ماحدث في الموصل الشهر الماضي اعظم واهم حدث شهده العراق منذ احتلال البلد عام 2003م ان تسقط ثاني اهم مدينة بعد العاصمة بغداد بيد مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام خلال ساعات والانهيار العجيب لقطعات الجيش العراقي وينهزم قائد القوات البرية الفريق الركن علي غيدان وقائد الفرقة الثانية المتمركزة بالموصل ويستولي المسلحون على اسلحة وعتاد الفرقة الثانية بالجيش العراقي وهي من اهم الفرق العسكرية وهذا الانهيار لم يكن متوقعا حتى عند اكثر المراقبين تشائما ولم تقدم الحكومة توضيحا لما جرى هناك وبعد الموصل تسقط محافظة صلاح الدين ومناطق اخرى في ديالى والانبار واغلب المناطق التي سيطر عليها المسلحون ذات اغلبية سنية وهذا مايوضح لنا ان هنالك دعما لهم من ابناء السنة
اثارت هذه الاحداث مخاوف الشيعة في العراق مما دفع المرجعية الدينية الى اصدار فتوى الجهاد ضد مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام والخوف هنا مبرر حيث يصر هذا التنظيم على ضرورة ابادة الشيعة ويعتبرهم تارة كفار وتارة اخرى مشركين وعبدة قبور ومجوس وصفويين وغيرها من الاوصاف فكيف يمكن للشيعي ان يقف مكتوف الايدي في هذه الحالة
وارى ان الحل في الوقت الحاضر هو الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية بكل ما اوتينا من قوة وبكل الوسائل على الحكومة كسب ود السنة المعتدلين والتنظيمات السنية المسلحة غير المرتبطة بالتنظيم من العشائر وغيرها ويبدأ التفاوض معهم والتفاوض يكون حتى مع افراد في تنظيم الدولة الاسلامية والعفو عنهم من العراقيين حصرا واعادة تأهيلهم ودمجهم بالمجتمع وهذا ما فعلته المملكة العربية السعودية في برنامج المناصحة في اعادة الكثير من المواطنين السعوديين المغرر بهم ربما يختلف وضع العراق عن السعودية بسبب الوضع الطائفي ولكن اعتقد بنجاح هذا البرنامج في العراق ولو بنسب بسيطة وهذه الامور تعزل تنظيم الدولة الاسلامية عن حواضنها هناك وكذلك الانفتاح على الدول الاقليمية خاصة السعودية وقطر رغم موقف الدولتين من العراق
وهذه حلول وقتية لحين السيطرة على المناطق التي فقدت الحكومة السيطرة عليها وبعدها اما ان يعيش العراقيين اخوة في الوطن وبعيدا عن الطائفية والمناطقية وهذا الامر يحتاج الى وعي اجتماعي وسياسي وهو غير متوفر اليوم لدى الشعب فالعراقي مشحون طائفيا السني لايقبل ان يحكم منقيل الشيعي وكذلك الشيعي والكردي
وبعدها نتفق على جدول زمني لتقسيم العراق الى عدة دول وتوزع المناطق بين الدول وتقدم ضمانات وتعهدات بضمان سلامة الاقليات في تلك الدول فيتعهد السنة بحماية الاقلية الشيعية في دولتهم وكذلك الشيعة يتعهدون بحماية الاقلية السنية في دولتهم
لكن المشكلة تكمن في العاصمة بغداد ذات التركيبة السكانية المعقدة في اي دولة ستكون واعتقد ان الدماء في بغداد ستراق اكثر من ماء نهر دجلة .
مقالات اخرى للكاتب