الكل يعلم بان مشروع نائب الرئيس الامريكي جو بايدن كان تقسيم العراق الى ثلاث " اقاليم " بداية لتتطور مستقبلا الى 3 دويلات كردية سنية وشيعية وهذا الطرح كام واضحا من بايدن في البداية ولكن الرفض الشيعي السني بداية جعل الموضوع ينزل الى مرحلة السرية والبدء بتطبيقه بصورة بطيئة كونه بحاجة الى اثارة مشاكل بين الاطراف الثلاثة السنية و الكردية و الشيعية ليقوم كل منهم بالمطالبة بالفدرالية اولا ومن ثم الاستقلال ثانية والمشاكل يجب ان تكون عويصة وغير قابلة للحل وهذه بحاجة الى ايجاد قاد شيعي يمكنه القيام بهذه المهمة دون ان يعلن تبنيها على ان يطبق الخطة تدريجيا على ان تضمن له امريكا الوقت الكافي لذلك ولم يكن بالامكان اعتماد الدكتور ابراهيم الجعفري لهذه المهمة كونه ليس العوبة لانه يجد في نفسه قائدا في حزب عريق وله مكانة بين السياسيين ولذلك كان لابد من ايجاد شخص مغمور يعاني عقدة شخصية لا تعوضه الا زعامة وبهرجة وهكذا شخص بمجرد تذوقه حلاوة المنصب الكبير فانه يقوم باي عمل من اجل الاستمرار بمنصبه و كما تحتاجه الخطة ولم يكن افضل من نوري المالكي و الذي قال عنه علي الخضيري في مقاله في لواشنطن بوست بانه لم يصدق بان امريكا انتخبته لرئاسة الوزراء وقد اثبتت الايام حسن الاختيار الامريكي كونه طبق خطة بايدن بكل حذافيرها وها نحن نصل اليوم الى مرحلة الاقليم السني والتي باعلانها سيكون لا محال من اقامة الاقليم الشيعي لتعلن بعدها بفترة استقلال الاقاليم الثلاث الا اذا حدث تطور ما قلب الطاولة وافشل الخطة .
من هنا قاومت امريكا وبشدة اقالة المالكي في مرحلة من مراحل حكمه بل واجبرت السنة و الاكراد على سحب مشروعهم وقد كان ذلك غريبا في وقت تعلن في امريكا بان المالكي عميل ايراني وهو للتغطية على خطتها التي اصبح المالكي يطبق اكثر مما هو مطلوب منه .
استعداء الاكراد
كانت الخطة تقضي البدء باقليم كردستان كونه مهيا اكثر من غيره ولانه موجود اساسا منذ التسعينيات ولكن كان لابد من قيام حالة عداء بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم بحيث تتصاعد المشاكل ولذلك كان البعثيين المحاطين بالمالكي هم من يتبنون هذا التصعيد باتهام الاكراد وتخوينهم فيما كان المالكي يساهم احيانا بشكل مباشر بان يتهم هو الاكراد او يوعز لشبكته للاعلام لاستضافة وبث برامج تندد وتتهم الاكراد فتتصاعد حدة الخلافات وتعلن كردستان تفكيرها بالاستقلال وهو ما حدث مؤخرا وبصم المالكي على نهاية الخطة بان اتهم الاكراد كما حدث قبل يومين .
استعداء السنة
لم يكن السنة قد استوعبوا بانهم قد فقدوا السلطة في بغداد ولذلك بقوا يبكون ويصرخون بموضوع الاقصاء و الذي توجه المالكي بموضوع طارق الهاشمي ومن بعده رافع العيساوي في وقت لم يتخذ هكذا اجراءات ضد عدنان الدليمي الذي كان الاولى بكل هذه الاجراءات لثبوت التهم عليه وعلى ابناءه وبذلك خلق المالكي موضوع اعتصامات الانبار وما اثارت من مشاكل ليتوجها حاليا بتسليم المنطقة السنية الى داعش وخلق حالة الفوضى الحالية ليعلن السنة بان افضل حل لديهم هو الاقليم الذي سيفضي بالنهاية الى الاستقلال اذا لم يستطيعوا استعادة الحكم كاملا في بغداد .
الاقليم الشيعي
باعلان الاقليمين الكردي و السني يصبح الاقليم الشيعي تحصيل حاصل ومن ثم تكون خطة جو بايدن قد طبقت بالكامل ولم يعد هناك ما يمكن القيام به سوى اعلان الاعتراف بالدول الثلاث الا اذا حدث ما يقلب الخطة راسا على عقب .
ترى هل يجد بايدن افضل من نوري المالكي ؟ بكل تاكيد كلا لا يمكن ان يجد ولهذا كان هذا الاصرار على بقاءه فهل هناك من يسال كيف ولماذا يقبل حزب الدعوة القيام بهذا الدور ؟
مقالات اخرى للكاتب