Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 4-5
الخميس, شباط 12, 2015
وليد المسعودي

لم يتبقى لدينا من منهج التاريخ الدراسي سوى الثورات العربية وقضية فلسطين حيث سنركز اهتمامنا على أحداث وثورات وانتفاضات العراق فحسب ، وذلك لان جميع الثورات العربية يؤخذ بجوانبها الوطنية والدينية كعوامل أساسية لحدوثها ما عدا الثورات في العراق ، حيث إهمال الجانب الوطني ولا يذكر إلا بشكل هامشي وغير محوري فضلا عدم الحياد في وصف الحدث أو المبالغة في تقييمه ، وخصوصا مع ثورة العشرين وثورة الضباط القوميين في مايس 1941 ومع انتفاضة عام 1948 هنالك أيضا إهمال للكثير من الحقائق والأحداث . 

ثورة العشرين 


فعند ثورة العشرين سوف نتوقف على معطيات الثورة وعواملها المذكورة في المنهج الدراسي ، والتي تقدم التفسير العربي القومي على بقية العوامل الوطنية والدينية والاجتماعية ، حيث نستطيع أن ندرج أهم الأسباب والعوامل لقيام ثورة العشرين كما يتصورها المنهج الدراسي كالتالي : 
1- طعن بريطانيا للآمال القومية في الوحدة العربية " سببا رئيسيا من أسباب الثورة " 
2- تدهور الأحوال الاقتصادية لمجموع أبناء الشعب
3- بروز جماعة أثرت على حساب فقر الشعب وجوعه 
4- سوء النظام الإداري
5- الاستخفاف بمشاعر العراقيين واعتقال بعض قادة الحركة الوطنية 
6- تأثير الجمعيات والأحزاب السرية كجمعية حرس الاستقلال وفرعي حزب العهد في بغداد والموصل . (32)
هذه أهم الأسباب التي قادت إلى قيام ثورة العشرين فضلا عن وجود عوامل أخرى متمثلة بالانتداب البريطاني على العراق وتأثيرات ثورة 1919 في مصر ، فضلا عن تأثيرات الثورة العربية عام 1916 بقيادة الشريف حسين وتشكيل الدولة العربية في سوريا عام 1920 . (33) 
وهنا يجب مناقشة هذه الأسباب والعوامل قبل قيامنا بالكشف عن ممارسات المنهج الدراسي في إخفاء بعض الحقائق وإضافة ما هو أسطوري وخرافي إليها ، فضلا عن القدرة على تفريغ الحدث من صورته الوطنية ونسيان رموزه الفاعلة في تأثيرها على الجماهير وبناء الخلايا الوطنية الأولى في تاريخ العراق الحديث . 
لم تكن فكرة " القومية العربية " ذات اثر واضح في بنية المجتمع العراقي ، إذ كان المجتمع بالرغم من انقسامه إلى مدينة وريف تتداخل في تكويناته العوامل البدوية والدينية ، وبالتالي بطلان التأثيرات القومية في كونها العامل الرئيسي في قيام الثورة ، أما فيما يخص تدهور الأحوال الاقتصادية لمجموع أبناء الشعب وبروز جماعة على حساب أخرى ، فذلك دقيق للغاية ولكن ما هو غائب في الصورة متمثل في نشوء الإقطاع من خلال تركز الاختيار العشوائي لشيوخ العشائر وتنصيبهم ودعمهم بالمال والسلاح من اجل ضمان الأمن والنظام في مناطقهم ، وهذه السياسة " أفادت الانكليز من ناحية وأضرت بهم من ناحية أخرى " (34) وذلك بسبب كثرة الشيوخ الذين تم إقصائهم ، والذين شكلوا واجهة مساندة للنقمة والثورة على الانكليز فيما بعد ، أما عن سوء النظام الإداري فذلك مرتبط بطبيعة المعاملة البريطانية القاسية جدا للعراقيين ، وعدم فهمهم لطبيعة المجتمع العراقي فضلا عن هيمنة فكرة " الرجل الأبيض " الذي يسعى إلى فرض الحضارة بمختلف الأساليب وان