بعد مجزرة سبايكر بأقل من شهر وكان الناس والإعلام يتكلم بألم عن أكثر من 1700 ضحية من شبابنا في أشنع مجزرة ارتكبتها العشائر السنية المنحرفة في صلاح الدين بالتعاون مع (داعش ) وعناصر من حزب البعث المقيت , خرج علينا نوري المالكي في حديث متلفز ليشجب قتل ( 56 ) من الجنود في قاعدة سبايكر ويتوعد الجناة بالقصاص ، بعد ذلك ولحد اليوم اصابه ( الخرس ) فلم يأت على ذكر هذه الحادثة بل أوعز إلى قنواته المقيته التي صرف عليها من أموالنا أموال طائلة إلى التخفيف من هول المأساة بل حتى التشكيك فيها في بداية الأمر .
الشعب العراقي يعلم أن جريمة سبايكر ومنذ أن سمع بها المالكي كانت ( كابوسا ) يجثم على صدره وعقله ، لأنه يعلم أنه المسبب الأول والأخير لها ، فهو القائد العام للقوات المسلحة وهو مسؤول عن حياة جنوده ، ولأنه أمر بنقلهم بلا حكمة أو روية من التاجي وقاعدة الناصرية المؤمنة إلى سبايكر المحاطة بذئاب البعث والعشائر الطائفية ، ولأنه يعرف أن الجنود شباب متطوعون جدد ولم يتدربوا على حمل السلاح ومع ذلك رماهم في أتون منطقة ساخنة ، نعم كابوس سبايكر سوف يبقى يقلق المالكي وحاشيته وحزبه لأنه يدرك جيدا أن هذه الجريمة اصبحت حبلا معلق على مشنقة ينتظر رقبته ، وهو يدرك أيضا أن نفوذه الحالي وطبيعة التوافقات السياسية التي ابعدت رقبته عن حبل المشنقة سوف لن يدوم طويلا ، لأن الجرائم التي ترتكب بحق الشعوب لن تموت وأن لدماء الأبرياء عند الله كرامة خاصة لها يومها الخاص من القصاص ...
لكن هناك حقيقة تبدوا بعيدة عن أنظار شعب العراق ، وهذه الحقيقة تدركها جيدا عوائل الضحايا ، وأشار إليها الكثير منهم لكنها اشارات عابرة لم يفهمها إلا البعض وهي في طريقها إلى العلن .. وهذه الحقيقة هي أن غالبية ضحايا سبايكر خضعوا لعملية التبادل المصلحي بين المالكي وحزبه وبين عوائل وعشائر في عدة محافظات ، فهي صفقة بين الطرفين وكان فيها الوسيط ما يسمى بمكاتب الإسناد التي يمتلكها ويمولها نوري المالكي من ألمال العام ، وخلاصة الصفقة أن تقوم العشائر وبعض العوائل بانتخاب المالكي ومرشحيه مقابل قبول أعداد من أولادهم كمتطوعين في الجيش , وفعلا تمت الصفقة بنجاح وانتخبت العشائر والعوائل نوري المالكي ومرشحيه المقربين ، وقد وفى المالكي بعهده بقبول الشباب المرشحين من العشائر والعوائل التي ساندته وتم جمعهم في معسكر التاجي ببغداد ثم تم نقل البعض الأكبر إلى قاعدة الناصرية ، قبل أن يرميهم جميعا في قاعدة سبايكر وحدوث الكارثه ..
وصفقة شباب سبايكر الانتخابية تزامنت مع الكثير من الصفقات الأخرى كتوزيع سندات الأرض التي نشط المالكي بتوزيعها مع بعض نوابه كمحمود الحسن ، والذي يثير الكثير من القرف والحزن والأسى أنه ومع ضياع شباب صفقة التطوع حيث أن العوائل التي انتخبت المالكي فقدت أعز أبنائها ، فقد تبين أن الذين انتخبوا المالكي مقابل سندات قطع أراضي سكنية تبين أن أغلب تلك السندات ( فضائية ) وانها مجرد أوراق تحمل توقيع نوري المالكي .
وأعتقد أن ماحصل أعلاه هو تنبيه للشعب العراقي ودرس بليغ لمن يسرع وراء وعود عباد الدنيا والمناصب .. وأن الطواغيت هم ملة واحدة لادين لهم ولا مباديء ، ولا قيم تحكمهم ، ولطالما يستغلون فقر الناس وحاجتهم في تحقيق مآرب شيطانيه ، لكن بعد كل الذي حصل ، هل يعتبر أهلنا مما كان ، أم يعيدوا الكرة في الانتخابات القادمة ، وهل في وسعهم أن يصلحوا هذه ( الغلطة ) الكبيرة فيطالبوا بالقصاص الجناة وممن كان سببا في نحر أولادهم في سبايكر والضحك على ذقونهم بسندات أرض فضائية ، ويصروا على تقديم الجناة والمسببن إلى القضاء ؟؟؟!!!