Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المقدمات والنتائج في قراءة مبكرة للانتخابات الأمريكية (2)
الجمعة, تشرين الثاني 11, 2016
عباس علي العلي



لقد أختار الشارع الأمريكي أن يستمر في تجربة التغيير المستمر من خلال عدم الركون إلى ديكتاتورية الرتابة والحفاظ على الأستقرارية المزعومة، من الدراسات الأجتماعية والنفسية الجادة التي تجري بأستمرار على قراءة التغيرات البنيوية والسلوكية للفرد الأمريكي، تظهر حدة هذا الميل الطبيعي لمجتمع متعدد الثقافات والأصول والمزاجات للحد الذي لا يمكن معه وصفه بالمجتمع الواحد، الميل الجنوبي مازال هو كما كان قبل مئة سنه كما هو الميل في القسم الشمالي الأمريكي الذي يذكرنا بأجواء الحرب الأهلية الأمريكية، فيما تبقى منطقة الوسط الجغرافي الأمريكي هي بيضة القبان التي تحسم الصراع الشمالي الجنوبي، وترجح الميل المهووس دائما بالتغيير، ودائما هي كالعادة تصوت للمتغير الجديد بعيدا عن الحزبية ولا تميل للبقاء في دائرة الوسط فلا هي ديمقراطية الولاء ولا جمهورية المزاج.
نعود إلى أراء القراء والمتابعين فيما يخص التوقعات والصور التي يرسمها البعض لما يمكن أن يكون هو الناتج الفعلي لهذا التغير والتحول الطبيعي في الممارسة الديمقراطية الأمريكية، لا بد لنا أن نميز بين نوعين من القراءات ورسم الأفكار بناء على أساس التعامل مع المعطيات والمقدمات، النمط الأول وهو النمط الواقعي الذي يبشر بمرحلة فيها ملامح التحول والتغير الضرورية لتنشيط الواقع العالمي، فلا يمكن لمجتمع عالمي قائد للتحولات في أجزاء كثيره منه يبقى بعيدا عن أستيعاب وتجربة التغيير واقعا، وهذا مما جعل من شخصية جدلية وإحراجيه في الكثير من تفاصيلها تتبوأ موقع القيادة الأول، في تطبيق عملي لإرادة المجتمع الأمريكي الساعي دوما للبحث عن الدهشة والجديد في عالم مادي حد التفاصيل الصغيرة.
هذه القراءة تعتمد على أهمية العامل الأجتماعي والنفسي لمجتمع متحرك وميال للمغامرة والتجريب، يقابلها نمط أخر مناقض وعلى الجانب الأخر من الحقيقة الذي يعتمد على قدرة الإعلام ومؤسسات العلاقات العامة في صناعة الرأي العام الأمريكي، وكأن المجتمع الأمريكي هو مجتمع منفصل عن واقعه وبعيد عن ملاحظة ما يدور في الأرض، صحيح أن الأعلام قادر على إعادة نمذجة وصناعة الوعي في الكثير من المجالات الحياتية ومنها السياسة، ولكن هناك تجارب تأريخية مهمة فشل الأعلام فيها على خداع الرأي العام وأعادة تموضعه في خانة المصلحة الأمريكية السلطوية، فمن يتذكر حركة الشارع الأمريكي في فترة ما قبل الحرب الأمريكية على العراق في عام ،1990، يتذكر حجم الوعي الذي يمتلكه الشعب الأمريكي عندما خرجت الملايين للشارع رافعة شعار (أوقفوا الحرب).
هذا النموذج من القراءة والأعلام الذي لم يستوعب حقيقة التغيير وحتمية تأثر القرار الجمعي بصياغة الوعي وبمتطلبات النوازع الأنفعالية للمجتمع الأمريكي، تحاول ومن معها من الذي تلقوا الخيبة من فوز السيدة كلنتون الإيحاء والتعميم على أن فوز ترامب لا يمثل أي تغير، إنما السياسة الأمريكية صنع أجهزة خفية وخاضعة بالكامل لإرادة لوبيات أقوى حتى من مؤسسة الحكم السلطوي ذاته، الكلام فيه الكثير من التطرف المغال وإن كان فيه بعض وجه صحة، ولكن علينا أن لا ننسى أن الصراع الرئاسي ليس صراع تمثيلي ولا الأختلاف بالبرامج الأنتخابية مجرد لعبة، فالمعروف أن النهج الديمقراطي في الإدارة الداخلية والعلاقات الدولية، له بصمة مختلفة تماما عما يتعاطى به الجمهوريين من منهجية وأسلوب، وهذا ما يغني التجربة الأمريكية ويميزها عن غيرها من الديمقراطيات الحقيقية.
القطع بعدم حدوث تغيرات في السياسة الامريكية في عهد ترامب كما يزعم الكثيرون من الكتاب والمحللين بعد قراءة خائبة لمجريات ما رشح من السباق الانتخابي، أرى فيها محاولة غير جادة لقراءة حقيقية لخطاب التغيير وقفزا للمجهول العبثي لتمنيات خيالية وفارغة من معنى، العالم بأكمله ومنذ عام 1990 في سيرورة أنقلاب وتغيير وتبدل جوهري في الشكل والأداء على المستويين النظري العام والتطبيقي الخاص، قد تبطأ أحيانا وتتسارع مرات في محاولة نزع جلدها التقليدي ففي المجتمعات التي تتميز بهشاشة منظومتها الاجتماعية والسياسية ستكون التداعيات بسرعة وكارثية، والاكثر متانة تتلقى الصدمات بقوة ولكنها في الاخر ستتجه نحو التغير شاءت المقاومة أو تجنبت الريح القادمة.
لا أحد ينكر اليوم أن العالم الان ليس عالم ما قبل ثلاثين عاما بل له وجه تقريبا له ملامح مختلفة وتتبدل يوما بعد يوم، قد يكون القطار الأمريكي أخر الواصلين وليس معصوما عن التغير ولكن من المؤكد ان رياح التغير التي حملت ترامب بكل قوة للبيت الأبيض، ستطيح بالكثير من المفردات التقليدية في منظومة الفكر السياسي الأمريكي وفي طريقة الأداء، الشخصية الجدلية لترامب تثير الكثير من القلق داخل المجتمع الأمريكي عموما وبالخصوص داخل البيت الجمهوري بالذات، بما يمثله من تمرد معلن على النهج الكلاسيكي للأداء السياسي للحزب، لكن هذا لا يمنع أبدا أن يجري أحتواء ما يمثل تطرف في ممارسة المسئولية من قبل طرفي العمل السياسي، البيت الأبيض والكونغرس بمجلسيه الجمهوري الصبغة لمصلحة أمريكا أولا، وهو الشعار الذي رفعه ترامب في بدء حملته الأنتخابية.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45278
Total : 101