Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
«شارلي إيبدو» والآتي أعظم
الاثنين, كانون الثاني 12, 2015
سوسن الابطح

أن تتعرض فرنسا أو أي من الدول الأوروبية لهجمات إرهابية، أمر كانت ترصده الأجهزة الاستخباراتية الغربية وتتوقعه.

المفاجأة جاءت من حجم العمليات في باريس وخارجها، وطول نفسها، وقدرة مرتكبيها على الحركة بسهولة، وعدد الضحايا الكبير الذي أوقعته. اعترف رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بأن «قتل 17 فرنسيا في 3 أيام، وبـ3 هجمات متوالية، هي صدمة لم نتلقها منذ عشرات السنين».

تحولت باريس بذلك إلى عاصمة أوروبا لمحاربة الإرهاب. المسيرة الضخمة التي يشارك بها اليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إلى جانبه ديفيد كاميرون، وأنجيلا ميركل ومسؤولون أوروبيون بارزون، هي أهم وأكبر احتجاج شهده العالم ضد الإرهاب، لكنه لا يعني، في أي حال، براءة الغرب من تهمة التغاضي أو حتى تشجيع المتشددين، حين كان الأمر يخدم مصالحه، إنما قد ينذر بدخول العلاقة مع المسلمين، لا سيما الموجودين في الغرب، منعطفا جديدا.

مساجد في فرنسا تعرضت بعد هجوم «شارلي إيبدو» الدموي إلى انتهاكات بوسائل مختلفة، نبرة الغضب ضد المسلمين وتجريمهم نتيجة ما حصل جاءت أعلى من أي وقت مضى، إدانة من يدافع عن التسامح وعدم المغالاة صارت أسهل ومغلفة بنبل وطني جارح. الأصوات تتعالى لاتخاذ إجراءات قانونية أوروبية مشابهة لتلك التي لجأت إليها أميركا بعد 11 سبتمبر.

«شارلي إيبدو» منعطف، ليس لفتح الأعين على ما يمكن للإرهاب أن يحققه في واحدة من أكثر عواصم الدنيا أمنا وهدوءا، وللتشجيع على تضامن دولي «حقيقي» من أجل تخليص البشرية منه، وإنما مناسبة لسوء الحظ، لكل الراغبين من العنصريين في إعلانها حربا على فئة مغلوبة على أمرها، ليحققوا تطلعاتهم التي كانت تُنتظر.

كل هذا يستدعي وقفة لا تشبه سابقاتها.

ثمة من بات يذكّر بأن الحرب في مواجهة المسلمين لها جذورها المغرقة في القدم. هناك من ينبش في التاريخ ليؤكد أن التراخي سيدخل فرنسا في حرب أهلية لا هوادة فيها بين مجرمين يعتقدون أنهم يعتنقون الإسلام، ومتحضرين دفعوا دماءهم دفاعا عن الحرية والديمقراطية.

في مصادفة غريبة من نوعها، تزامن الهجوم على «شارلي إيبدو» مع صدور كتاب الروائي الفرنسي المثير للجدل ميشال هولبيك، الذي يحمل عنوان «سوميسيون» أو «الخضوع»، الذي أحدث ضجة قبل أن يقرأه العموم. الرواية ترسم صورة لفرنسا بدءا من عام 2022، حيث تنتهي الولاية الثانية (المفترضة) للرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند، وتبدو البلاد ضعيفة، منقسمة على نفسها، غارقة في خلافاتها. وفي هذه اللحظة الحالكة، يصل إلى الحكم محمد بن عباس، زعيم حزب «الأخوية الإسلامية» (وهي شخصية روائية) بالتعاضد مع أحزاب يمينية ويسارية، مطيحا بزعيمة الحزب العنصري المتطرف مارين لوبن.

ليست خطورة الرواية في جانبها التخيلي الذي يدق على وتر حساس في ظرف أمني استثنائي، وإنما في مزجها بين الواقع المعيش لجهة الأسماء والأحداث والمتوقع، ليستقر في عقل القارئ أن الحكم الإسلامي في فرنسا آتٍ لا ريب في ذلك. المدافعون عن كتابات هولبيك التي تتسلق بمهارة شباك الرعب الفرنسي الهائج من الإسلام، يتنامون بوتيرة مطردة.

45 مليون مسلم في أوروبا ليس بالعدد القليل حين ترى إلى أي منحدر تذهب بلدانهم الأصلية. الخمسة ملايين الذين يقطنون فرنسا ثلثهم دون العشرين من العمر، أي أنهم في تلك السن التي يصبح فيها تجنيدهم من قبل المتشددين أسهل وأسلس. ارتفاع نسبة الولادات بين ذوي الأصول العربية إلى ثلاث مرات أكثر من الأوروبيين، يجعل من حديث الزعيمة الفرنسية المتطرفة مارين لوبن، حول غزو الإسلام لفرنسا بمجرد افتراش المصلين الطرقات لأداء صلاة الجمعة، من دون حاجة لدبابات، مقبولا لدى فئة أوسع من مواطنيها.

أي مستقبل ينتظر علاقتنا بأوروبا؟ فرار الهاربين من الضفة الجنوبية للمتوسط بفضل جرائم «داعش» وأخواتها، وزلازل الثورات العربية ذاهب إلى تزايد. الإغلاق المحكم للحدود لم يعد متاحا.

يقول الباحث فتحي بن سلامة صاحب كتاب «القصص المؤسسة للفكر الإسلامي» إن كتاب هولبيك هو بذاته «أحد أعراض العصر»، والمرض المتفشي فيه.

ثمة عاهة متنامية اسمها «التطرف»، الذي يمارسه المتشددون الإسلاميون. الأساس فكري، والنتيجة عنيفة وقاتلة. المخيف أن الجميع يتدحرج إلى الهاوية نفسها، حتى أولئك الذين ظنوا أن الدفاع عن حقوق الإنسان، وقيم الحرية، قد يدفع عنهم غائلة الانحراف.

هناك ما يغلي في فرنسا، ومرشح لأن يمتد، بطرفة عين، إلى دول أوروبية أخرى. التداخل بين نتائج الارتجاجات العربية والجالية المسلمة الكبيرة في الغرب سيخلق المزيد من التوترات التي سيصعب حلها. كيف سيكون السيناريو غدا؟! بالتأكيد أن «شارلي إيبدو» بما لها من رمزيات وتداعيات، سيكون لها ما بعدها، والثمن باهظ ومؤلم للجميع.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45698
Total : 101