تكررت الحالة كثيرا .. ومع تكرارها، زاد هلع من يضع على عينيه نظارة طبية، او لاح الشيب على فروة رأسه، من سائقي سيارات الخصوصي، لاسيما الحديثة منها، حتى وصل الأمر الى ان تكون حديث الأسر والتجمعات العائلية، دون ان تظهر بادرة ملموسة من اجهزة وزارة الداخلية، او الاشارة اليها في برنامجها التلفازي على قناة العراق الفضائية!!
ولا غرابة، في ان تلاحظ من هو وراء مقود تلك السيارات، يلتفت شمالا وجنوبا، مثل “رقاص” الساعة، خوفاً من ان يقع في كماشة تلك الحالة المتمثلة بـ ( قفّاصة ) الإتهام بالدهس، حيث (التمثيلية) التي بات انتشارها يمثل رعباً للآباء الذين يوصلون اولادهم من بنين وبنات الى المدارس او الكليات، او عند عودتهم من اشغالهم ووظائفهم …
لن اطيل في الوصف، لكني اترككم مع مانشره الصديق أ . د حسن الخزرجي الاستاذ في جامعة بغداد، في صفحته على ( فيس بوك ) من وصف لتلك الحالة، علما ان اكثر من زميل تعرض لمثلها، وآخرها رئيس تحرير صحيفة يومية شهيرة، لم يشأ ان يبوح بها، إلاّ لمحيط ضيق من معارفه ..
اليكم ماكتبه الصديق الخزرجي نصا ً تحت عنوان( احذروا القفاصة ).. فماذا سيكون جواب وزارة الداخلية ؟
****
( كنت قد سمعتُ عن مثل هذه الحوادث من قبل اناس اعرفهم وآخرين لا اعرفهم . ولكن هذا اليوم 6 / 10 / 2015 قد حدثت معي !!
فبينما انا عائد من دوامي في الجامعة / الجادرية وعند ملاعب الكرخ قرب السيدية كانت هناك سيطرة اجتازها لكي اتم سيري في شارع (قطر الندى) نحو شارع (البدالة) . بعد اجتيازي للسيطرة بأمتار قليلة لاحظت اثنين من الشباب يعبران الشارع بشكل غير طبيعي احدهما منظره غير اعتيادي اذ شله بنطلون قدمه اليمنى واظن انه كان يحمل فردة من نعاله ( اجلكم الله ) بيده .. وحين وصلا الى سيارتي التي اوشكت على ايقافها، قام هذا الشخص المعني برمي نفسه على مقدمة السيارة ( الجاملغ ) ضاربا بيده المرآة الجانبية . اجتزته فتوقفت على الجانب السريع ولاحظت انه جلس على الرصيف وصديقه يسنده ثم ساعده على الوقوف وسارا باتجاه سيارة قد توقفت على يمين الشارع بيضاء اللون عالية من نوع (سبورتج) على ما اعتقد . توجهت الى السيارة فرأيت فيها اربعة من الشباب منتظمي الملابس والخلقة والنظافة وصرت اتحدث مع السائق ( ابو سكسوكة ) عن ان الشخص هو الذي رمى بنفسه على السيارة متقصداً وقد شاهدوا هم ذلك بانفسهم .. ولكن هذا الشخص بدأ يناقش قائلا ( عمي لو انروح للمستشفى لو لمركز الشرطة انت صدمت الولد صدمة خطرة وشمدرينه شنكسر منه هسه ) كررت الكلام بعقل مرة اخرى معه ولكن دون جدوى .. وهنا عرفت مقصدهم فقلت له : لماذا نذهب الى مركز الشرطة ؟ هؤلاء هم الشرطة وأشرت الى المفرزة التي كانت ترابط خلفي في السيطرة، وساعطيكم حقكم هناك .. هيا ارجع الى الخلف وانا سارجع .. ثم اتجهت الى سيارتي وركبتها وعدت بها الى السيطرة واذا بهم يهربون من المكان باتجاه حي الرسالة وشارع البدالة . وتوقفت عند مفرزة الشرطة واخبرتهم بالحادث فتعاملوا معي بمنتهى الاحترام وطلبت منهم ان يرافقوني لربما هؤلاء يقفون في الطريق بانتظاري فما كان من افراد المفرزة الا ان رافقوني بسيارتهم حتى اوصلوني الى رأس الشارع الذي اسكن فيه ..انها مكيدة نجاني الله منها .. فاحذروا القفاصة في بلد التقفيص ..)
****
وانتهت حكاية الخزرجي ..
وهناك مثلها ستحدث .. وربما سأكون انا الضحية التالية إنتقاما لسطوري هذه … الله الساتر !
مقالات اخرى للكاتب