Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المالكي مفكرا يكتب.. لكن من يخاطب؟
الخميس, كانون الأول 11, 2014
سهيل سامي نادر

إن أفضل ما يفعله سياسي خاسر هو أن يكتب مذكراته. لكن نوري كامل المالكي، رئيس الوزراء العراقي السابق، كتب مقالة تنظيرية في جريدة "الاخبار" اللبنانية. فما الذي حدث؟

ما حدث أن المالكي يؤكد وجوده الشخصي مجددا بعد أن خسر خطابات الاربعاء. بيد أنه تأكيد له لون خاص، فقد كتب ما كتب بوصفه امينا عاما لحزب الدعوة، ويدعونا الى تلقيه بهذه الصفة وليس بصفة رئيس وزراء سابق. من لبنان سيكون صوته مختلفا بعض الشيء، واختياره لقناة النشر له مغزى، فهذه الصحيفة التي تنشر لمثقفين مختلفي الاتجاه، تمثل واحدة من امتدادات حزب الله اللبناني في وسط ليبرالي حيوي. ههنا سيضمن قراءة فكرية على ضوء الفكر وليس على ضوء الواقع – هذا الواقع الذي تبادل مع المالكي الخيانة.

لست مولعا بتوصيف الدوافع، بيد أن المالكي في موقف سيكولوجي لا يتمناه أي سياسي، فهو قائد هُزم عراقيا وعربيا ودوليا. ما الذي يفعله مهزوم كهذا ؟ إنه يستدير نحو ما تبقى له من مواقع قوية لم يهزم فيها بعد، أعني الى حزبه الذي مازال يمسك إدارة الدولة، وما زال هو يقوده. تلك هي قوته الوحيدة الباقية التي سيقبض عليها الآن بالكتابة، وبالتنظير، مستعيدا سمعته كمناضل بعيدا عن مساوئ السلطة، وبالعودة الى "الثوابت"، أي المبادئ الدينية والحزبية، حسب روايته، وبالتكيف مع "المتحول" – هذا المتحول الذي هزم سمعته شر هزيمة.

في تجربته السياسية في السلطة، عوّض عن فشله السياسي والإداري بخزن الملفات التي تضم أسرار وفساد أعدائه وأصدقائه. يُظن أن هذا ما كان يفعله طوال الوقت من أجل ازاحة الآخرين عن طريقه ولتبرئة ذمته. لكن هذه اللحظة غير مناسبة لفتح الملفات لأنها تدينه قبل أن تدين الآخرين، ولأنها تثير نقاش الكل ضد الكل، في وقت يخوض فيه البلد حربا شرسة ضد إرهابيي داعش. الآن يبدو أن رجل الأسرار راح يخفي نفسه، متحولا الى منظّر، والى منقذ سياسي لحزب يعاني التفكك، مختارا معركة ذهنية لا تنفتح فيها أبواب جهنم التي أراد فتحها علينا أيام أزمته، حسب تصريحاته النارية المستاءة.

بالإمكان قراءة ما كتبه على إيقاع فكرة الثابت والمتحول التي قدمها في عرض سيء يليق بعقائدي يعرف كيف يستخدم اللغة لكنه بلا ثقافة فكرية، معتقدا أنه مادام يكتب فهو يفكر، وأكثر من هذا فهو مفهوم. والحال أن المالكي يكتب لجماعته التي تنتج منشقين وصامتين وليس مفكرين. إنها رسالة لهم، لاولئك الذين تزعزع ايمانهم بسبب تجربة سياسية غاية في السوء قادها الحزب. المالكي يقول لهم: قمنا بمراجعة.. ما زلنا هنا!

