تعددت الازمات التي واجهت العراق خلال الاربعين سنة الماضية بفعل تغيرات واحداث محلية واقليمية ودولية وفي الوقت اصبح فيه الارهاب سمة وحديث الطائرات والصواريخ قانوناً متحكما بمصير العراقيين اصبحت المرأة العراقية اسيرة لهذا الوضع وغير قادرة على امتلاك الية فاعلة تقيها شرور العواصف والعمل والصورة جمعية الإزالة الاشواك المغروزة على ارضية العراق السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، والثقافية مما ادى في نهاية المطاف لان تصبح الاحداث الاخيرة والارهاب متحكمة بزمام الامور ولكن المرأة العراقية ككل من المجتمع العراقي الصابر الممتلك لمقومات كثيرة تؤهله لان يخوض أي معترك الامتلاك حقوقه واثبات شخصيه وفقا للحالة التي تكون فيها المتغيرات وفي الوقت الذي عانت فيه المرأة ضغوطاً ذاتية واخرى عامة فضلا عن ازدواجية القيم التي سادت المجتمع ونظرياتها الدخيلة ( المستوردة من الغرب ) ، جعلت من مساهمتها في الحياة الخاصة والعامة تشكل حالة فردية مما افقد البعض من النساء الشعور بالامان وشعرت بالحاجة الى الحماية ولكنها في الوقت ذاته شهدت المصائب من اجل تحقيق ذاتها والتمتع بحقوقها على كل الصعد وهكذا نستطيع القول ان المرأة العراقية ورغم كل الصعوبات الا انها تصبر وتجاهد سواء كان في بيتها مع الرجل والاولاد وفي مجال عملها في الدائرة او المصنع او الحقل في المؤسسات السياسية ( البرلمان ، الاحزاب ، التيارات السياسية ، والجمعيات ، والمنظمات الانسانية العاملة من اجل حقوق المرأة والامومة والطفولة ) ، اما على صعيد الاعلام فلا حاجة ان نذكر صورة المرأة العربية في الاعلام لان ما يخصنا اليوم هو الاعلامية العراقية وبخاصة الصحفية وما حققته من انجاز استطاعت الاعلامية العراقية ان تلج كل الحقول والتحقيقات بلا استثناء ، حيث انها تعمل مراسلة ومخرجة ومصممة وكاتبة ومصورة وأدبية وصحفية بكل انواع الفنون الصحفية في الكتابة مثل كتابة التقارير بكل انواعها ومتابعة الاخبار وتحريرها وكتابة التحقيقات الصحفية وحتى انها ولجت مجال متابعة النشاطات الرياضية والتعليق عليها ،
كل هذه المقدمة لكي تتحدث وتركز على الصحفيات الشهيدات اللاتي قدمن ارواحهن رخيصة من اجل الوطن ومن اجل اعلاء الكلمة الحرة الشريفة ونقل الخبر بصدق من موقع الحدث الساخن بلا رتوش او انحياز لجهة ما ومن هؤلاء الشهيدات نذكر ( لمى رياض) من محافظة ديالى ( ولقاء عبد الرزاق ) من قناة الشرقية ( ميسون عبد العظيم ) و ( هند اسماعيل) من جريدة السفير في الموصل والمذيعة ( خمائل محسن) وعلى رأسهن الشهيدة البطلة ( اطوار بهجت) التي اجهضت اصابع الارهاب امالها واسكتت حسها الانساني الرفيع فقد كانت يتيمة توفي والدها وهي في عمر ( 16) عاماً وكان مديراً لأحدى المدارس في سامراء فنهضت إطوار وتحدت الصعاب واخذت تدرس وتعمل معاً من اجل توفير اللقمة الشريفة لوالدتها واختها الوحيدة ايثار وقد انتقلت اطوار من سامراء الى بغداد من اجل العمل وظلت تتواصل في منطقة العامرية بالحياة الاجتماعية والثقافية الا ان الارهاب اجبرها على الانتقال الى منطقة اخرى ، هربت اطوار من الاضطرابات الامنية من العامرية الى منطقة الحارثية لتوفير الامان لعائلتها الصغيرة ولكنها لم تخش شيئا فيما يتعلق بحياتها ، فقد كانت تتحمس للذهاب الى اكثر الاماكن خطورة رغم عملها بجسامة التهديدات والتحديات الجدية المحيطة بحياتها قبل ذهابها على الموت بأيام زارت اطوار نقابة الصحفيين العراقيين لمتابعة هويتها الصحفية وكانت تزعم الذهاب الى النجف الاشرف من اجل متابعة احد المواضيع الصحفية وعندما طلب منها ترك المعاملة وان اتابعها لها رفضت بأدب جم وقبلتني وقالت ( انت استاذتي ولا يمكنني ان اتعبك يا ام علي ) وعندما الحت عليها قبلتني مرة اخرى واخذت الاوراق بيدها لاكمال معاملتها احتراماً منها لعمري وتاريخي الصحفي ، لم اكن ادري اذهبت للنجف ام لا ولكني علمت فيما بعد انها ذهبت الى سامراء لمواصلة عملها ومتابعة الحدث الجلل حيث قام التكفيريون بضرب مرقد الامامين العسكريين ( ع) ، بعدها علمنا ان ( اطوار بهجت) قد اختطفها الارهابيون مع زميلين اخرين هما (المصور عدنان عبد الله ) ومهندس الصوت (خالد محسن) حيث كان الثلاثة ينقلون الاخبار اولا بأول ولكن وأسفاه قتلت اطوار بهجت ورفيقيها انخرطنا جميعاً بالبكاء وانهار البعض لقد رفرفت روحها الطاهرة في عليين مع الملائكة ، تلك الفتاة الودود الوديعة التي نالت الشهادة مثلما نالت احترام الجميع وحبهم في حياتها ستكون شهادة اطوار بهجت ذكرى لا تنسى .
وأناشد الحكومة والبرلمان والجهات ذات العلاقة وبالاخص وزارة الدولة لشؤون المجتمع المدني والاحزاب والتيارات السياسية او المنظمات الانسانية العاملة من اجل حقوق الانسان سواءاً كان رجلا او امراة او طفلا اما على صعيد الاعلام فلا حاجة ان تذكر صورة المراة العربية في الاعلام لان ما يخصنا اليوم هو الاعلامية العراقية وخاصة الصحفية وما حققته من انجاز حيث استطاعت الاعلامية العراقية ان تلج كل الحقول والتخصصات بلا استثناء كل هذه المقدمة لكي نتحدث ونركز على انبثاق منظمة اطوار الثقافية والخيرية لحقوق الانسان والتي حملت اسم المرأة العراقية الصحفية المثقفة هذا حقها في الحياة الكريمة وكنت الشهيدة الاعلامية الابرز بعد ان اجهضت اصابع الارهاب آمالها واسكتت حسها الانساني الرفيع
مقالات اخرى للكاتب