كربلاء – على الرغم من إصرار حكومة نوري المالكي على الحديث عن منجزات في قطاع الطاقة الكهربائية في بلاد الرافدين، إلا أن الواقع يكذب تلك التصريحات والمنجزات الوهمية، فلا يزال المواطن يعاني من تردي واقع الطاقة الكهربائية في البلاد في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة في أغلب المحافظات العراقية.
فقد استبعدت لجنة الطاقة والوقود في مجلس محافظة كربلاء، اليوم الخميس، أن يتم تشغيل محطة كهرباء الكمالية رغم مرور شهر من إنجازها، عازيا السبب إلى حاجتها لكميات كبيرة من الوقود لا يمكن توفيرها في الوقت الحاضر، مشيرا في الوقت نفسه إلى عدم وجود آلية تتيح توفير الوقود بانسيابية وانتظام.
وقال رئيس اللجنة زهير صامت إن "محطة كهرباء الكمالية مازالت متوقفة ولم تدخل إلى الخدمة رغم مرور شهر عن إنجازها، مستبعدا أن "تدخل هذه المحطة الخدمة قريبا".
وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أفتتح، منتصف حزيران الماضي، محطة كهرباء الكمالية التي تبلغ طاقتها التوليدية 300 ميغا واط، بعد إنجازها من قبل شركة (stx) الكورية، والتي كان من المؤمل إدخالها إلى الخدمة في الأول من تموز الحالي.
وأضاف صامت أنه "من الأسباب الأساسية التي تحول دون البدء بتشغيل المحطة حاجتها إلى كميات كبيرة من الوقود، تصل إلى مليون لتر من النفط الأسود يوميا لتعمل بشكل متواصل وتدعم الشبكة الوطنية بـ300 ميغا واط من الكهرباء". وأوضح أن "هذه الكمية لا يمكن توفيرها في الوقت الحاضر"، مشيرا إلى "عدم وجود آلية تتيح توفير الوقود بانسيابية وانتظام".
ولفت رئيس لجنة الطاقة في مجلس كربلاء إلى أن "محافظة كربلاء لا تمتلك مخازن تستوعب كميات الوقود الكبيرة التي تحتاجها المحطة"، مؤكدا أنه "كان يتعين منذ البدء بتشييد المحطة العمل على بناء مخازن للوقود خاصة بها".
وأشار صامت إلى أن "الشبكة الوطنية أحوج ما تكون حاليا إلى ما تنتجه محطة الكمالية، وسواها من المحطات التي يتم إنجازها"، معتبرا أنه "ليس من المنطقي والعراق يعيش أزمة طاقة أن يتم إنجاز المحطات الكهربائية وتبقى متوقفة بسبب عدم توفر الوقود".
وطالبت كتلة كربلاء النيابية، في أيار الماضي، وزارة الكهرباء بتوفير الكوادر الهندسية المتخصصة بإدارة وتشغيل محطة كهرباء الكمالية، وانتقدت بطء الوزارة في توفير هذه الكوادر، فيما اعتبرت عدم تضمين التعاقد الخاص بإنشاء المحطة لشرط يلزم الجانب الكوري بتدريب الكوادر العراقية على إنجازها خطأ واضحا.
وتقدر الطاقة التوليدية لمحطة كهرباء الكمالية، بـ300 ميغا واط، وقد شغلت جزئيا لعدة أيام على نحو التجربة، ومن المؤمل أن يتم ربطها بالشبكة الوطنية بشكل عملي مطلع تموز المقبل.
وتمت المباشرة بإنشاء بمحطة كهرباء الكمالية، شمال غرب كربلاء، قبل أكثر من عام من قبل شركات STX الكورية الجنوبية، وكان التشغيل التجريبي للمحطة بدأ مطلع شهر أيار 2012، بطاقة توليدية بلغت 100 ميغاواط من أصل 300 ميغاواط على أمل أن تدخل الخدمة الفعلية في تموز الحالي.
وتراجعت خلال فترة الصيف الحالي معدلات تجهيز الطاقة الكهربائية في أغلب المحافظات العراقية لتصل إلى ساعة واحدة في مقابل أربع ساعات قطع، وسط ارتفاع كبير في درجات الحرارة والتي تتعدى 48 درجة مئوية، وذلك رغم الوعود الكثيرة التي قطعتها حكومة المالكي على نفسها لتحسين وضع الطاقة الكهربائية في البلاد، التي تخصص لها مبالغ كبيرة من الموازنة العامة للبلاد إلا أن تذهب في صفقات فساد لصالح المتحكمين بهذا القطاع وعلى رأسهم حسين الشهرساني ونوري المالكي.