لكن ما الذي قاله المالكي على وجه التحديد؟ لا شيء مما كنا ننتظر أن يقوله عن فترة حكمه التي دامت 8 سنوات عجاف. لا شيء حتى عن تسمية هذه الفترة كتجربة سياسية في الحكم لها أذرع وسيقان وعقل يعقل. وبالطبع لاشيء عن قيام حزبه بالاستيلاء على الدولة العراقية وتقاسم المغانم مع مجاميع 2003 من دون اي حس وطني واجتماعي. ولا كلمة عن قادة حزبه من الفاسدين وأصحاب الصفقات، ومثلها عن تحكم البطرياركيات العائلية من أقاربه وأقارب قياديي الحزب وحلفائه ومليشياته واستخدامهم لموارد الدولة. لا شيء عن قادته العسكريين الذين سلموا الموصل ومدن عراقية اخرى بيد داعش بلا قتال، لا شيء عن دوره في تعميق الانشقاق الاجتماعي الطائفي، لا شيء عن نفسه كإنسان يواجه مصاعب الحكم. لا شيء من نعومة انسانية تخفف من ماكنة التسجيل الكلامية المنصوبة على لسانه.

يتذرع المالكي قليلا بتحديات مارست ضغوطا على حزب الدعوة الإسلامية الذي عاش من 2003 "ظرفاً استثنائياً تاريخياً ضاغطاً على كل المستويات، الأمر الذي لا يزال يتسبب في حالات من الإرباك في حركة الدعاة، ولاسيما في مجال الأداء السياسي والتنظيمي". هذه الجملة تتضمن عتبة للقفز باتجاه عناصر مهمة، لكنه لا يقفز ولا يقول شيئا محددا، أما الباقي فهو الايحاء بوجود مراجعة لا نعرف طبيعتها كذلك. إنه يغرينا بعنوان يوحي بوجود مراجعة.. هكذا: "الدعوة والقدرة على المراجعة المستمرة". لكن مقالته لا تقول شيئا عما جرى مراجعته، وقبل ذلك ما الذي حدث واستوجب القيام بمراجعة.

المالكي الذي ركبته حالة مفكر اسلامي لا يتحدث بلغة التفاصيل. إنه أعلى منها، هو الرسالي المكرس. التفاصيل؟ الشيطان يكمن فيها، والمالكي مؤمن شرس!

المالكي يختار كلمة "قدرة" في عنوان مقالته، أي عن قوة باطنية رسالية "قادرة" على أن تنبسط بأفعال ومآثر. ببساطة هي امكانية وليست فعلا. وهكذا لن يصح أن نحاججه بما قدمته هذه القدرة الصوفية للوطن العراقي وللاسلام. إن القائد الحزبي يخاطب ههنا الحزب لا الشعب. الأحزاب العراقية الشمولية كحزب البعث وحزب الدعوة امتصت "قدرة" شعبها، وباتت الطليعة الواعية له، وهي وحدها تمتلك القدرة وتطلقها باسم العروبة او باسم الشريعة الاسلامية. إن استخدام الكلمات من دون معرفة أفقها وأفعالها هو ديدن المتفيقهين الحزبيين العرب الذين يغطون أفعالهم ودوافعهم السيئة خلف كلمات صوفية، وجمل معقدة تحتاج الى قاموس.

لكن هناك جملا واضحة جدا في مقالة المالكي تشير الى أن مفكرا يقوم الآن بعرض عقيدة حزبه في موازنة اختفت قرائنها في التجربة السياسية. إن التجريد يمنح العصمة من الفضائح الصارخة، ويخفي المآسي والزمن المهدور. اليكم هذه الجملة الاستنتاجية: "ومن هنا، فإن ماهية حزب الدعوة الإسلامية ونظريته وفلسفته تبقى ثابتة، بصرف النظر عن الزمان والمكان، بينما تتغير أساليب عمله ووسائله ونتاجاته الفكرية، ولاسيما ما يرتبط منها بواقعنا السياسي والاجتماعي والثقافي والأمني القائم منذ شهر نيسان من عام 2003. ولا يعني الثبات على نظرية الدعوة، الجمود على الأفكار القابلة للتغيير وعلى المنهج الحركي ووسائل العمل، كما لا يعني التجديد والتغيير، الانفلات الفكري أو التخلي عن الثوابت الشرعية والفكرية".

