" .. عّبرَ زعيم العصابةِ الكبير (ن) ، عن إستياءه وعدم رِضاه ، عن التجاوزات التي يقوم بها ، أحد أفراد العصابةٍ الأخرى التي لها بعض النفوذ في الحَي ، المدعو (س) . وسبقَ للكبير ، أن أمرَ أزلامهُ ، بتأديب العصابة الأخرى ومُعاقبة المُتجاوز (س) ، الذي تجرأ وأخذ يستوفي الأتاوات ، حتى من الناس التابعين للكبير . لكن رجال الكبير ، كما يبدو ، تقاعسوا عن القيام بذلك ، أو بالأحرى .. خافوا من بطش (س) وبأسه وعدم توانيه عن فعل أي شئ ! . ولهذا السبب ، إستشاطَ الكبير غضباً على أتباعهِ الجُبناء ، وأنزلَ عليهم من قاموسه البذئ ، شتائم عجيبة وغريبة ، ووصفهم بالكلاب أبناء القِرَدة ، ونعَتَهُم بالقوادين الجُبناء .. ثم صاحَ على ولدهِ ( أ ) : تعال .. وعَلِم هؤلاء الرُعاع ، الشجاعة والإقدام .
فلم يُكّذِب الإبن خَبَراً .. وأخذ معهُ ثُلّةً من أبناء أعمامه وأخواله ، الصناديد .. وتوجهَ الى مقر العصابة الأخرى ، الكائن في الطرف الآخر من المنطقة الخضراء .. وتعاملَ مع الحُراس الواقفين بالباب ، بحركاتٍ تعّلمها من أفلام جاكي شان ، فَشّلهُم عن الحركة . ورفسَ الباب بقدمهِ الفولاذية على طريقة رامبو ، فتناثرتْ قطعَهُ المتكسرة في كل مكان .. ودخل الى المقر ، كعاصفةٍ هوجاء ... فأُسْقِطَ في يد العصابة ، وعضوها البارز (س) .. وإستسلَمَ الى الإبن البطل ، صاغراً .. وطلبَ الرحمة والعفو ! . إتصلَ ( أ ) بوالدهِ على الفور وقال له : .. أيها الكبير ، لقد قبضتُ على ذاك الحقير ، فهل تريدني أن اُصّفيهِ هُنا ، أو أجلُبه معي ؟ . قال الكبير : هاته .. أريد ان اُبّرِد قلبي ، ثم أودعهُ السجن " .
في إجتماعٍ مُوّسَع ، للهيئة العامة للعصابة ، برئاسة الكبير (ن) .. تَقّررَ ان تدخل الحادثة أعلاه ، في المنهاج التثقيفي والتدريبي ، للقوات الأمنية بمُختلَف فروعها ، لكي تكون نبراساً ، يهتدون به ، في كيفية مُحاربة الجماعات المنافسة ، ومُجابهة التحديات المختلفة ، من قبيل ، المُظاهرات الهدامة التي يدعو لها الشباب بحجة الدعوة الى إلغاء الرواتب التقاعدية لأعضاء مجلس النواب ! .
كما ، اُقتُرِحَ ان تكون الحادثة ، من ضمن كتاب التربية الوطنية ، في جميع المراحل الدراسية .. وأصّرَ آخَرون ، على ان يُضاف الى تفاصيل الحادثة .. المأثرة العظيمة التي قام بها الوالد ، الزعيم الكبير ، قبل سنوات .. في البصرة ، حيث قامَ لوحدهِ بوقف العصابات المتجاوزة ، عند حّدها .. ولّقنها درساً لن تنساه ! .. بل بالغَ أحدهم ، فقال : ان شجاعة هذه العائلة ، ليستْ شيئاً غريباً .. لأنه ، وحَلَفَ بالعباس ، ان الجد (ك) .. كان قد قتل أسَدَين بيديهِ المُجردتَين !!.
.............................
فأذا كان الجد (ك) ، يتعامل مع الأسود وكأنها قطط ، ويفتك بها بيديهِ .. والأبُ (ن) قاهر العصابات الخطيرة في البصرة .. فليسَ عجيباً ، ان يكون الإبن ( أ ) مغواراً خارق القوة .
.........................
ما حاجتنا أصلاً ، لقواتٍ أمنية .. إذا كانَ مثل هذا الأب ومثل هذا الإبن ، يحكموننا ؟!
مقالات اخرى للكاتب