراراً يتخذه يفيد المجتمع ،وخيرالأمثلة سياسات عدوانية أنتجت حروب جسيمة وسطو مسلح مع سبق الإصرار والترصد على دول الجوار وعلى حرمة الناس وسلب حرياتهم والتحكم في جزيئات حياتهم،سقط الغول الذي كان يخيف الصغير والكبير وسقطت معه جمهورية الخوف التي بناها في نفوس شعبه،وتهاوت دكتاتوريته وسط امبراطورية (الحفرة)،وتنفس الصعداء بأن لامكان للانتهازيين والفاشلين والساحة اليوم لأصحاب المواقف التي لاتنثني ولا تميل ولا يصح ألا الصحيح وستأخذ القاعدة الذهبية (الشخص المناسب في المكان المناسب ) نصيبها في أدارة الدولة والعراق الجديد وسيغلق الطريق أمام الوصوليين الذين ينعقون مع كل ناعقة،وبين ليلةً وضحاهاعقد الفاشلين اجتماعاً مع ذاتهم والآخرين والذين على شاكلتهم معلنين العودة مرتدين أقنعة ووجوه جديدة فتغلغلوا لأجهزة الحكومة ومؤسساتها مستغلين الفراغ السياسي بعد زلزال 2003،هم بارعون في التفنن ولعق الأحذية والمسح على الاكتف ليصلوا لمرادهم ليصبحوا مدراء اومسؤولين،فالوطنية والحرص براء منهم،سنوات طويلة وانتم تتمتعون بالمناصب والثروات الطائلة وأنا وغيري لم نجني ونقطف أي ثمرة من هذا البلد الذي يطالبني دائماً بضريبة الحب،والأخر مستثنى من التضحية فهو يحصد ويملئ خزائنه ،رجائي لكل الذين يؤمنون بالكفاءة والمهنية والدماء الجديدة من مواقع المسؤولية أنقذوالبلد من الانتهازيين والفاشلين .
مقالات اخرى للكاتب