خرجت عن سياقات وعادات وتقاليد المجتمع حيث يعتقد البعض منهم " إن العراقيون متوحشون وهم بحاجة إلى أن يحكمهم البريطانيون مائة سنة من اجل أن يتعلموا كيف يحكمون أنفسهم " (35) أما عن الاستخفاف بالمشاعر العراقية واعتقال بعض قادة الحركة الوطنية ، فالمنهج لا يتحدث عن ماهية هؤلاء وطبيعة تكوينهم ألاثني والثقافي ، فضلا عن تأثيراتهم الاجتماعية التي مارسوها على ارض الواقع ، وممن يستمدون الدعم والمساندة المادية والمعنوية ، كل ذلك غائب عن الحضور ، فثورة العشرين لم تحدث نتيجة للأسباب والعوامل التي سوف نذكرها لاحقا والتي تتجاوز ما هو مطروح في المنهج الدراسي ، لولا وجود الدعم المادي والمعنوي من قبل رجال الدين من مثل الشيخ مرزا محمد تقي الشيرازي وابنه محمد رضا والشيخ فتح الله الأصفهاني وكذلك مجموعة عريضة من شيوخ العشائر والموجهين المعنويين لجماهير الثورة من مثل السيد نور الياسري وعلوان الياسري وعبد الواحد الحاج سكر والقائمة تطول ، حيث نستطيع أن نبرز بشكل مختصر أهم العوامل والأسباب التي ساعدت على قيام ثورة العشرين في العراق كالتالي : 
1- العوامل الاقتصادية ، والتي تتمثل في التضخم النقدي الذي حدث في البلاد جراء قيام البريطانيين في صرف الأموال المتزايدة في شراء المعدات والمواد الغذائية وبناء الثكنات وتعبيد الطرق ومد سكك الحديد ، وكل ذلك أدى صعود طبقات اقتصادية جديدة على حساب أخرى الأمر وبالتالي حدوث زيادة في أسعار الحبوب كان من الممكن أن تحدث مجاعة في بغداد ، فضلا عن التذمر بين الناس ، وكذلك حدوث الزيادة المتواصلة في دفع الضرائب من قبل شيوخ العشائر الأمر الذي ولد نقمة متنامية على الاحتلال وعهده (36) 
2- العوامل السياسية ، والتي تتمثل في : أ - السياسة العشائرية المتبعة من قبل البريطانيين في تثبيت كل شيخ عشيرة في منطقة معينة من مناطق العراق وإمداده بالمال والنفوذ من اجل بسط سيطرته وضمان الأمن ، وهذه السياسة خلقت الكثير من الأعداء من شيوخ العشائر المبعدين ، انعكست آثارها في ثورة العشرين . ب - مسالة التطبيق البريطاني للعدالة ضمن شكلها الحديث القائم على المساواة بين الأفراد دون اعتبار لفقير وغني وبعيدا عن المحسوبية ، وهذه السياسة لم يتعود عليها شيوخ العشائر لأنها تقوض سلطتهم على المجتمع الأمر الذي خلق لديهم استياء متواصل من الحكم البريطاني ج - الإدارة السيئة في معاملة العراقيين ومحاولة التحديث بشكل إجباري وبمختلف الطرق دون الأخذ بنظر الاعتبار العوامل الثقافية والاجتماعية السائدة لدى المجتمع العراقي . (37) 
3- العوامل الثقافية ، والتي تتمثل في : 
أ- دور الموجهين الثقافيين في تعبئة الناس ضد الانكليز والاحتلال البريطاني وهنا ينقسم الموجهين إلى طبقتان هما الأفندية والملائية ، فالأولى مكونة من بقايا النظام العثماني من الموظفين والضباط المتعلمين ، الذين فقدوا مناصبهم وأصبحوا يبثون الدعاية ضد البريطانيين في المقاهي والأماكن العامة والثانية مكونة من الملائية من رجال الدين من الشيعة والسنة ، حيث تعتمد الملائية الشيعية على نفقات الجماهير والثانية على نفقات الدولة ، والملائية أكثر تأثيرا على الناس لأنهم اقرب إلى مشاعرهم وعاداتهم ، حيث استطاع الانكليز استمالة الطبقة الأولى " الأفندية " بعد انتهاء الثورة ونجحوا في ذلك ضمن حدود النسبي ولكنهم لم ينجحوا مع الطبقة الثانية وخصوصا مع الملائية الشيعية . (38) 