إنها جملة تقول بالثبات ولا تقول بالجمود، لكنها تخشى التخلي عن الثوابت الشرعية والفكرية. يبدو العرض واضحا نسبيا على السطح، لكن في العمق، يظهر عرضا شكليا لا قرينة واحدة له مع النشاط العملي لحزب الدعوة. واليكم هذه الجملة النقدية التبريرية "لا يخفى على الدعاة والأمة أن التطورات الواقعية غير المسبوقة التي لازمت مسيرة الدعوة في مرحلة ممارسة الدعاة للحكم، لم تكن الدعوة قد استكملت استعداداتها لها فكرياً وفقهياً وسياسياً وتنظيمياً وأمنياً، الأمر الذي تسبب في رؤية غير مكتملة الوضوح لدى بعض الدعاة، كما تسبب في اضطرار بعض الدعاة الى التعامل اليومي مع الأحداث ومع التطورات؛ سواء على مستوى الفعل أو رد الفعل؛ دون تخطيط إستراتيجي مسبق".

هذا من النقد الذي لا يبالي بالقراء ما دام سيفهمه دعويّ، ولا أظن سيفهمه حقا بل سيقبله ضمنيا لأنه صادر من أعلى سلطة في الحزب. والحال أن كامل سياسات المالكي الخاطئة سيغطيها هذا النص، وأكثر من هذا ستختار لها أكباش محرقة من أولئك الدعاة "الذين اضطروا الى التعامل اليومي مع الأحداث" "دون تخطيط استراتيجي مسبق". إن الامين العام لا يتحدث عن مسؤولياته هو بل مسؤوليات "البعض"، وبتجريد باهر يسحق تحته الشروط العراقية، وسلوك السلطة التي أدارها. هلا نتساءل عن "الافكار القابلة للتغيير" التي جربها حزب الدعوة.. اين؟ إن استخدام كلمة "بعض" تشير الى وجود جماعة مارست الاخطاء.. من هم؟ وماهي الاخطاء؟ المالكي يصمت. الصمت نفسه الذي غطى على نهر الدماء الذي سال، والمليارات المبددة، والكهرباء التي لم تعمل كما يجب أن تعمل حتى بعد صرف 70 مليار دولار!

في أول خطاب له بعد هزيمة الكويت وعد صدام شعبه بالديمقراطية. كان الجرح نازفا. بعد عام واحد خطب يقول إن ديمقراطيتنا في العراق أفضل من ديمقراطية الغرب.

هذا هو أفق النقد الذي لا ينتقد شيئا. نقد يوحي بوجود إرادة تغيير لكن التغيير لا يحصل بسبب الظروف. وتمر ظروف الضعف، ويتمكن الذيب الأمعط ليقول بثقة إن واقعنا بخير وهو أفضل من السويد وبريطانيا، وبموازاته سيقول فم دعوتي إننا مع الآلية الديمقراطية لكننا لسنا مع الديمقراطية. عند الاسلاميين تختزل الديمقراطية بصندوق انتخابي يجري تزويره. وفيما تشتم الحداثة بسبب تضميناتها الفكرية وتطلعاتها التحررية، تستخدم المليشيات كل مكتسبات الحداثة المادية، ولاسيما سيارات الدفع الرباعي الحديثة. وفيما تلفق على العلمانية موقفا معاديا للدين، يجري استخدام الدين لاغراض سياسية، وتنهب أموال البلد باسمه، اي تماما ما تقف ضده العلمانية. إن كلا من الفاشية القومية والدينية تمارس أعمال التغطية، بالانسحاب المؤقت مرة، وبالهجوم الشرس مرة، وهي في الحالتين تكذب على شعبها وتبرر الأخطاء والجرائم، محولة الحقل اللغوي الى مجموعة من المساحات المظلمة العمياء.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.42883
Total : 101