Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
تجارة "الحلم الالماني"
الاثنين, تشرين الأول 26, 2015
سوسن الابطح

تملك تركيا المفتاح السحري الأهم٬ لوقف تدفق موجات اللاجئين الهاربين من جحيم المنطقة العربية اللاهب إلى جنة أوروبا الوارفة٬ وعلى الأوروبيين أن يدفعوا الثمن للعثمانيين الجدد٬ ليوقفوا النزف. أنجيلا ميركل٬ التي تتعالى الاحتجاجات الداخلية على مواقفها المتعاطفة مع اللاجئين٬ تقايض وتفاوض٬ من أجل إرضاء تركيا٬ فهي من ناحية تعد بدعم لا محدود٬ من أجل إدخال تركيا إلى الاتحاد الأوروبي٬ وأقله تسهيل تأشيرات السفر والانتقال للأتراك٬ ودفع مبلغ تعويضي مرقوم٬ يسدده الاتحاد الأوروبي. تركيا التي باتت تملي شروطها٬ بعد أن صارت موانئها المنطلق الرئيسي للمهاجرين غير الشرعيين باتجاه اليونان٬ تشترط ثلاثة مليارات دولار للسنة الأولى فقط٬ وهو أمر يجعل دافع الضرائب الأوروبي يتساءل عن مبررات تضحياته الجسام٬ فيما يصل عدد العاطلين عن العمل من الأوروبيين إلى 23 مليوًنا٬ وقد يتزايد بسرعة في السنوات المقبلة. الصفقات من كل نوع٬ وعلى أكثر من مستوى. شبكة من المهربين المنتفعين٬ تمتد من سوريا إلى طرابلس شمال لبنان٬ ومنها إلى تركيا٬ وبعدها صوب اليونان. لا عبور للمهاجرين المعذبين صوب الفردوس الأوروبي من دون الـ40 دقيقة الأكثر خطًرا التي تفصل بين إزمير والجزر اليونانية٬ حيث قضى غالبية الذين اختطفهم الموت. وحين أصبحت التشديدات الأمنية مزعجة في طرابلس لجأ اليائسون السوريون واللبنانيون٬ ومعهم فلسطينيون٬ إلى ميناء الصرفند. وهناك المقتدرون الذين يستقلون الطائرات إلى إسطنبول. تبقى تركيا هي الممر الحالي المحتوم٬ بعد أن خفت نجم المسلك الليبي ­ الإيطالي٬ بسبب كثرة الضحايا. التكاليف على الهاربين باهظة٬ بعضهم يدفعون 3 آلاف دولار للشخص الواحد٬ لرحلة غير مأمونة العواقب. هؤلاء ليسوا كلهم معدمين بالكامل٬ كي يجازفوا بأطفالهم ونسائهم٬ ويركبوهم قوارب انتحارية. هناك من يدفع ويرجع حين يرى الأمواج الهادرة ويسمع أنباء الغرقى. البواعث غالًبا ما تكون تحسين شروط الحياة٬ لا النجاة من جوع قاتل. حلم الخلاص يدغدغ مخيلة الإنسان العربي المحترق في جحيم الحروب والفوضى. عدد جوازات السفر التي يصدرها الأمن العام اللبناني بات هائلاً. صار عليك أن تخوض حرًبا كي تجدد «باسبورك»٬ وسط هجمة غير مسبوقة على المخاتير والدوائر الرسمية. تبدو أوروبا من بعيد براقة٬ وألمانيا بحاجتها لليد العاملة تمارس غوايتها التي لا ترد٬ على الراغبين في غد أفضل. الحال في أوروبا ليس مشرًقا كما يبدو من بعيد٬ الخوف من الهجرة الجارفة يثير هلًعا. عشرة آلاف يدخلون ألمانيا كل يوم٬ عدد يرعب أوروبا كلها. هؤلاء بمقدورهم٬ بعد أشهر٬ التجول في القارة٬ طولاً وعرًضا٬ بمنتهى الحرية. يتوقع أن يصل عدد طلبات اللجوء في ألمانيا هذا العام إلى 800 ألف شخص٬ كل منهم يكلف الدولة 13 ألف يورو سنوًيا٬ لتأمين احتياجاته من سكن وغذاء وتعليم أولاد وطبابة. الستة مليارات التي رصدتها أنجيلا ميركل لهذه السنة لن تفي بالغرض. الألمان لا يريدون دفع ضرائب إضافية من أجل عيون الوافدين الجدد. البعض يطالب بالصبر٬ لأن أزمة عابرة قد تفتح لألمانيا أبواب حركة اقتصادية مستقبلية٬ وتحرك العجلة بقوة. لكن هذا التفاؤل لا يتقاسمه معهم خبراء اقتصاديون يذّكرون بأن أصحاب المهارات من اللاجئين لا يتجاوز عددهم العشرة في المائة٬ وأن المليون وظيفة التي ستحتاجها ألمانيا عام 2020 تتطلب تكنولوجيين وخبراء في الرياضيات والصناعات الدقيقة٬ بينما يصل إلى أوروبا أميون٬ وبينهم بالكاد من يتكلم بعض الكلمات الإنجليزية. التعويل على الجيل الثاني لا ينهي النقاشات الحادة. التجربة مع المهاجرين الأتراك لم تكن مشجعة. غالبية الجيل التركي الغّض في ألمانيا أكثر تشدًدا وراديكالية من آبائه٬ و46 في المائة من أصول تركية يتمنون أن يصبح الإسلام دين ألمانيا الوحيد في المستقبل. ثمة من يرى في المهاجرين العرب الجدد إلى القارة العجوز كابوًسا آتًيا٬ كما صورهم الكاتب الفرنسي ميشال ويلبيك في روايته «استسلام». ومنهم من يتمنى أن يكونوا فرًجا وحلاً لسد النقص في اليد العاملة٬ بعد أن جفت الأرحام عن الإنجاب. في كل الأحوال٬ ليست أوروبا فردوًسا٬ ولا ألمانيا بجمعية خيرية. من يخرج من  دياره هارًبا فإنه لنُيستقبل بأحضان دافئة. ثمة درب من الآلام طويل وشاق أمام اللاجئين الذين يفوزون بنعمة الاستقبال. وأمام الدول الأوروبية التي تستقبلهم صعوبات لا بد أن تتحملها٬ لأنها قررت أن تكون جزًءا من لعبة قذرة٬ دفع ثمنها أهالي البلاد دماء وفلذات أكباد٬ وكلفت آخرين المال والسلاح ولاجئين يحتاجون لإيواء. تركيا أحد اللاعبين الرئيسيين في مسلسل الحروب العربية الدموية٬ التي أكلت الأخضر وما يبس٬ وعلى رأسها الحرب السورية٬ لكنها تحاول ألا تخرج خاسرة أبًدا. المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لا تزال قائمة٬ والمهاجرون يتدفقون٬ وقد تتكاثر الشروط٬ فيما ملايين الراغبين بالنجاة من المستنقع العربي يهانون على بوابات العبور إلى الأرض الأوروبية الموعودة٬ فمنهم من يقضي في البحر٬ ومنهم من يفر عائًًدا٬ وقليل جًدا يفوزون بالحد الأقل من الأدنى للأجور الذي ستدفعه المصانع الألمانية لتكمل دورتها. يكاد الحلم العربي يتلاشى كلًيا لكثرة ما تضاءل. ورغم كل شيء تفاءل!

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45128
Total : 101