قال الشاعر حسين القاصد: " وكان لي قصبٌ كم طاردوا فمه
لأنه دون كل الناس كان فما
انا الجنوب الذي باعوه في طبقٍ
من الضحايا لكي لا يقلق الزعماء"
الاهوار مسقط رأس الكون ومنها تعلم البشر القراءة والكتابة وكان اول الاقلام من قصب الاهوار".
بين ثلاث محافظات جنوب العراق, تربعت مسطحات مائية منذ القِدم, تلك البقعة الطبيعية, تزورها أنواع الطيور المهاجرة والأسماك, ليأكل منها ساسة العراق عبر العصور, ليذموا أهلها بعد شبعهم, لا لشيء إلا أن أغلب الحكام, لا يحترمون أصول العراق وطيبة شعبه, متناسين أن الأهوار, منبع الحضارة السومرية!.
تنكراً لأصلهم النبيل, فقد تَمَّ إهمالهم, بل وتشويه حقيقة أصلهم, فقد وصفهم أحد متملقي كتاب البعث, أنهم هنود جاء بهم القائد المسلم, محمد القاسم الثقفي, مع حيوانات الجاموس, استخفافاً بأصولهم السومرية, واعتبارهم عبيدا للحكام, الذين حكموا العراق.
إيغالاُ في إذلال سكنة الأهوار, قام نظام البعث, بتجفيف تلك المسطحات المائية, وحرق القصب والبردي, ليعدم الحياة في واحدة من أكبر جرائمه, بعد الانتفاضة الشعبانية في تسعينات القرن الماضي.
لم يسكت أهالي الأهوار, ومن يساندهم من الأحزاب الوطنية, ومنظمات المجتمع المدني, عن المطالبة بحقوقهم التاريخية, مطالبين بإعادة الحياة, لهذا الأرث التأريخي, واستعادة الحياة والاستفادة من الثروة الهائلة.
يوم 17 يوليو تموز 2016 وافقت منظمة
اليونسكو على وضع الأهوار ضمن
لائحة التراث العالمي كمحمية طبيعية دولية بالإضافة إلى المدن الأثرية القديمة الموجودة بالقرب منها مثل
أور و
إريدو و
الوركاء.
هنيئاً لأحفاد من بنى حضارة العراق, والتهنئة موصولة, لمن سعى لإرجاع الحق, إلى أول من أصدر القوانين, قبل حمورابي البابلي, ذلك هو الحاكم أورنمو.
مقالات اخرى للكاتب