لقد ابتلى شعبنا العراقي بعد عام 2003 بظهور حركات واحزاب عديد منها الدينية والعلمانية بمختلف الوانها واشكالها واغلبها يريد ان تكون له قاعدة شعبية في قيادة البلاد علما ان اغلب قادة تلك الاحزاب كانوا يعيشون في بلاد الغربة يعتاشون على مساعداتها هم وعوائلهم بعد ان تجنسوا بجنسيات دول اقاماتهم فمنهم من حصل على الجنسية الامريكية والبريطانية والكنديةوغيرها ولم يذوقوا مرارة الحروب والحصار والماسي التي جرت على شعبنا العراقي الاصيل الذي لم يعرف في حياته سوى الهم والجور والعوز .بعد سقوط النظـــام عام 2003 على يد القوات الامريكية وحلفائها هرولت تلك الشخصيات الى بلاد الرافدين والتي كانت تسمي نفسها بالمعارضة واكثرها لم تطلق رصاصة واحدة ضد النظام السابق ولم تذق طعم طحين الخبز الاسود الذي كان يعتاش عليه شعبنا يوميا ايام الحصار الاقتصادي وكان يتحسر حتى على البيض والدجاج التي كان اغلب الشعب العراقي قد نسى طعمها اما السادة الذين جاءونا من الخارج فقد كانوا ملوا منها . لقد وصل اغلب السياسيين الذين كانوا في الخارج الى البلاد من اجل المتاجرة بالسياسة والدين في ان واحد لخداع الشعب بشعارات وهمية مختلفة فاخذ الكثير منهم يتاجرون بالدين ويتسترون به وهم لايفقهون منه شيئا من اجل كسبهم ثقة الشعب وضمان وصولهم الى كراسي السلطة بمختلف اشكالها من اجل الاثراء غير الشرعي عن طريق المكاسب والامتيازات التي يحصلون عليها وبالفعل مع شديد الاسف حصل الذي حصل فاصبح الفساد عرفا وقانونا سائدا في جميع مفاصل الدولة واصبحت حاضنة لكل الفاسدين وذلك لعدم وجود قانون او احد يردعهم فاصبحت كل فرص النهب والسرقه متاحة امام الفاسدين طالما اصبحت بيدهم السلطة والقوة الغاشمة التي تمكنهم من الوقوف في مواجهة من يرفض اساليبهم وتصرفاتهم الغير مشروعة والغير شريفة واصاب الكثيرين منهم الغرور والطغيان بمجرد استلامه منصباً فتراه يشعر بانه اقوى من الاخرين وافضلهم وهذا مما جعل الكثيرين يلجاؤن الى التضليل والغش والخداع وخيانه الامانة من اجل شرعنة استبداده والمتاجرة بالدين والمذهب من اجل تفضيل مصلحتهم على مصلحة الشعب وهكذا سكنوا في افخر المساكن المؤثثة وتنقلهم وعوائلهم ارقى واغلى السيارات مع حمايات خاصة لحمايتهم لم توفرها الدول العظمى لكبار مسؤوليها اطلاقا فاصبح همهم الاول والاخير ان يبقوا في مواقعهم ليكون كل شيئ في خدمتهم وان يعيشوا حياة الاغنياء ويريدون الجميع ان يخدمهم كما كان يحلم الفراعنة الذين كانوا يخزنون الذهب والفضة معهم حتى موتهم فالغني عندهم يجب ان يبقى غنيا حتى مماته اما الفقراء فعليهم البقاء على حالهم .
على ضوء ذالك فبقي العراقيون مظلومين لم يروا النورفي ظل جميع الحكومات التي قادت بلادنا الى الافلاس وهي اغن بلدان العالم لامتلاكها من ثروات طبيعية مثل النفط والفوسفات والكبريت والمياه وغيرها وهكذا بفعل الساسة الفاسدون اصبحنا نستجدي القروض من البنوك العالمية وحتى من دول فقيرة في مواردها .
ان ثورة الاصلاح مطلوبة اليوم بعد نفاد صبر شعبنا الذي صبر اكثر من ثلاثة عشر عاما دون اي انجاز على ارض الواقع فالتغيير اليوم مطلوب وكما قالت المرجعية المجرب لايجرب وعلى هذا الاساس يجب :
اولا : تشكيل حكومة من ذوي النزاهة والاختصاص وغير مرتبطين باي حزب بتغيير جذري لكل مؤسسات الدولة.
ثانيا : الغاء المحاصصة الحزبية والطائفية والاثنية بدون اي مراوغة ومغازلات سياسية.
ثالثا : استبعاد كل المسؤولين والفاشلين في الحكومة الجديدة وعدم الاخذ والاستماع لارائهم لكونهم فشلوا بقيادتهم خلال السنوات الماضية.
رابعا : محاسبة كل المسؤولين من قبل لجان نزيهة لمعرفة مفاصل الفساد وعدم انجازهم مشاريع على ارض الواقع كلا حسب اختصاصهم.
خامسا : منع جميع مزدوجي الجنسية من استلام اي منصب مهما كان السبب لكي يكون الولاء فقط للوطن.
سادسا : يطلب من الحكومة الجديدة التي تشكل ان تضع خطط وزرائها لانجاز المشاريع بفترات زمنية محددة ويجب محاسبة ومسائلة كل وزير لاينجز المشاريع المخطط لوزارتهم.
مقالات اخرى للكاتب