Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
«شارلي» في بغداد
الاثنين, كانون الثاني 12, 2015
انعام كجه جي

يعمل ابني في مجال الموسيقى الغربية منذ سنوات. وعندما سألته عن العازف والمغني فيكتور جارا، هز رأسه ولم يعرفه. وكان عليّ أن أنتهز فرصة نادرة لأستعرض عضلاتي الموسيقية، وأحكي له عن ذلك الفنان التشيلي المناضل، الذي كان بين آلاف المعتقلين في ملعب العاصمة، بعد الانقلاب على الرئيس سلفادور أليندي، صيف 1973. لقد عاقبه الانقلابيون بأن بتروا أصابع يديه، على مرأى من الجميع. الأصابع التي كان يعزف بها. ثم أعدموه رميا بالرصاص. مات وهو في الأربعين، واليوم يحمل ملعب تشيلي اسم «ستاد فيكتور جارا».

يستغرب ابني ويسألني: من أين أعرف الحكاية؟ وأقول له إننا كنا في العراق نقرأ كثيرا، ونرتاد بالمطالعة أروقة الثقافة في العالم كله. وقد قرأت تفاصيل مصرع المؤلف والمغني التشيلي في مجلة «شارلي إبدو»، في بغداد. هل صدقني الولد؟

طبعا لم تكن المجلة تباع في المكتبات، لأن قراء الفرنسية من العراقيين قلة، لكن صديقنا المهندس عبد السلام حلوة كان مشتركا فيها وتصله بالبريد، إنه نفسه شخصية فريدة في الفضاء البغدادي، أوائل السبعينات الماضية. لقد ترك أسرته الميسورة وعمله في أمانة العاصمة، واختار دخول سلك الكهنوت، وسافر إلى أوروبا وعاد راهبا دومنيكيا من طراز مختلف.

وحول الأب عبد السلام، رجل الدين الثوري المعجب بالرهبان المقاومين للديكتاتورية في أميركا اللاتينية، كنا نجتمع في أحد نوادي بغداد الثقافية لنقرأ مقالات «شارلي إبدو»، ويساعدنا في ترجمة بعضها، ومنها ذلك المقال عن فيكتور جارا.

فيما بعد، حين انتقلت للإقامة في باريس، مددت يدي إلى رف المكتبة، واقتنيت «شارلي إبدو» كما أُتيحت لي الفرصة، لأن أتعرف على الرسام «سينيه»، أحد أركانها. وكان من أشهر فناني الكاريكاتور في فرنسا ومن أنصار الحق الفلسطيني. وقد روى لي أنه، خلال حرب الجزائر، استفاد من خبرته في الطباعة، وكان يزوّر الهويات وجوازات السفر للمجاهدين المطلوبين من البوليس الفرنسي.

لكن مسار المجلة تحول، فيما بعد، ووصل إلى حد طرد الرسام «سينيه»، بسبب رسم كاريكاتيري قيل إنه معاد للسامية. لكن الرسام العجوز وقف، أمس، يتضامن مع زملائه الذين حصدهم الرصاص في مكاتبها.

لا يمكن سوى التضامن مع الصحافيين القتلى وضد الكراهية والإرهاب. ويحزّ في النفس أن تطيش بوصلة شبان من أبناء المهاجرين فيرتكبون أعمالا تخدم خصومهم، وتعود وبالا على أهاليهم.

لقد تراجعت، في السنتين الأخيرتين، أرقام توزيع «شارلي إبدو»، وخرج منها مساهمون وأوشكت على الإفلاس. لكنها استعادت، الأربعاء الماضي، تألقها القديم مضروبا في ألف.

وقد فتحت صحيفة «ليبراسيون» أبوابها للمحررين والرسامين الذين تلطخت مكاتبهم بالدم لكي يواصلوا العمل. إن الكل يريد للمجلة الساخرة أن تستمر في الصدور. واليوم سينزل عشرات الآلاف في شوارع باريس وهم يهتفون ضد تكميم الأفواه. والأربعاء سيكون في الأكشاك مليون نسخة من عدد «شارلي إبدو» دون أن تتأخر عن موعدها الأسبوعي.

إذا كان بين رسامي الكاريكاتور والصحافيين، في السابق، من يسخر من الرموز الدينية «نص نص»، فإنه من اليوم سيشحذ قلمه بالهجاء دون أن يخشى لومة لائم. لقد أراد الإرهاب أن «يكحلها فعماها».

أما الفرنسيون فلا يريدون من «شارلي إبدو» أن تواصل الصدور فحسب، بل أن تستمر الفكاهة حاضرة بينهم وفي فضائهم السياسي والفكري. وقد اتشح برج إيفل بالسواد، غداة المجزرة، وارتدت المذيعات ثياب الحداد، ووضع مذيعو التلفزيون أربطة عنق سوداء، لكنهم حرصوا على الابتسام وهم ينقلون تداعيات الحدث الذي وحّد فرنسا. إنها الوصية غير المكتوبة للرسامين الساخرين، رفاق ناجي العلي.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44952
Total : 101