لليوم الخامس تغير الطائرات الإسرائيلية وتُسقط قنابلها على شعب أعـزل لا يملك مقاومات للطيران أو جيش عرمرم يَصد به هذا العدوان الأهـوج ومنذ أيام يتساقط الأطفال والنساء والشيوخ قتلى تحت وابل قنابل الحقد والكراهية الصهيونية على شعبنا العربي في غـزة , دون أن تتحرك الضمائر العربية والإسلامية لتصرخ كفى .. وتحرق الأرض تحت أقدام المحتلين الصهاينة وتشعل السماء فوق رؤوسهم المتطرفة , نعم أنتظرنا أن تتقدم هذه الدول حتى ولو بتهديد أجوف " يخيف " الصهاينة ويجعلهم يترددون بمواصلة العدوان والتهديد بإجتياح غـزة ولكن كل هذا لم يحدث , فأمريكا وعلى لسان سفيرها في تل أبيب لا تمانع في إجتياح غـزة وقتل أكثر عدد من الناس !! هكذا هي المعادلة , قطاع صغير يدافع عن نفسه بأضعف الوسائل ضد عدو غاصب لأرضه يملك أشد الأسلحة فتكاً وهولاً , قد لا نعتب على ما يسمى " مجلس الأمـن" فهو ضد الضعفاء والعرب فقط ولكن حينما يتعلق الأمـر بإسـرائيل التي تحتل أرض فلسطين وتسوم شعبها الظلم يتردد المجلس " الموقر " ويقول بإستحياء كي يوقف شعب غزة عدوانه على إسرائيل الديمقراطية كديمقراطية الغرب المنافق الذي لا يفتح فمه إلا إذا تهددت مصالحه , أما مشاهد الموت المجاني اليوم فلا تحرك مشاعـره " المرهفة" وقتل الأطفال والنساء وقصف البيوت على ساكنيها فهو عمل قانوني لأن إسرائيل " تحمي" نفسها من الهمج العرب , أنا لا أعتب على مجلس الأمـن و لا الغرب و لا أمريكا لأنهم بشديد العبارة كلهم صهاينة بالصميم وكلهم كارهون للعرب وحقوقهم ولكن أعتب على أمة العرب وهذا أضعف الإيمان على ضعف دعمها " المعنوي" وهو الإستنكار الذي لا يبل الريق و لا يحمي قتيل أو جريح أو يمنع العدوان الصهيوني عن مواصلة القتل , لا رادع قانوني و لا أخلاقي و لا كلمة عربية واحدة تذهب الرجس عن حكومة الصهاينة المتطرفة وهي تفرغ قنابلها الأمـريكية على غـزة الصغيرة , ولكن أقولها بصراحة إن شجاعة المقاومة أكبر من شجاعة كل العـرب وتصديهم للعدوان يثلج القلب ويبكيه في نفس الوقت لأن 300 مليون عـربي أو أكثر ومليار ونصف المليار " مسلم" لم يستطيعوا أن يهزوا شعرة " نتنياهو" ويجعلونه يفكر ملياً قبل أن ينفذ عدوانه بصلف وعنجهية , يا لها من أمة عربية واحدة تتآمـر على بعضها وتَحفِـر لبعضها وتدعم الإرهاب ضد بعضها , ولكنها جبانة في حماية ضعفاء شعبها , وأجبن في حماية أرضها وعرضها , بينما الإرهاب " الإسلامي" يعيث فساداً في بعض الدول العربية وبدعم من بعض الدول العربية الغنية , تُغيـر إسـرائيل بطائراتها على غـزة , إذن من يتعاون ويتهاون هم نفسهم من أمة العرب التي " تتحرك دكة الموتى ولا يتحركوا" كما يقول شاعرنا المناضل " مظفر النواب" , الى متى السكوت والوقوف على التل , ما هذا العـهــر العالمي ؟! الساكت عن الجـرائم هو مجرم وقاتل وكل الحكّام قتلة إذا لم تتحرك نخوتهم وضميرهم لإيقاف هذا العدوان الهمجي الصهيوني , أطالب أن يُـقَـدّم " الكيان الصهيوني " الى محكمة العدل الدولية على إقترافه جرائم بحق شعب صغير لا يملك سوى إرادته ومقاومته للمحتل الغاصب . مئات القتلى والجرحى لم تُحـرك مجلس الأمن و لا مشاعر من يدعي إنه حامي حمى العدالة في العالم لهو عار في جبينهم , و قبل ذلك عار على العـرب أن يكون الإستنكار الوسيلة الوحيدة لحماية شعب غـزة وهو لا يحميهم ولا يبعث الحياة فيهم .. وعجبي من أمة عاجزة


** من قصيدة لشاعر العرب الأكبر الراحل " محمد مهدي الجواهري"