ب – دور الإعلام الخارجي المتمثل في الدعاية القادمة من خارج العراق من سوريا وتركيا وإيران وروسيا حيث الدعاية البلشفية ، فمن سوريا هنالك ما موجود من حكومة عربية مشكلة حديثة وتعاني من التهديد والزوال بسبب التأثيرات الأجنبية وبسبب وجود الكثير من الضباط العراقيين الطامحين إلى تحقيق المناصب في العراق بدأت تأتي الدعاية من سوريا ضد الاحتلال البريطاني ، تلك التي تنشر أخبار العرب وانتصاراتهم ، فضلا عن إثارة الحماس من خلال الصحف الصادرة والمهربة إلى العراق ، والمفارقة الكبيرة إن هذه الدعاية مدعومة بواسطة الأموال الانكليزية التي تأتي من الضباط أو الموظفين الانكليز المستخدمين في سوريا ، حيث يقول أمين الريحاني " إن الحكومة السورية التي كانت تستمد قوتها المالية من لندن أمدت الوطنيين العراقيين بالمال " (39) ومن تركيا أيضا تأتي الدعاية المضادة للبريطانيين ، وخصوصا بعد تجارب السنوات الأولى التي عاشها العراقيون تحت الاحتلال البريطاني ، والدعاية تتمثل في عودة الأتراك إلى حكم العراق من جديد ، والطريف بالأمر إن أعداء الأمس أصبحوا أصدقاء في مواجهة الانكليز بعد التحالف بين " دعاة الأتراك ودعاة الاستقلال والعروبة وإعادة مجد الأجداد " (40) ومن إيران أيضا تأتي الدعاية المضادة للاحتلال البريطاني متمثلة بالفتاوى التي يصدرها المجتهدون هناك ، تحت تأثيرات الألمان وما يمارسونه من دعم متواصل ماديا ومعنويا لترويج دعوة الجهاد في العراق ، حيث حل البلاشفة بعد الألمان في " تنمية العداء ضد بريطانيا من خلال إلغاء الامتيازات القيصرية " بالنسبة لإيران ، فضلا عن تكريس الدعاية المناوئة للانكليز متمثلا في جهودهم في محاربة الاستعمار ماديا ومعنويا من خلال وجود المنشورات الداعية إلى محاربة الانكليز ، وصولا إلى عد البلاشفة أصدقاء الإسلام ضمن فتوى أصدرها المجتهد الكبير محمد تقي الشيرازي ، وكل ذلك انعكست آثاره الاجتماعية والثقافية على المجتمع العراقي (41)
4- العوامل الاجتماعية ، من أهم هذه العوامل الاجتماعية المؤثرة في حدوث ثورة العشرين كالتالي أ- التراث البدوي وما يحمل من عادات وتقاليد اجتماعية راسخة الجذور وخصوصا لدى العشائر العراقية ، كالغزو والنهب والثأر والعصبية والافتخار بالنسب وما يقابلها من قيم أخرى مرتبطة بالشهامة والغيرة والشجاعة .. الخ ، حيث لعبت هذه القيم دورها في أحداث ثورة العشرين (42). ب - ظهور الحركة الوطنية في العراق كان عاملا من عوامل الثورة ضد الانكليز ، حيث تأثيرات دعاة الاستقلال متمثلة في طورها الأولي " بالأفندية من جهة ، وبالشيرازي وحاشيته ولاسيما ابنه المرزا محمد رضا " من جهة ثانية (43) ، وصولا إلى تشكلها ضمن حزب سياسي منظم بشكل سري يدعى " حرس الاستقلال " وبالمقابل كان هنالك حزب آخر سري أيضا مرتبط بحزب العهد في سوريا اقرب إلى بريطانيا من تركيا ، والذي يؤيد المساعدات الفنية والاقتصادية من بريطانيا للحصول على الاستقلال . 
