العراق تايمز ــ كتب جمعة عبدالله: ضاع الصدق في التعامل السياسي , ضمن الفوضى والتخبط , الذي يعيشه المشهد السياسي العراقي , فعندما تغيب المعايير , يسمح بكل المواقف الغربية والعجيبة , ان تكون اللاعب الاساسي في التعامل السياسي , وتصبح الثقة في خبر كان , ضمن هذا الهوس المجنون للكرسي والمنصب , الذي فقد طعم المسؤولية والواجب الوطني , وصارت الشطارة والدهاء والخبث والصيد الاخر في الفخ , هي الادوات السياسية الاساسية للصراع السياسي . فمن نصدق ؟ ومن نكذب ؟ هل نصدق مزاعم النائب ( عزت الشابندر ) بانه مخول من قبل المالكي ان يتحدث نيابة عنه . في مسألة اجراء مباحثات صلح وترضية ونسيان الماضي مع وزير المالية الهارب من وجه العدالة , وعليه مذكرتين , اصدرها بحقه مجلس القضاء الاعلى , مذكرة اعتقال واخرى تخص تهم فساد مالي واداري . وان النائب الشابندر مخول بالتحدث باسم المالكي في اجراء حوار المصالحة واسقاط التهم الموجه الى الوزير الهارب ( العيساوي ) , ولكن الغريب في الامر , هو صمت المالكي لترقب رد فعل العيساوي , على هذه المبادرة , وحين رد الوزير الهارب ( العيساوي ) برفض مبادرة الصلح والتفاهم , حين اشار بقوله ( اتركوا النزاهة لي , حيث سأذهب بنفسي الى الهيئة , وسوف ابين للملاء باني اطالب الحكومة شرفا اضافيا , حين كنت مسؤولا حكوميا ) وعند ذاك بدأت همة ومساعي المالكي بابعاد التهمة عنه , وينفي تدخله في قضايا الفساد والارهاب التي تخص شؤون القضاء , وينفي بشكل قاطع مهمة التخويل والتحدث نيابة عنه او باسمه , من قبل النائب والقيادي في حزب الدعوة ( عزت الشابندر ) , ولكن ليس هذه المرة الاولى يتحدث النائب ( الشابندر ) باسم المالكي , كأنه الناطق الرسمي والمخول بالتصريحات نيابة عن ( المالكي ) فقد تكررت عدة مرات , دون ان يصدر ولو توبيخ متواضع , او تنبيه بعدم التصريح الى الاعلام نيابة عن المالكي , ماهو سر العلاقة وهذا التناغم ؟ وماهو السر الذي يكمن في التدخل بشؤون المالكي بدون موافقة مسبقة , في التحدث في قضايا حساسة وخطيرة باسم المالكي ؟ وماهي الطلاسم من وراء انتحال شخصية المالكي ؟ وماهو سبب الصمت ازاء تصرفات وسلوكيات ( الشابندر ) الغريبة والعجيبة , التي تمزق هيبة ومكانة ومصداقية المالكي وحزبه الى الحضيض . منها تصريحه الى الاعلام , بان المالكي لايفهم في الشؤون السياسية , اي انه اهبل في السياسة , وعن عنجهية المالكي , ومنها تصريح ( الشابندر ) الشهير بحق قيادة حزب الدعوة بنعته , بانهم زعاطيط وطراطير في السياسة , ومنها تصريحه , بان المالكي , محبس في يده يحركه وفق ما يشاء وما يريد ويرغب . ومنها تصريحه , لولا دهاءه وشيطنته السياسية , لما كان المالكي في منصب رئيس الوزراء . وكثير من التصريحات الفنتازية , التي تجعل المالكي وحزبه محل سخرية ومسخرة للداخل والخارج , دون اي حرج وببساطة متناهية , دون ان يوجه لنائب ( الشابندر ) اي نقد بسيط لهذه التصرفات والسلوكيات الغريبة والعجيبة , كأن ( الشابندر ) مخول ان يتلاعب بالمالكي وحزب الدعوة ( شاطي باطي ) وبدون ردود سلبية وحتى بعتاب بسيط . ماذا يفسر هذه الظاهرة الغريبة في السياسة العراقية ؟ هل ان المالكي بدون خدمات ( الشابندر ) يضيع ويذوب مثل فص الملح في الماء , ام هناك تناغم وتقارب وقران بين الطرفين ؟ لابد ان الشابندر يعرف الكثير من اسرار المالكي , او ان الشابندر صندوق اسراره ووخزانة مآربه السياسية !! ولا سيما وان الشابندر الشخصية المفضلة , عند المالكي في عقد صفقات او اتفاقيات , سرية خلف الكواليس او في الغرف السرية , ومخول بكل الصلاحيات ومسؤوليات رئيس الوزراء. لابد وان هناك لغز وسر معقود بين الطرفين ,تصب بالضد من مصالح الوطن والشعب . وهذا ما يفسر سكوت المالكي عن تصرفات الشابندر الشاذة والنشاز , والغريبة التي تجعل المالكي دمية في مسرح الاطفال.