فرح عراقيو المريخ فرحاً غامراً وهم يتابعون منجزات التَّطور والتَّقدم في بلد أسلافهم العراق.. فالحياة عادت أفضل من السَّابق بعشرات المرات! والتَّعليم الجامعي أصبح أكثر كفاءة وقوة.. واستعادت الجامعات العراقية مكانتها المتقدمة بين المؤسسات التَّعليميَّة العالميَّة.. وقضت المدارس الابتدائية والثانوية على المدارس الأهلية والتَّدريس الخصوصي..
ناهيك عن القضاء على المافيات.. جرائم القتل المنظم.. الاختطاف.. وأصبح الكشف عن فاعلي الجرائم أمراً مفروغاً منه وبسرعة قصوى.. ولم يعدّ هناك لجان تحقيقيَّة ولا مماطلة ولا تسويف!!
لذلك أرسل عراقيو المريخ رسالة تهنئة للعراقيين (أسلافهم) لمناسبة الإنجازات التي حققت:
“تهانينا الحارة لكلِّ ما حققتموه من إنجازات.. لقد بات الوطن بفضلكم شيئاً جديداً.. بلداً متطوراً يضاهي البلدان المتقدمة.. لقد سحبتم البساط من تحت أقدام الدُّول الغربية وأمريكا.. لم تعدّ تسمَّى بلدان متطورة قياساً لكم.. لقد أخرجتم العراق من رف البلدان المتراجعة في كلِّ مستوياتها.. لقد صار العراق جنة الله في الأرض.. أبناؤه متمسكون بأرضه.. لا يفكرون بالهجرة ولا يهاجرون بل كرهوا حتى السياحة للدول الأخرى!!
كان حلمنا أن نرى شوارعنا نظيفة والآن أصبحت تجارب بلدكم تدرس في الجامعات والمعاهد المتخصصة في المحافظة على البيئة.. وكنتم قدوة في الوعي البيئي للبلدان الأخرى!
كان حلمنا أن يكون العراقي مقبولاً في الدول.. والآن أصبح العراق كعبة المهاجرين والسِّياح!!
كان حلمنا أن نرى بنايات عالية، ليس بارتفاع ناطحات السحاب حتى لو أقل قليلاً ولكن باخلاصكم غدت ناطحات السحاب ذرات رمل في حضرة عمرانكم!!
كان حلمنا أن ننعم بالأمن والأمان.. وأصبح الآن الأمن والأمان في العراق مثلا يضرب به .. فلم تعد هناك سجون للمجرمين! وأقفلت هيئات الإصلاح أبوابها.. وأمسينا نستغرب عند سماعنا انفجار في دولة ما.. ونتأسف على حالها!!
كنا نحلم أن لا نرى طفلاً يتسول في الشَّارع.. والآن مدارسكم تعلم الأطفال أوَّل درس لهم: حبّ الوطن والمحافظة على وجهه الحضاري.. فحقّ التعليم أصبح حقا مكفولاً لجميع الأطفال وعليهم ارتياد المدارس ومنع عملهم بشكل إلزامي..
لم نعدّ نرى نساء متسولات..
لم نعدّ نسمع بمقايضة الأرامل على شرفهن مقابل انجاز معاملاتهن..
لم نعدّ نسمع بملفات فساد إدارية أو مالية.. وكادت تختفي كلمات من قاموس العراقيين ومن صحفهم.. كالفساد.. الإجرام.. ملفات مثيرة للجدل.. قضايا أخلاقية..
وأيَّد عراقيو المريخ أسلافهم ومشجعين لهم قائلين:
“ونشد على أيديكم بقوة في منع المهاجرين من الدخول لبلدكم.. ولم تمنحوا الأجانب والأغراب حق الهجرة.. فهذه الانجازات أولى بها ابن البلد.. وهو أحرص عليها.. المهاجر قد يدفعه حقده على تدمير انجازاتكم.. وتحقير معتقداتكم. وتسفيه أرائكم باسم الحرية والديمقراطية التي تؤمنون بها وتزخز بها بلادكم..
فنحن نخشى أن يرفع المهاجرون من الأمريكيين والأوربيين وغيرهم شعارات مناوئة لكم مستوحاة من عقيدتهم المتخلفة. وربما يدعونكم بهيأتهم الرثة وشعورهم ولحاياهم المتعفنة للعودة للقرون الوسطى.. وفي حالة مخالفتكم لهم ربما سيشكلون مصدر تهديد لكم.. ويبدأون بتنظيم تجمعات ومنظمات تهدف إلى تخريب إنجازاتكم وبلدكم!!
أمنعوا المهاجرين من القدوم لبلادكم.. ولا تهتموا لما يروجه البعض ضدّكم من أنَّكم عنصريون.. دعاة التمييز العنصري!!
فلكم الحق في أن تكونوا عنصريين وتحافظوا على بلدكم المتطور والمتقدم من هجمات المهاجرين الذي عاث الخراب والفساد والإرهاب في بلادهم.. ونعتقد جازمين أنَّهم مصابون حتماً بفايروس الإرهاب والفساد!!”
كونوا عنصريين من أجل بلدكم”!!
وختم عراقيو المريخ رسالتهم ناصحين:
” والفضل فيما وصلتم إليه .. كلّ الفضل في انتخابكم لهذه الوجوه الخيرة!!.. لذا ندعوكم مخلصين لانتخابهم ثانية ولاسيما أن انتخاباتكم تجري في أجواء تسودها النزاهة والشفافية.. وكلّ “بوساتنا” لإنجازاتكم الخرافية”!!
مقالات اخرى للكاتب