التعلق بالكرسي الى حد الهوس والجنون، حتى لو كان العمل مع العفاريت والشياطين، في سبيل تحقيق حلم الجلوس على كرسي الولاية الثالثة، ومن اجل التفرغ لهذا الهدف المجنون، هو ترك شؤون مصير العراق ومستقبله وكل شيء، الى حفنة من الفاسدين. الذين يلعب في عبهم وعقليتهم، الفساد والرشوة . ترك العراق غنيمة سهلة الى القرود، الذين كانوا يتقافزون بين الاشجار، لقضم اكبر حصة من الغنيمة والفرهود، في تملق جبان ومفضوح، من اجل ارضى شهية الجهنمية لسيدهم ووالي نعمتهم (مختار العصر) وراحوا يتلون بجلودهم الحربائية بالتعظيم والمجد، بأنهم سيكونون عبيد وخدم في حضرة الولاية الثالثة، مقابل هذه المقايضة الانتهازية الصلفة، ترك لهم الحرية المطلقة لقيادة شؤون العراق، ليلعبوا الدورالريادي في العراق، دون منافس لهم . رغم ان بعضهم يملك سجل اجرامي اسود، لكن بولائهم الحربائي الجديد، منحوا البراءة وصك الغفران، طالما هم يصلون بحمد (مختار العصر) . فترك لهم العبث وبيع العراق في المزاد العلني، وبحصانة فوق القانون . وكانت النتيجة الفادحة والصاعقة كالزلزل المدمر الذي وقع على رأس العراق، تأزم المشاكل والازمات، تزايد وتيرة الاحتقان والتخندق الطائفي، زيادة وتيرة الفساد السياسي والرشوة، تصاعد حمى الارهاب الدموي بالتفجيرات الدموية اليومية، واكبر مهازل عهد المالكي الكارثي، تمثلت بتكاثر المسرحيات الهزيلة المنسوجة سلفاً، في الاعداد والاخراج، التي تقف وراءها صفقات مالية دسمة وثقيلة، هي مسرحيات هروب مئات السجناء المجرمين والارهابين والقتلة من السجون المحصنة عسكرياً، وكثيراً منهم صادر بحقهم حكم الاعدام، ولكن التنفيذ مؤجل لاكتمال عددهم الضخم، حتى تكون قيمة الصفقة المالية دسمة، في سبيل اطلاق سراح المجرمين والارهابين القتلة، بصفقة التسليم والاستلام المتفق عليها سلفاَ . والطامة الكبرى في عهد المالكي الكارثي، الذي سيبقى وصمة عار المهين، هي سقوط ثلاثة محافظات باسرع من سرعة الضوء، بمسرحيات عسكرية كوميدية، تدعو للسخرية والتهكم، بما فيها سقوط الموصل، دون قتال او مجابهة عسكرية كوميدية، لذر الرماد في العيون، فقد كانت بصفقة الاستلام والتسليم . حتى تركت المعدات العسكرية الضخمة، والاسلحة الاكثر تطوراً في التقنية العسكرية، وكلفت العراق حوالي 16 مليار دولار، ولزيادة الامعان في العار، تركوا القادة العسكريين بزاتهم ورتبهم العسكرية العالية، التي منحها لهم المالكي بالجملة، دون ضمير مسؤول، تركوها للتراب، وارتدوا (الدشاديش) حتى اصبح يلقب الجيش بالعار (الجيش ابو الدشاديش)، حيث لم يطلقوا رصاصة واحدة لشرفهم العسكري المغتصب، والذي تمرغ بتراب العار والخذلان والهزيمة والجريمة . هذا السقوط الفظيع، كلف العراق خسائر جسيمة لا تعوض، حيث فجرت هذه الهزيمة الشنعاء، الى ارتكاب تنظيم داعش الارهابي، مجازر دموية مرعبة ومنها مجزرة سبايكر، حيث ذبح اكثر من 1700 شاب بدم بارد، ورافقها حمامات الدماء اخرى، وتهجير ونزوح وخراب مدمر، حطمت العراق، واصبح المواطنين الابرياء، يساقون كالخرفان الى مسلخ الذبح والموت والسبي والاغتصاب، مع هذه الاهوال والجرائم الكبرى، التي تشيب رؤوس الاطفال، لم يحاسب ويعاقب، اي مسؤول ومسبب ومتورط، لم يتهم احد بجريمة الخيانة الوطنية وهي الاقل في حقهم، على افعالهم بتدمير العراق وجريان انهار من الدماء . لم يحاسب او يعاقب المسؤول التنفيذي الاول، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، وهو المالكي، الذي مازال يتمتع بالمناصب والنفوذ والمال، دون ان يوجه اليه السؤال المشروع، كأن عشرات الالاف من الشهداء الابرار، الذين اذاقهم تنظيم داعش المجرم، الموت الهوان ببشاعته اجرامه الوحشي، كأنهم حشرات ضارة، ليس لهم قيمة واعتبار . ولم يسأل منْ المسبب والمسؤول عن هذه الفظائع الوحشية ؟، لكن بدلاً من المحاسبة والعقاب والمحاكمة يكرم باوسمة الشرف والشجاعة والتقدير، كأن هذه الجرائم الكبرى، تعتبر انجازات عظيمة، سيكتبها التاريخ بحروف من الذهب، هذا يحدث فقط في دولة الفوضى واللاقانون، ان يكون المجرم والخائن . طليقاً وحراً، يفعل كيفما يشاء، ومنذ اكثر من عامين، وهذه الجريمة الكبرى بحق العراق والعراقيين، يكون مصيرها في سلة المهملات، مع ان العراق مازال يدفع فاتورتها بالدماء التي تنزف يومياً آلآن، في معركة تحرير الموصل، التي ستكلف العراق دماء وخراب جسيم، تكلف العراق خسائر اضافية جسيمة لاتعوض، ولا احد يسأل، من كان المسبب والمتورط والمذنب؟ من خان الوطن والمسؤولية؟ . من يتحمل مسؤولية هذا الخراب الكبير ومازالت ماكنته لم تتوقف؟ . من المسؤول عن سقوط عشرات الالاف من الشهداء الابرار؟ هل هناك من مجيب أم ان الخراب هو دين وعقيدة مقدسة عند فاعلين واصحاب المقام والجاه والنفوذ ؟ اذا كانت الامور تسير بهذا الشكل المهين والمخزي والفادح، فأن اليوم يقترب من قراءة سورة الفاتحة على روح العراق المغدورة ..........
والله يستر العراق من الجايات
مقالات اخرى للكاتب