لن أنسى تلك اللحظة حين نقل لي راديو الترانسستر الصغير صوت العرب .. هنا القاااهره....!! لقد تم إسقاط ثلاث وعشرين طائرة إسرائيلية في سماء القااااهرة ...!!! إذن بدأت عملية تحرير فلسطين !! وسوف يفي رمز العرب جمال عبد الناصر ويلقي الصهاينة في البحر كما وعد في تصريحه البارحة وهو يزور قطاعاتنا في شرم الشيخ !! غمرنا فرح لم نجربه من قبل ..! انه الحلم الذي بدأ يتحقق ... في مساء ذلك اليوم ضحكنا على إذاعة ( أسرائيل اللقيطة ) وهي تنقل لنا صوت الصهاينة وهم يرددون: موتوا لا قبور ..!! و .. محمد مات ..خلف بنات !!.. لم نصدقهم وإذاعة صوت العرب واحمد سعيد يصرخ مبتهجا : لقد هزمناهم !!.. جفلت في الصباح التالي وانا اسمع مذيع بغداد يصرخ : الله اكبر يا امريكا وبريطانيا التي تسند اسرائيل .. الطائرات الامريكية تساند اسرائيل في هجومها الوقح !! في اليوم الرابع أرعبت وانا اسمع ملك حسين وهو يبكي على جيشه الذي يدمر في القدس !! في اليوم الخامس صعقت وانا اسمع احمد سعيد من صوت العرب وهو يقول بصوت مرتجف ان قواتنا تقوم ب ( هجوم معاكس في العريش) !!!! في اليوم السادس هدأ كل شيء وساد صمت كأنه صمت المقابر ... وفي ليلة نقل لنا الراديو صوت زعيم العرب عبد الناصر المتحشرج وهو يقول: كنا نتوقع الهجوم ان يأتِ من الشرق !! فجاء من غرب البلاد ... اني أعلن التنحي عن كافة مسؤولياتي ومنصبي !!!
كشف الغطاء عن تلك الجعجعة الخاوية التي كان الرئيس وجوقة القومجية في هذه الدولة وتلك وبدا النظام القومي الاشتراكي ورئيسه فجأة كما وصفه موشي دايان بعد ( النكسة) حين قال : في الحقيقة عبد الناصر نمر ... ثم أضاف : لكنه نمر من ورق ...
وحين عبر الجيش المصري البطل قناة السويس ببطولة فائقة أدهشت العالم واجتاز الأسد هضبة الجولان وجبل الشيخ .. وبين ليلة وضحاها كشف لنا انحسار غبار المعركة عن حصار الجيش الثالث وعبور شارون القنال وتهديده القااااااهره !! اما دمشق فقد أصبحت تحت رحمة ( المحجال) الصهيوني وراحت إذاعة الأسد تستنجد بمجلس الأمن لإنقاذ أهل القنيطرة !!!
ااااااه ... لقد أسرفت في الكلام حتى أصابكم؛ أصدقائي الصداع ...والغثاء

لكنني وانا أراقب داعش وهي تحيط ببغداد. وتكاد ان تطبق عليها ... فتذكرت التاريخ و كاشف الغطاء....
وتذكرت اغنية المرحومة ام كلثوم وهي تشدو ...
كشف النقاب عن الوجوه الغادره ....