5- العوامل الدينية ، حيث حضور تأثيرها الاجتماعي في تحريض الناس على المشاركة في ثورة العشرين ، وخصوصا بعد أن صدرت الفتاوى الواجبة على القتال والدفاع عن النفس من قبل المراجع من رجال الدين وخصوصا فتوى المرجع والمجتهد محمد تقي الشيرازي ، وبذلك امتزج الدين مع القيم الاجتماعية التقليدية المتعلقة بالسمعة والجاه والنسب من جهة وحب الذات والتطلع إلى المستقبل ، خصوصا وإننا نعلم إن المتقاعس عن الثورة سوف يلاقي المزيد من الاتهامات التي لا تخرجه من سياقات الدين فحسب بل من سياقات المجتمع ككل ، تلك المتعلقة بالمكانة والمنزلة الاجتماعية (44) . 

المصادر :- 
32- التاريخ الحديث والمعاصر للوطن العربي / السادس الأدبي / ص 144 
33- المصدر نفسه ص 143-144 
34- الوردي ، علي / لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث / الجزء الخامس / ص 24 
35- المصدر ، نفسه ص 27 
36- المصدر ، نفسه ، ص 21 ، ص 23 
37- المصدر ، نفسه ص 26 ، ص 27
38- المصدر ، نفسه ص 34 ، ص 35 ، ص 36 
39- المصدر ، نفسه ص 47 ، ص 48 ، ص 49 . يتحدث الدكتور علي الوردي عن وجود تناقضات واختلافات بين الانكليز أنفسهم حول طريقة تعاملهم مع العراق ، حيث وجد العرب أنفسهم الدعم والتمويل ضد الأتراك والانكليز على حد سواء ، بواسطة الأموال الانكليزية ، فكيف نفسر ذلك ، هل هنالك تخطيط مسبق لمجيء فيصل إلى العراق ومحاولة جذب الرأي العام العراقي إليه من خلال هذا الدعم المادي والمعنوي في العراق . 
40- المصدر ، نفسه ص 49 
41- المصدر ، نفسه ص 51
42- إن تأثير البداوة وقيمها في أحداث ثورة العشرين تجلى في الشجاعة الفائقة التي ظهرت لدى العشائر العراقية والتي قاتلت تحت مجموعة مسميات وعناوين الافتخار بالنسب واسترداد الأصل والسمعة لدى البعض منها ، حيث يذكر الدكتور علي الوردي إن عشيرة " طفيل " أبدت شجاعة فائقة ومستميتة في مقاتلة الانكليز بسبب كونها كانت ذات سمعة حربية واطئة عندما غزتها إحدى العشائر الأخرى فأرادت استرداد سمعتها في مواجهة الانكليز ، وبالفعل حققت المزيد من التقدم والانتصار في مدينة الحلة وبدأت ترفع أعلامها على سطوح المنازل وبقيت هذه العشيرة تقاتل وحدها حتى بعد انسحاب العشائر الأخرى من القتال . المصدر نفسه ، ص 270 . 
43- كان من أهم العوامل الممهدة لثورة العشرين متمثلة في اعتقال ونفي المرزا محمد رضا الشيرازي يضاف إليها أحداث وقعت في دير الزور وأحداث رمضان في بغداد وواقعة تلعفر . المصدر نفسه ص 130 
44- المصدر ، نفسه ص 345



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.3593
Total : 101