كتب الدكتور هشام عطية أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة مقالا تحت عنوان "القحبة ..وأولاد القحبة " نشرته بعض وسائل الإعلام أضع أجزاء منه بين أيديكم .
"القحبة لغة: هي العجوز المريضة بالسعال
و هي أيضا المرأة البغي الفاسدة الفاجرة, و سميت قحبة لأنها كانت في الجاهلية تؤذن طلابها بقحابها (سعالها).
و القحبة اصطلاحا: هي جميع وسائل الإعلام الرسمية و المأجورة في عالمنا العربي
و أولاد القحبة هم جميع الغلمان الصحفيون و الكتاب و الإعلاميون المرتزقون من هذه القحبة.
القحبة و أولاد القحبة في العراق الذي تنافسوا في إطلاق الألقاب على صدام حسين:
مهيب الركن, سادس الخلفاء الراشدين, الضرغام, سيد العظماء, عبدالله المؤمن, قمر بغداد, شمس الرافدين, المنصور بالله, المجاهد الكبير, الزعيم الملهم, ... و و و إلخ.
ثم نكسوا على أعقابهم و تنافسوا في لعنه بعد سقوط بغداد!!!
القحبة و أولاد القحبة تنافسوا في تصوير المهيب الركن صدام سادس الخلفاء الراشدين في لباسه العسكري و في لباسه الإفرنجي, و البدوي, و الشعبي, الشتوي و الصيفي, ...ووو .. و صوروه بدون لباس أيضا و هو يسبح بالمايوه في احتفالية في نهر الفرات سنويا!!!
صوروه و هو يركب السيارة و الطائرة و الدبابة و الدراجة الهوائية, و الدراجة النارية الحصان
القحبة و أولاد القحبة في ليبيا الذين صفقوا لكتاب القذافي الأخضر و اعتبروه النظرية العالمية الثالثة (و هل ثمة نظرية أولى و ثانية من الأصل؟؟!!) و أقاموا المؤسسات و المؤتمرات العالمية و البحوث الأكاديمية لطباعة و نشر و دراسة و تحليل و تأمل كل ما يتعلق بالكتاب الأخضر),....... فأين الكتاب الأخضر الآن يا أولاد القحبة؟؟!!!
القحبة و أولاد القحبة في مصر الذين غنوا و تغنوا بمبارك ثم لعنوه, و مجدوا في حكمة المجلس العسكري بعد مبارك ثم لعنوه و انصرفوا إلى مرسي و الإخوان, فلما آذنت ريحهم بالرحيل و أصبح السيسي زعيما و قائدا و ملهما و حبيبا لدرجة لا يتصورها العقل:
بنت قحبة (صحفية – راجع المصطلح في بداية المقال) تعرض نفسها على السيسي ملك يمين في مقالة بجريدة مصرية!!!
إلى ابن قحبة (شاعر) تصل به الدياثة أن يقول في مدح السيسي:
خذنا معكْ
فنساؤنا حبلى بنجمك في الفلكْ.
سبحان من قد عدّلكْ
أولاد القحبة كعادتهم دائما: يرسلون قائدهم و ملهمهم و زعيمهم إلى الهاوية على أنغام كلامهم المعسول, ثم ينصرفون عنه إلى أحضان الزعيم الجديد". انتهى مقال الدكتور هشام
عنوان المقال مأخوذ من قصيدة وتريات ليلية للشاعر الكبير مظفر النواب التي وصف فيها الحكام العرب ب " أولاد القحبة "
أطنب كاتب المقال بوصف شريحة واحدة فقط ممن ذكرهم ، لكنه نسى شرائح كثيرة هم أسوء بكثير ممن وصفهم : " أولاد القحبه " لا يختصر وجودهم في مجال الإعلام فقط فهم موجودون في كل المجالات ومن كل الشرائح .بعدما تسلط البعث وصدام اوجد مجاميع ليست قليلة في كل الأماكن ممن وصفهم صاحب المقال .
شيئان يفسدان المجتمعات هما الخوف من السلطة الجائرة والمال السائب بيد سلطة غير حازمة بتطبيق القانون ، والعاملان متوفران في ظل الحكم السابق والحكم الحالي .من نساهم كاتب المقال من الإعلاميين فهم إعلاميو فضائيات اشترت دول البترول ضمائرهم بثمن بخس وتخصصوا بنشر الفتن والطائفية وتعميق الأزمات والتشرذم ، وتفكيك دول والتآمر على أخرى ، وإعلاميون تخصصوا بنشر الدعارة والترويج لها ولتفاهات تتعارض مع القيم .
موضة جديدة ركبتها بعض وسائل الإعلام العراقية من مواقع الكترونية وفضائيات وإذاعات تخصص الساعات من وقتها لممارسات السحر والشعوذة تحت يافطة العالم الروحاني. وهذه الممارسات لا تتفق مع الأخلاق وتتعارض مع تعاليم الأديان .
الانتخابات الأخيرة أبرزت أصناف كثيرة من "أبناء القحبة " منهم ، الذين يمدحون من يدفع لهم ويذمون خصومه ، آخرون تفننوا بنشر الأكاذيب والشائعات، لكن الأمور في خواتمها ولا يصح إلا الصحيح .
مقالات اخرى للكاتب