Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
إغتيال وطن
الأحد, نيسان 12, 2015
حسام كصاي

 

  تَمُر علينا الذكرى الثانية عشرة على الهجمة البربرية التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية لشن عمليات غزو لبغداد الحضارة والتاريخ؛ وما خلفته تلك الحرب من مأسٍ وأوجْاع ودمار وخراب أستهدف المُثل العليا للبلاد وهز كيان الثوابت الوطنية وزعزع مفهوم الهوية والإنتماء، وعرقل مسيرة التحول الديمقراطي والإطاحة بالمشاريع التنموية؛ فأوصل النسيج الاجتماعي إلى التفكك والتمزق، والمواطنة للحضيض، وفتح شهية الحرب الأهلية والتنصيص إليها دستورياً، من خلال المحاصصة الطائفية عن طريق “الديمقراطية التوافقية”؛ التي جاءت من أجل “زرقة” عيون الجندي الأمريكي؛ والتي لا تعني إلا تجميل وجه الإستبداد والطغيان بمُلمْع وقتي ومكياج مُبهرج ومزيف، من أجل تفويت الفرصة على تصحيح مسار الوطن والدفع بإتجاه منيته المُستلبة، والتي حْولت الوطن إلى عنوان كبير لا يتجـــــــــــاوز مفاهيم الـمأتم والمناحة والفاجعة والمصاب والتشييع والتأبين، لم يعد للسلم الأهلي أية حضور يُذكر، ولا للــشرف إلا دور الكـــــومبارس.

 

   حربٍ لم تستثن أحدا إلا السياسيين، ولم تُغن إلا البرلمانيين، ولم تُشبع إلا المسؤولين، تحول فيها الوطن إلى حلبة للمصارعة كُل يحاول فتل ذراعه على حساب إبن جلدته، حتى أوهمهم المُحتل إنْهم فرقاء في الوطن وأعداء فعليون وليس شركاء يتقاسمون رغيف الحزن في بيت الوطن، فوجب قتال بعضهم والغدر بالوطن وطعنهُ في الخاصرة اليُمنى!!

 

     مشهد مُبتسر أصبح فيه تعريف مفهوم الوطن لا يخرج عن دائرة الحنين إليه، أو البحث عن منفى أمنٍ يُشعرنا بإنه هو البديل الوافي والشافي لأوجاعنا الحُبلى في رحم الوطن، والمواطنة لا تعدو أنْ تكون سوى تفضيل الطائفة على الوطن, وكل من لم ينتم لهذه الطائفة أو تلك هو مُرتد مُلحد وكافر، وخارج من الملة؛ ومن هنا تم صناعة الإرهاب بأيد عاملة محلية وأدوات أجنبية، فصار فيه الشعب قاتل بالنيابة عن المحتل والوطن هو المقتول والضحية والمجرم الذي لا بد أن ينال عقابه من أبنائه البررة !!

 

  فأكبر كذبة هو جلاء الإحتلال عن العراق بعد العام 2011، فالإحتلال لم يعد يعمل بالأدوات التقليدية للغزو؛ بل صار يمارس مخططه بكل وقاحة دون إستنزاف قدراته أو التضحية بموارده؛ صار يقتلنا بأسلحتنا الشخصية؛ بعقولنا المُحجبة، وبأيدنا المنزوعة من دسم النقاء!

 

   بعد أكثر من إثنى عشر عاماً وها نحن اليوم نغتال الوطن ونوئد جُثة المواطنة، كوئدنا للبنات في زمن الجاهلية، ونُسرح الضمير من سلوكنا، ونُحيّل الشرف إلى التقاعد نُمارس أبشع صورة القتل والذبح والتمثيل بجُثة أبناء جِلدتنا يوهمنا البعض بإن قتل الإنسان واجب ديني مقدس، ومهمة وطنية يتوقف عليها الولاء للوطن أو خيانته!!

 

  بل صار إغتيال الوطن مذ أكثر من إثني عشر عاماً مهنة شعب؛ .. ووظيفة طوائف متحالفة ضد القيم النبيلة أوكل لها الإحتلال مهمة إدارة عمليات الغزو بالأنابة؛ والتحْدث بأسمه، وإستباحة الأعراض وإنتهاك الحرمات بالوكالة عن الأجنبي المحتل، حتى صار المواطن العراقي ساحة تدريب وفروات رأسه ميدان رّمي يُجرب فيه أبناء الطوائف المتشددة صلاحية أسلحتها؛ وإدامتها تحسباً لطارئ يُزعج أمن السفارة الأمريكية أو يُهدد مصالح الغرب الأور _ أمريكي ومن تحالف معهم على توزيع كعكة الوطن بسكين المؤامرة وضيوف الشرف!!

 

   فبمزيد من الحُزن والأسى نعزي الأمة العربية والإسلامية والعالم اجمع على إغتيال الوطن بسكين شعبه وأسيّاف عمومته وخناجر أبنائه الذين حالفهم الحظ وجمعتهم النزعة الميكافيللية لتقديم ولائهم للطائفة والمذهب على حساب الولاء للوطن والهوية العـــــليا والمـــــواطنة والقيم السامية للإجماع السياسي الوطني.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4589
Total : 101