في موقف لافت هاجمت ثلاث صحف سعودية اخواننا السنة في مدينة حديثة واتهمتهم بانهم خرجوا عن الاجماع السني وانهم يقدمون مصالحم الشخصية على مصالح اهل السنة .
فقد نشرت هذه الصحف الثلاث مقالات في نفس اليوم لكتاب مختلفين يهاجمون فيها اهالي حديثة بشكل غير مسبوق واعتبرها احدهم بانها المدينة المارقة والخائنة وسط البيئة السنية في العراق قائلا ( ان سكان حديثة قدموا مصالحهم الشخصية وضحوا بكل مصالح اهل السنة وقدموا ولاء الطاعة للحكومة الطائفية في بغداد بل وقاتلوا اخوانهم الذين يريدون خلاصهم من اجل مصالحهم ) فيما قال كاتب اخر بان ( اهالي حديثة مشكوك في نسبهم العربي منذ القدم واليوم ثبت انهم ليسوا عربا اقحاح وقد يكونوا تاثروا بقوميات اخرى تضمر العداء لاهل السنة خصوصا وانهم لم يحرصوا على استشارة المملكة " ويقصد السعودية " في كيفية التعامل مع حكومتهم كما يفعل بقية اخوانهم سنة العراق لانهم يعلمون بان السعودية هي ملجاهم وحاميهم )
فيما قال كاتب اخر ( على اهل حديثة ان يراجعوا انفسهم ويمحوا عنهم عارا ما بعده عار وهو ان يمتدحهم سياسيون شيعة ويشيدون بهم وهو ان كان يدل على شيء فانه يدل على انهم يسيرون في الطريق الخطأ لان الروافض لا يرضون الا عن شخص باع دينه كما باعوه هم للفرس ... وعليهم التكفير عن ذنبهم بخروجهم عن قرار الجماعة بان الحل و العقد بيد المملكة الحامية لحقوق اهل السنة في العالم )
اليس غريبا جدا ان تشن ثلاث صحف سعودية وفي يوم واحد هجوما كهذا على سكان مدينة عراقية عرفت منذ زمن على انها مدينة سنية خالصة ولكن المتابع للاحداث في العراق يعلم جيدا ان هذا الحمق و الحقد و الهجوم السعودي على اهلنا في حديثة هو لانها المدينة السنية الوحيدة التي قتلت ارهابيي داعش ولم تسمح لهم بدخول المدينة وكبدتهم خسائر ولاتزال حديثة حتى اليوم عصية داعش بسبب وقوف ابناءها وقفة واحدة ضد هذا التنظيم الارهابي المتوحش كما وانها سابقا لم تكن مهتمة جدا بساحات الاعتصام ومطالب الارهابيين البعثيين .
وقد اصيبت السعودية بالهستيريا من هذا الموقف الوطني باعتبار ان حديثة لو سمحت لداعش بدخولها وانها سمحت لابناءها بالانضمام الى داعش فان الموقف السعودي التفاوضي مع الحكومة العراقية الجديدة سيكون قويا حيث ان الموقف السني العراقي كله سيكون بيد السعودية وبالتالي تعتقد السعوددية بانها ستستطيع فرض شروطها على الحكومة بينما خروج حديثة عن السيطرة السعودية يعني هزالة الموقف السعودي لوجود سنة احرار رافضين للهيمنة السعودية .
الغريب في الامر و المخزي و الذي يثير الكثير من علامات الاستفهام حقا هو قول السعودية (بان اهالي حديثة لم يستشيروا السعودية كما يفعل بقية سنة العراق ) فياترى ماذا يعني قولهم هذا ؟ هل ان سنة العراق وسياسييهم لا يخطون خطوة الا بموافقة السعودية ؟ وهل انهم ينفذون الاجندة السعودية على حساب وطنهم وشعبهم ؟ وهل انهم استجاوبوا للاوامر السعودية بفتح مدنهم امام داعش والطلب من ابناءهم الانضمام الى قوات داعش ولذلك نرى داعش في اغلب الممدن السنية عدا حديثة التي قاتلتهم وطردتهم ومنعت سقوط المدينة بيد داعش فاصبح اهالي حديثة خونة برأي السعوديين ؟ اليس من العار على بعض السنة العراقيين ان يقدموا مصلحة السعودية على مصلحة اهلهم ووطنهم ويضحوا بابنائهم من اجل مصلحة ال سعود ؟
وهل صحيح ما ذكره الاعلام السعودي عن قيام سنة العراق باستشارة السعودية بكل صغيرة وكبيرة حسب قول السعوديين ؟ ثم لماذ هذا الهجوم على اهلنا في حديثة وهم يحمون مدينتهم من الخراب واهلهم وابناءهم من القتل ونساءهم من السبي والاغتصاب ؟ من حق ال سعود ان يعرضوا نساءهم لجهاد النكاح ولكن ليس من حقهم التعدي على نساءنا في حديثة ؟
ستبقى مدينة حديثة عصية على داعش ولن تقر اعين السعوديين مهما بعثوا من ارهابيين وقتلة ومجرمين لاقتحامها فاهلها وكل اهل العراق مع اهالي حديثة ضد الغزو السعودي الداعشي وكلنا امل بان يتعلم السنة الباقون من اهل حديثة الوطنية و العز و الكرامة و الاسلام .