بعد ان كان من قوم واتباع موسى عليه السلام ، اصبح (قارون )متجبرا قاسيا متكبرا على رعيته وأتباعه والناس اجمعين ، حينما استلم زمام امور الناس وصار سلطانا عليهم ، وكعادة الناس في كل زمان تكره المتجبر وتحنق عليه ، لكنها تخضع لحكمه خوفا وارتيابا ....
يحدثنا التاريخ عن الكثير من المتجبرين والمتسلطين مثل (قارون )، وكيف حدثت مؤشرات معينه اكدت سقوطهم في وقت معلوم ، وسقوط دولتهم ، دولة الظلم والفساد ، وما اكثر الشامتون حينها ، ونسأل هنا لماذا لا يتعظ الحكام ممن سبقهم ؟ (فما اكثر العبر وما أقل الاعتبار) كما يقول الامام علي عليه السلام ..
فهل ان طبيعة المجتمع العراقي تجعله يشعر بالظلم والجور دائما ؟ ولابد من ديكتاتور وقارون في كل زمان ، وهل هناك مؤشرات على ذلك ؟ فقد يقول احدهم وما اكثرهم ان حكومتنا حكومة ظلم وفساد وفقر مدقع ، يقابلها مسئول (متخم) ، ونقول قد يكون هناك شك او كلام مبالغ فيه ، يرد علينا سياسي اخر دليلي المظاهرات المستمرة في المنطقة الغربية وحقدها الشديد ، والأزمات المتتالية مع التيار الصدري والعراقية والتحالف الكردستاني ، ومحاولات سحب الثقة ومشاكل الموازنة العامة وأزمة الهاشمي وحماية العيساوي وما تلاها ..
بشكل عام كل الاطراف السياسية ، تنظر بازدراء شديد للحكومة الحالية ، فحتى المجلس الاعلى الاسلامي ضاق ذرعا من تخبطات الاخوة الصغار في الامس ، وأصحاب السلطة الاقصائية هذا اليوم ، كما يعبر عنها اغلب الشركاء السياسيين ، فهل ان انتخابات مجالس المحافظات ستكون مؤشرا على سقوط دولة القارون ؟ ام ان حلقات الطغيان لم تستكمل بعد .....
مقالات اخرى للكاتب