اليوم تتمتع الوسائل الاعلامية بتأثير اكثر فعالية على الافكار والتوجهات والطبائع والاخلاقيات في المجتمعات عن مصادر التاثير الاخرى ، في خضم البحر المتلاطم من المعلومات الواردة عبرامواج الرسائل الاعلامية التي تحاكي وتخاطب المتلقي في جميع شؤونه وبأدق التفاصيل والاسهاب مع الاعلان اليومي على بث عدد من القنوات الفضائية الجديدة بمختلف عناوين توجهاتها وتزاحم الالاف من المواقع الالكترونية بمضامين صفحاتها المتشعبة الاغراض مع يسر وسهولة الوصول اليها في عالم فضاء التواصل عبر شبكة الاتصالات العالمية التي تنقل لك احداث العالم على جميع ارض المعمورة مباشرة ، في ظل تلك المناخات لابد ان تتوالد رسائل طفيلية لبعض الوسائل الاعلامية لتنث سموم لافساد الافكار وتشويش الذهنية وتزييف الحقائق وفق سياسة ممنهجة لتحقيق تلك الاغراض، ولابد الاعتراف ان من العسير مواجهة ذلك السيل من الرسائل الاعلامية الفاسد بل من المستحيل محاربتها عن طريق الاكتفاء بمقاطعتها او عدم الانصات اليها وترك المجال مفتوحا لتعبث وفق مشيئتها لتحقيق اهدافها التي تستند اساسا على زرع الفرقة والطائفية كعناوين اساسية في جوهر مهامها ووظائفها ، حيث نرى تركيز قنوات ومواقع اهتمامها على اساليب الطعن والسب والغاء وتحقير الاخر من خلال سرد الافتراءات والاباطيل لرسائلها التخريبية التي تنعق بها ليلا ونهارا ، لذا يستوجب مواجهتها بعد رصدها وتحديدها وذلك عبر رسائل اعلامية مضادة تكشف زيفها واكاذيبها وتعري مقاصدها بالادلة والبراهين المقنعة والملموسة بما تمتلك من اسباب موضوعية وحقيقية وشفافة لتفنيد مزعمها وتفويت الفرصة عليها لتحقيق مقاصدها في خلق وزرع تلك الفتن لمصالح اجندات عدائية لاتريد لشعوب منطقتنا خيرا .
مقالات اخرى للكاتب