اشلاء متشظية, كتب محروقة, حقائب غطتها الدماء النقية, عصير وسندويش, تسلقت سلالم السماء, إما الارض فتحكي قصة اجساد غضة مزقتها قنابل الغدر والخسة وهي لم تنه عامها الثامن او التاسع. صباح يشبه صباحات العراق الجميلة، هو نفس الهواء العليل، نعم هي نفس الشمس المبتسمة, وهو ذاته العطر الصباحي، ما الفرق ؟ لماذا تغير لون هذا الصباح ؟ في شمال العراق وفي قرية تابعة لقضاء تلعفر, تغيرت ملامح هذا الصباح، ولم يعد هوائه عليلا ولا رائحته زكية، فقد اصابت العراقيين فاجعة, الجميع خرج لأداء وظائفهم، الشرطي والمعلم والتلميذ, لا يعلمون ان كلبا من كلاب الارهاب تربص لهم وتربص بهم، لا يعلمون ان افطارهم هذا كان هو الاخير وصباحهم هذا مختلف عن باقي صباحاتهم ، فهو بلا مساء . تم تفجير مركز الشرطة القريب من المدرسة الابتدائية , حينها هلع التلاميذ الى ساحة المدرسة ولم يعرفوا حينها ان سيارة اخرى محملة بهدايا الموت ستكون من نصيبهم حين اقتحمت باب المدرسة وفجرها الملعون داخلها, فتناثرت الورود تتشحط بدمائها لتعلن يوما داميا اخر من ايام الشر طرزت تاريخه ايادي الحقد القديم . انفجاران هزا بعض القرى التابعة لإقليم كردستان, فالقتل بدم بارد, اصبح السائد في بلدنا, الذي نملك منه فقط الجنسية العراقية وهذا هو جرمنا الوحيد, اننا عراقيين. نتساءل منذ عدة سنوات ولم نجد أجوبة!! من يقف وراء موتنا اليومي؟ هل هم مسؤولي الحكومة, لكي يثبتوا عدم الاستقرار ويتم تأجيل الانتخابات حين ادركوا تفكك قوائمهم ؟ أم هي آلية جديدة لتمزيق وتجريم طائفة بعينها ؟ ام انها ايادي خارجية تثير الفتنة لتمزيق لحمة العراق وتأجيج حرب اهلية, ام ماذا ؟
مقالات اخرى للكاتب