أحلى أيام الصبا كانت عندما يلتحق والدي بقواطع الجيش الشعبي أيام حرب ايران. المسكين سيق خمس مرات، كان في كلّ منها ينجو من الموت بأعجوبة. بيني و بينكم كنت افرح عندما يلتحق أبي الى وحدته العسكريّة. فبذهابه يخلو لي الجو و أظلّ ألعب شاطي باطي. أما الوالدة فمقدور عليها. كانت اكثر فقرة مشوّقة أقوم بيها بغياب السيّد الوالد: أجمّع سرنجات مستعملة وأترسهن سيان من الشارع. بعدين أضمّهن بجيب البجامة البازة و انتظر الفريسة تدخل للشارع. كان شكو واحد يفوت انطيهياه بعلباته. اي والله كنت أزرق السرنجة من بعيد فتفرغ محتواها في قفا ذلك المسكين، ثم أنتظر لحظات المصايح والمراكض و مزارگ الصلابيخ.
ذات مرة وكان يوم تموزي يصلخ صلخ. حضّرت العدة، وكانت سرنجتين حجم أكس لارج من تلك التي يحقنون بها الكلاب. ترستهن سيان و انتظرت الضحية، واذا بالحاج شناوة الگصّاب يدخل الاحداثيات راكب بايسكل. اتخذت موضع المباغت و بكبسة ساسوكيّة ملأتُ قفاه خيساً. أخرجت السرنجة الثانية رغبةً منّي في الاجهاز على الضحية لكني لم ألحق. لأن الحاج شناوة ترجّل من البايسكل و ركض خلفي حافي القدمين. كان يصيح بأعلى صوته: أوگفلي ولك ابن الـ....طوووط، أوگفلي اليوم أنعل والـد.....طوووط . أنا اركض وشناوة يركض وراي، انا اركض وشناوة يركض وراي، و صارت طگه طگه، طگه طگه، انعطفت بعدها على دربونة بيت خيون واذا بطابوگة أم السيم واگفة بباب الدربونة، هُبّ طربّاااااه، عثرت بيها ودقلتين بالهوا. وگعت على وجهي فصاح شناوة وهو يمسك بقفاي: لزمتك ولك، صاير شقي ابن الـ....طوووط. انا لك، اليوم اعلّمك الشقاوة على أصولها و أنعل أبـ....طوووط لابو الجابك. شلون چان يوم أسود !
طبعاً ما راح اگلّكم شنو كان شكل العقوبة، ولا شنو گال شناوة بمكان هاي الطووووط . بس صدگوني والله ومالكم عليّ يمين ماكو اطيب من طعم السيان.. يا أخي بيه ملوحة غريبة.